في ظل انتشار التيارات المتشددة التي باتت مصدرا لنشر قيم مسمومة تحت غطاء الدين، يبرز دور المؤسسات الإسلامية التي تحمل على عاتقها رسالة نشر قيم الوسطية بين صفوف الجاليات المسلمة بالخارج، ومن بينها رابطة لعلماء المسلمين بأمريكا اللاتينية، التي تعد المؤسسة الإسلامية المستقلة الوحيدة التي تحظى باعتراف رسمي من قبل السلطات الحاكمة في الجمهورية البرازيلية .
وقد عملت الرابطة منذ تأسيسها من قبل مجموعة من العلماء والمشايخ والدعاة بدول أمريكا اللاتينية، على تقديم رؤية إسلامية للانخراط في تقديم حلول تتعلق بما هو دعوي وخيري وتعليمي وتربوي بأمريكا اللاتينية، إلى جانب الانخراط في أنشطة لمحاربة الفقر والجوع والأمراض المعدية، والمحافظة على البيئة والمساهمة في التنمية البشرية، وفق ما جاء في توضيح للشيخ المغربي الصادق العثماني، الذي يشغل منصب الأمين العام لرابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية.
وأشار الشيخ العثماني أن رسالة الرابطة، تتلخص في خدمة الأقليات المسلمة وغيرهم بدول أمريكا اللاتينية على المستوى الروحي والمادي، وذلك بتبني المشروعات التنموية عن طريق الوقف الإسلامي، ومشروعات الإغاثة والتكافل الاجتماعي، ورفع المستوى الثقافي والتعليمي من أجل تحقيق التنمية المستدامة للجميع عبر العديد من الشراكات والبروتوكولات على المستوى المحلي والدولي.
وأكد العثماني أن أعضاء الرابطة رسموا عددا من الأهداف، في مقدمتها العمل على التنسيق والتعاون مع المؤسسات الإسلامية الخيرية البرازيلية، ومؤسسات دول امريكا اللاتينية ، وكذا المؤسسات الخيرية العربية و الإسلامية في دول العالم العربي والإسلامي ، مع تقريب وتوحيد أراء علماء الدين حول الأفكار والمسائل العلمية والدينية للشريعة الإسلامية، إلى جانب نشر القيم الإسلامية والإنسانية مع التوجيهات الدينية والفتاوى العلمية المعاصرة لتلبية احتياجات المسلمين الروحية بدول أمريكا اللاتينية .
ومن بين الأهداف أيضا يوضح الشيخ العثماني، إنشاء دور طباعة لنشر وترجمة البحوث والدراسات الإسلامية التى تعالج ما يستجد من قضايا فقهية بدول امريكا اللاتينية ، مع توحيد الجهود الدعوية للتعريف بالإسلام المعتدل الوسطي بالحكمة والموعظة الحسنة، مع اختيار المذهب المالكي في الفقه الإسلامي والعقيد الأشعرية؛ عقيدة أهل السنة والجماعة، وطريقة الإمام الجنيد في التربية والتزكية ..ما يسعف على نشر قيم المحبة والتسامح والتعايش بين المذاهب والديانات، وفتح حوار للتقارب ومحاصرة دعاة الفتنة والكراهية والتكفير والعنف والإرهاب من داخل المذاهب الإسلامية.
وعلى الجانب الاجتماعي والإنساني، أوضح العثماني أن الرابطة تجتهد وفق المستطاع في تقديم المساعدات الإنسانية للفقراء واليتامى وأصحاب الدخل المحدود من أبناء الشعب البرازيلي مسلمين وغير مسلمين، في إطار التعاون بين المؤسسات الخيرية الإسلامية والمسيحية البرازيلية والدولية الناشطة بالبرازيل ودول أمريكا اللاتينية، كما تمت الاستعانة بالوقف الإسلامي لإنشاء مؤسسات خيرية، ومدارس ومعاهد علمية ومهنية لمسايرة المستجدات المعاصرة التي تهم الأسر المسلمة المغتربة.
وتطمح الرابطة لتوسيع أهدافها عبر شراكات تمكنها من توفير بنايات جديدة تتوزع بين مساجد، ودور للعجزة والأيتام وحضانات ومكتبات ومركبات ثقافية ... كما تؤكد على ضرورة تشجيع دعاة السلم والسلام والتعايش الحضاري بين الشعوب عن طريق الكتابة والتأليف، أوعن طريق الخطب المنبرية والدروس، أوعن طريق أي وسيلة ممكنة تؤدي بالإنسان إلى احترام الآخر؛ بغض النظر عن لونه أو دينه أوجنسه أوعرقه .