هناك اجماع بمدينة وزان (نادرا ما يحصل هذا بين أهل دار الضمانة )، بأن معاناة الساكنة تتضخم بشكل كبير بمناسبة عيد الفطر وعيد الأضحى.
هي معاناة كثيرة ومتنوعة، ولكن التي يكتوي بنيرانها المواطنات والمواطنون، وتفقدهم أعصابهم، وتنغص عليهم فرحة العيد، تُلْمس في مجالين . المجال الأول هو الفضاء العام الذي تطاله الفوضى، بحيث تتحول شوارع بعينها إلى مراتع لتثبيت البشاعة ، مع ما ينتج عن ذلك ، بالإضافة لاختناق حركة المرور، من اعتداءات على المارة ( السرقة ، التحرش بالنساء والأطفال ، المواجهات بالأسلحة البيضاء ...) هذا دون الحديث عن ترقية هذه الشوارع إلى مطارح للأزبال التي تلوث الفضاء العام.
أما المجال الثاني فيعتبر من أخطر المعضلات بشهادة كل من حل بدار الضمانة لصلة الرحم مع العوائل والأحباب كما تقتضي ذلك قيمنا الأصيلة ، وهي القيم التي تميزنا عن غيرنا من شعوب العالم. يتعلق الأمر بمعضلة عدم توفر المدينة على بنية استقبال قادرة على استيعاب حتى المركبات التي تتحرك بالمدينة على مدار السنة ، فكيف على جماعة ترابية أن تستقبل مئات المركبات الخاصة التي تتدفق على دار الضمانة خلال فترة العيدين في مثل هذه الوضعية، وخصوصا بمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي للمغاربة علاقة استثنائية به وبطقوسه ؟
حزمة المعاناة التي تتكرر سنويا تستدعي استنفارا خاصا لتدبيرها بأقل الجروح النفسية والمادية، وهذه مسؤولية تتقاسمها الادارة الترابية والمؤسسة المنتخبة ، لكن كيف ذلك وقنوات تواصلهما مع الساكنة محتقنة !وكيف ذلك واجتماعا تحضيريا قد انعقد يوم 21 ماي لوضع أهم الترتيبات لتدبير الفترة ما قبل العيد ،ويوم العيد وبعده بأيام ،ولم تخبر الساكنة بمخرجاته ؟
القليل من المعطيات المتوفرة لموقع "أنفاس بريس" تفيد بأن سلسلة من الاجتماعات قد انعقدت فعلا بمكتب باشا المدينة ، وحضرها العديد من المعنيين مباشرة بالموضوع، وأن الجدية كانت هي سيدة الجلسات المذكورة، ولكن أهل وزان، وأبناؤهم الذين من المرشح أن يتوافدوا على المدينة قريبا ، باعتبارهم المستهدفون بالدرجة الأولى، لم يعلموا رسميا بالتدابير والاجراءات التي تم الاتفاق على تفعيلها للتخفيف من معاناتهم ، ومن أجل عيد أضحى بصفر معاناة، اللهم بعض التسريبات التي لا تلزم في شيئ الباشوية ومجلس الجماعة !
الحكمة المغربية المأثورة " لي حرثوا الجمل دكوا" تنطبق على الاستعدادات المشار إليها ، ولكن ما السر في عدم التواصل مؤسساتيا مع الساكنة ؟ فهل اصدار بلاغ يحيط الرأي العام علما بما تم اتخاذه من تدابير واجراءات صعب الصياغة ومكلفة عملية نشره ؟ أليس اصدار بلاغ في الموضوع تفعيلا للحق في المعلومة وتثبيتا للمشاركة المواطنة كما هي واردة بدستور 2011 ؟ ألا يمكن أن يشكل اصدار بلاغ في موضوع التحضير لعيد الأضحى محفزا لانخراط الجميع ( مواطنون وفعاليات مدنية ...) في هذا التحضير من أجل " العيد الكبير " كبيرا فعلا في أجوائه النظيفة ؟
كل استهانة بالرأي العام كلفتها ثقيلة ....ولكن " اوريهم اوريهم والى اعماو خليهم"
نتمنى تدارك الأمر، مع الشروع في تنزيل ما وقع الاتفاق عليه ( تزويد السوق الأسبوعي بالماء ، تنظيم المجال ، تهيئة ساحة الوزكاني لاستقبال المركبات ...) .