الجمعة 22 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

الزاكي باحسين: بنكيران ومخزن المغرب " الأقسى "

الزاكي باحسين: بنكيران ومخزن المغرب " الأقسى "

المخزن يشبه عارضات الأزياء. هو لا يظهر إلا حينما تتشكل الحكومات كما لا تظهر العارضات إلإ في المجلات .

تعرض الحكومة تصريحها أمام البرلمان عليك- توا- مطالعة مغرب مجلة الخطوط الملكية المغربية.ويقتضي شرط المطالعة أن تكون في حافلة تربط مثلا بين إغاغاين في الأطلس الكبير وبين سوق السبت ؤلاد النمة .
في هذه الحالة سيكون حصولك على المجلة إياها نعمة رحمانية لتربية الحلم في  أحد فصي الدماغ.
المغرب..

آآآه هذا المغرب .

لولا المخزن لبدا هذا المغرب الأقصى مغربا أقسى ,كما وجه المغنية ريحانا بدون ماكياج. به يسود المعنى.

إن المخزن هو مايك – آب make - up  الوطن .وهو ,عكس المغاربة, صريح في  جماله  الطبيعي 100 بالمائة. الحاجة إلى البوطوكس لإخفاء تجاعيده لم يكن طريقا يُهْتبل؛ فلقد حاز إكسير الحياة منذ زمن وخبئ  مراسيم صنعه , كما فعلت شركة كوكا كولا ب " سرها "لأسطوري.
يتعاطاها الناس شربا لأنهم يجهلون سرها. الولع لم يكن بالمذاق . أبدا بالمطلق. كذالك المخزن . المغاربة مولعون به. لأنه منتوجهم الخالص. الكل يعرف سره غير أنهم وقَّعُوا على اتفاق عمومي يقتضي نكرانا جماعيا .
الكسكس أتى مع قراصنة البندقية. والشاي تأنث فصار أتاي , فكان أول نجاح متقدم لخطة ادماج المرأة في التنمية بدون خطة الوزير سعيد السعدي .
الكسكس تمت مغربته فصار مع العولمة صناعة مطعمية تجيدها أيادي من كل بلاد الدنيا. والشاي ,بعد نعنعته تمغرب إلا قليلا, وحده المخزن وُلْدِ لبلاد, نشم فيه غربة باقي أنظمة الحكم غير اللائقة بنا. وحينما يعترينا وجد التقليد ونطمح لإستبدال , ولو مؤقت, نصير شعبا غريبا عن نظام الحكم المستورد. وبسرعة ينتبه الفقهاء الدستوريين أن الحكم القادم من بعيد ليس له من كفيل.
يتولى الجمركيون تشميع حاوية[ ميرسك]. حيث الحكم الغريب. وتستأجر سفينة أو طرادة لإلقاءه بعيدا عن الحدود .
لن نقبل بنظام حكم يدخل بطريقة سرية إلى مغربنا, هذا نوع من الهجرة لا يمكن أن نكون معه إنسانيين حتى ولو كان حاملا لتوصية من منظمة غوث اللاجئين .

فنحن شعب عصي على أن يمسك به . وقد نكون نحن المخصوصين بكتاب بيير روزانفلون le peuple introuvable
ننفلت من قبضة أي شكل من الحكم خلا الحكم المخزني. بن كيران الذي انتقل من شكل الدولة المرابطي ,الذي بشر به منذ التحاقه بالشبيبة الإسلاميةإلى شكلها السانسيموني في النسخة الثانية, في تعديل ما – بعد شباط ,فهم ما نقول .
لقد أٌدخله الشعب [ شعب المصباح ] وهو يصوت عليه إلى الحكومة مدخل صدق وأخرجه المخزن مخرج مزاح ؛ولو استجار بكومة أوراق التوت في مجموع أراضي صوديا وصوجيطا والأراضي السلالية  لما تمكن من ستر عريه الفاضح .

لقد رأى المحظور..
وهو يبحث عمن يُزَمِّلُهُ
ولا من مُزَمِّل.
لذالك صاح في وجه شيعته: اللي ما بغا يساندني في هذه الظروف ما عندي ماندير به.

في تاكسي – حواديت المشاوير لخالد الخميسي حكاية عن رجل فقد والده. وبدل التهيئ لإستقبال العزاء بدأ في تناول الفياكرا, وحينما سئل كيف يفكر في المتعة والمرحوم بالكاد يرقد في التراب؟ أجاب بثبات

إني أتناول الحبة الزرقاء لأنه في هذا الوقت العصيب ليس [لي] من ” يقف ” معي , سواه.

بن كيران حتى ولو أراد العمل مثل صاحبنا لإيجاد بِضْعة منه [تقف معه ]في هذا الوقت العصيب فإنه لن يجدها حتى ولو تناول صندوقا من الحبة الزرقاء وانتصب كما مِسَلَّة  مصرية واقفا بثبات "القائمين"  في "مدخل"  البيت الأبيض.