أنا أوّل ضحية مغربي صحراوي لدى البوليساريو نهاية عام 1974 حتّى يونيو من عام 1976، عشت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف تحت سياط التّعذيب والإهانة والرّفس والرّكل والسّياط ترتبت عنها أزمات قلبية حادّة اضطرت على إثرها لإجراء عمليات جراحية على القلب بوضع صمّات تلازمني إلى اليوم.
كان عمري 16 عاما، وكنت أول معتقل مغربي صحراوي في سجون مخيمات البوليساريو وعلى الأراضي الجزائرية، حيث اعتقلوني بالقوة وتم اختطافي ووضعي في سجن انفرادي بعدما تم استدراجي بعد فخاخ في الكلام قيادة البوليساريو. كنت أشغل ميكانيكيا وسائقا، حيث كتّفوني ووضعوني في سيارة، وتم ترحيلي إلى منطقة “أم غريد“ وهو أول سجن عشوائي، وطلبوا مني أن أحفر غارا على الخلاء بعمق برميل، فصار سجني بلا سقف ولا غطاء ولا فراش، سوى أنني ألتحف السماء، نكنيه بلغتنا “أوريش“ .
استطعت الفرار إلى المغرب بعدما تم إرسالي إلى الجزائر لاستكمال التكوين في تخصص التنكولوجيا، حينها اصطحبت جزائريين هناك، وتمكنت بفضل صداقتهم من اللّجوء إلى سفارة المغرب بالجزائر وعدت إلى المغرب في مسار لأفلت بجلدي، وأنقذ نفسي من جحيم لا يطاق.