الثلاثاء 19 مارس 2024
فن وثقافة

العثماني: وثيقة القاهرة تعرض 16 مفتاحا لتعزيز ثقافة الإجتهاد

العثماني: وثيقة القاهرة تعرض 16 مفتاحا لتعزيز  ثقافة الإجتهاد الصادق العثماني وجانب من المؤتمر الإسلامي الدولي بالقاهرة
بعد يومين متتابعين من العمل العلمي المتواصل في ثماني جلسات علمية انتهى المشاركون في المؤتمر الإسلامي الدولي الذي نظم من قبل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة  تحت عنوان: الإجتهاد ضرورة العصر (صوره .. ضوابطه.. رجاله .. الحاجة إليه) إلى إصدار وثيقة القاهرة لتعزيز ثقافة الإجتهاد. 
 
ومما جاء فيها: 
1. الإجتهاد ضرورة العصر وكل عصر،وبابه مفتوح بل مُشرَع إلى يوم القيامة، غير أن له أصوله وضوابطه ورجاله الذين أفنوا حياتهم في طلب العلم الشرعي، وفهم أصوله وقواعده ومآلات الأمور ومقاصدها، ممن يدركون فقه المقاصد والمآلات والأولويات، وتقديم المصلحة على المفسدة، ومتى تحتمل المفسدة اليسيرة لتحقيق المصلحة العظيمة، وكيف يكون الترجيح بين مصلحة ومصلحة باختيار أعظمهما نفعًا،وكيف يكون الترجيح بين مفسدة ومفسدة باختيار المفسدة الأخف منهما ضررًا.
2. التأكيد على الحاجة الملحة لإرساء وترسيخ قواعد الإجتهاد وضوابطه، وبخاصة الإجتهاد ُ الجماعيُّ في القضايا التي لا يمكن الإعتماد فيها على الأقوال الفردية،والتي تتطلب الفتوى فيهاخبرات متعددة ومتكاملة، ولا سيما في القضايا الإقتصادية والطبية والبيطرية والمناخية وشئون الهندسة الزراعية والوراثية، وغير ذلك من مفردات حياتنا ومستجدات عصرنا التي تحتاج إلى رأي أهل الخبرة لتُبنَى عليه الفتوى، فالرأي الشرعي في القضايا الحياتية المستجدة يُبنى على الرأي العلمي ولا يسبقه.
3. أن الإجتهاد الذي نسعى إليه يجب أن ينضبط بميزان الشرع والعقل معا، وألا يُترك نهبًا لغير المؤهلين وغيرالمتخصصين أو المتطاولين الذين يريدون هدم الثوابت تحت دعوى الإجتهاد أوالتجديد، فالميزان دقيق،والمرحلة في غاية الدقة والخطورة؛لما يكتنفها من تحديات في الداخل والخارج. 
4. أن المساس بثوابت العقيدة والتجرؤعليها وإنكار ما استقرمنها في وجدان الأمة لا يخدم سوى قوى التطرف والإرهاب وخاصة في ظل الظروف التي نمر بها ؛ لأن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه السقطات أو الإسقاطات لترويج شائعات التفريط في الثوابت؛مما ينبغي التنبه له والحذر منه، فإذا أردنا أن نقضي على التشدد من جذوره فلا بد أن نقضي - كذلك - على التسيب من جذوره، فلكل فعلٍ ردّ فعل مساوٍ له في المقدارومضاد له في الإتجاه.
5. أن شروط المجتهد الفرد يجب أن تتوفرفي مجمل أعضاء المؤسسات العلمية الإجتهادية الجماعية المعتمدة متكاملين.
6. الدعوة إلى تجريم الفتاوى الفردية لغير المتخصصين في قضايا الشأن العام،والعمل على توسيع دائرة الإجتهاد الجماعي المؤسسي .
7. ضرورة الإهتمام بقضية الثابت والمتغير،والإستفادة من القياس على الأشباه والنظائر في ضوء فهم علل الأحكام ومقاصدها،وسعة الشريعة ومرونتها،وذلك لمواكبة النوازل والأمور الحادثة والطارئة والمستجدة مع الحفاظ على ثوابت الشرع الشريف .
8. أن الإجتهاد في القضايا المستحدثة التي تواجه المسلمين وغيرهم في مختلف أنحاء العالم وبخاصة قضايا الأقليات المسلمة هوواجب الوقت؛ لرفع الحرج والمشقة عنهم، والإسهام في اندماجهم الجاد والبناء في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها.
9. التأكيد على أن الإجتهاد العصري المنضبط وتعزيز ثقافته بين المجتمعات والأمم والشعوب هو الضمانة الأساسية لإثراء العقل الجمعي بالتجديد المستدام، وحماية البلاد والعباد من مغبة الجمود والتشدد والشذوذ الفكري والسلوكي، وأن الإجتهاد المعتبرهو الإجتهاد المبني على قواعد الشرع الراسخة،وأن مفهوم الإجتهاد بمعناه الصحيح يؤكد عظمة الشريعة الإسلامية ومرونتها وسعتها،ويعفي الأمة من فتاوى الجهال والمنحرفين وغيرالمؤهلين .
10. التنبيه على خطورة الجمود وتداعياته ومخاطر الأخذ بظواهر النصوص أو استدعاء بعض الفتاوى التي ناسبت ظروفًا معينة في أوقات معينة وإسقاطها على غير مظانها،مع ضرورة تأهيل المجتهدين بالتأهيل العلمي: تفسيرًا وحديثًا وفقهًا وأصولًا ولغة، مع دراسة الواقع وظروف الناس،وصولا لصحيح الفهم والإجتهاد الذي يتسق وفقه الواقع ومقاصد الشرع.
11. على علماء كل عصر أن يجتهدوا لزمانهم في ضوء مستجداته الحضارية، ومشكلاته الجديدة،من خلال التفكيروالبحث العلمي، وإعمال العقل في فهم صحيح الشرع، مع التوصية بعمل موسوعة عصرية لقضايا الإجتهاد، وهوما كلفنا به فريق العمل بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة .
12. أهمية الإجتهاد الجماعي والمؤسسي؛لأنه أكثرعمقًا ودقة، وأحرى إصابةكونه يضم الكثيرمن العلماء والخبراء المتخصصين كما أنه سبيل ضامن إلى اتحاد الرؤية في حل كثير من المشكلات.
13. ضرورة إعداد جيل من العلماء وتكوين الكوادر العلمية الكافية التي تدرك مقاصد الشرع والمراد منها وتتوفر فيها شروط الإجتهاد؛ لتقوم بفرض الكفاية في تعاملها مع الأحداث والوقائع وإعمال العقل فيما يقع من النوازل الكبرى والحوادث المعضلة، والبحث عن حلول شرعية لها تتسق وفقه الواقع.
14. ضرورة تفكيك خطاب التطرف،والعمل على نشر سماحة الإسلام ووسطيته، وبناء الوعي الصحيح حول مفهوم المواطنة التي هي ركن أصيل في بناء الدول.
15. بيان أهمية التجرد في الاجتهاد، بألا يشوبه ميل حزبي أو طائفي أو عرقي أو قبلي أو أي علة تخرج به عن مساره الصحيح. 
16. ضرورة نشر الوعي بين الناس بالتفرقة بين الإجتهاد والتقول بالرأي، فالإجتهاد قائم على أسس وقواعد وضوابط وشروط، أما التقول بالرأي فلا أساس له وقد يَنْسِب صاحبه إلى الشرع الشريف ما ليس فيه لعدم فهمه للنص وعدم تعمقه ومعرفته به...