الخميس 25 إبريل 2024
خارج الحدود

بعد أن تسبب للبنان في أزمة كبيرة.. الوزير قرداحي يستقيل

بعد أن تسبب للبنان في أزمة كبيرة.. الوزير قرداحي يستقيل جورج قرداحي

قدم وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، يوم الجمعة 3 دجنبر 2021، استقالته -بعدما تسبب في أزمة كبيرة لبلاده التي تعاني أصلاً من أزمات كثيرة- لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث شدد الأخير على أن بلاده على استعداد لإزالة أي شوائب في العلاقات مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

 

وجاء في كتاب الاستقالة: "أتقدم إليكم بطلب استقالتي من منصبي كوزير للإعلام تقديماً للصالح العام وأتمنى منكم قبول الطلب".

 

وقال ميقاتي، في حوار مع مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط بلبنان، إن بلاده على استعداد لإزالة أي شوائب في العلاقات مع الدول الخليجية، مجدداً رغبة بلاده في إقامة أفضل علاقات مع دول الخليج، «لأن لبنان يشعر بالأمان حينما يكون الأخ الكبير بجانبه». وأضاف: "لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها، ويتطلع إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب وأمتنها بروح الروابط التاريخية التي تجمع بين دولنا وشعوبنا".

 

كما ثمن رئيس الحكومة اللبنانية دعم مصر الدائم للبنان في جميع المواقف والظروف والتحديات التي واجهتها البلاد، موجهاً الشكر لمصر وللرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكداً أنه صاحب النهضة الحديثة في مصر.

 

فرق شاسع

وأضاف أنه سيزور مصر قريباً، مؤكداً أنه يسمع ويتابع ما يحدث على أرض مصر بقيادة السيسي من تنمية وتعمير، مما حقق فرقاً شاسعاً وطفرة حقيقية وملهمة خلال سنوات معدودة، معتبراً أن "الأمة العربية تكون بخير حينما تكون مصر بخير".

 

واستطرد قائلاً: "أقولها بكل صراحة.. مصر بموضوع الغاز كانت هي الأشد حرصاً على حصول لبنان على الغاز من أجل دعم لبنان وخدمته.. شكراً لمصر وشكراً للرئيس السيسي صاحب النهضة الحديثة في مصر".

 

وحول الشأن اللبناني، شدد ميقاتي على أنه مستمر في رئاسة الحكومة، موضحاً أنها لا تعمل حالياً كمجلس وزراء، ولكن تعمل كحكومة تنفيذية تقوم بالإجراءات التنفيذية كاملة، كما يقوم هو شخصياً بالتنسيق الكامل مع كل الوزراء من أجل سلامة العمل، مؤكداً أن مجلس الوزراء سيجتمع قريباً.

 

وأضاف: "في النهاية هذا الوطن يهمنا جميعاً، ويوجد شخص عليه أن يحمل كتلة النار، فعندما رشحني زملائي في نادي رؤساء الحكومة السابقين، ترددت جداً في البداية لأنني أعرف أنها مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة، ولكن قبلت لأننا لا يمكننا أن نلقي بالبلد إلى هذا الشلل لأننا لا نجازي إلا أنفسنا، وأن نعمل شيئاً أفضل من ألا نعمل". وأشار إلى أن "الحكومة لم تأتِ لتعويم شخص، ولكن لتعويم البلد واستقراره أمنياً واجتماعياً، مؤكداً أنه يعي حجم المسؤولية وضخامتها ومخاطرها، ولكن بالنهاية يوجد شخص يجب أن يقول سأخوض هذه المرحلة الصعبة".

 

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية أنه لا يملك العصا السحرية لحل التحديات التي تواجه لبنان، ولن يستطيع أن يقوم بالمستحيل، لكنه سيقوم بأقصى جهد لوقف الانهيار التام ولإنجاز الإصلاحات خلال فترة زمنية معنية، موضحاً أن الحكومة حاولت منذ يومها الأول تأمين الأشياء الأساسية، فقضت على «طوابير الذل»، مشدداً على أن هدفه الأول وقف الانهيار التام.

 

3  محاور

وحدد ميقاتي أولويات حكومته بثلاثة أمور، أولها إنجاز المباحثات مع صندوق النقد الدولي، معتبراً أن التوصل لاتفاق مع الصندوق ليس خياراً، لأنه تأشيرة لفتح الأبواب لكل الصناديق الدولية لإعادة النظر والتعاون مع لبنان، فيما اعتبر أن الموضوع الثاني هو إنتاج الكهرباء، مؤكداً أن الحكومة أمامها تحدٍ كبير بزيادة التغذية الكهربائية بشكل عاجل وإيجاد حل طويل المدى لهذه الأزمة.

 

وأضاف رئيس الحكومة اللبنانية أن الأولوية الثالثة تتمثل في إجراء الانتخابات النيابية، مشدداً على أن الانتخابات موضوع أساسي ومفصلي بالنسبة للبنان، واستحقاق دستوري، مؤكداً الاستعداد لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة وفي وقتها دون أي ثغرة.

 

وأكد ميقاتي حرصه على التعاون مع عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وفقاً للدستور، موضحاً أن «السلطة التنفيذية لكي تنفذ عملها عليها أن تكون على تنسيق مستمر مع رئيس الدولة حتى تنجح المهمة»، ومشدداً على أن السلطة التشريعية هي من اختارته لرئاسة مجلس الوزراء ومنحت حكومته الثقة، ومن دونها لا يستطيع النجاح، وخصوصاً أنها تساعد في إصدار القوانين الأساسية والضرورية في هذه المرحلة، مشدداً على أنه لا يبحث عن خلافات أو الحساسيات أو العصبيات، وتركيزه فقط على إنجاح المهمة في هذه المرحلة الصعبة.

 

وحول علاقته بالوزراء، أوضح رئيس الحكومة اللبنانية أنه يتعاون مع كل الوزراء دون استثناء، مشيراً إلى أن الوزراء، كل في حقيبته يسعى، ويقوم بما يجب القيام به على أكمل وجه لإنجاح مهمته ومهمة الحكومة، واصفاً التعاون بالممتاز، وأنهم على تفاهم كامل ولا هدف لهم سوى الإنقاذ في هذه المرحلة.

 

عدم رضا

ورداً على سؤال حول رضاه عن أداء حكومته منذ إعلان تشكيلها في العاشر من سبتمبر الماضي وحتى اليوم، أكد رئيس الحكومة اللبنانية أنه راضٍ عن تشكيلة الحكومة، لكنه ليس راضياً عن أدائها إذا تم مقارنة طموح اللبنانيين وطموحه بما أنجزناه، واستطرد قائلاً: "آسف.. لست راضياً".