الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

محمد بولامي: هل بهذه العقلية والسلوك سنبني وحدة اليسار؟!

محمد بولامي: هل بهذه العقلية والسلوك سنبني وحدة  اليسار؟! محمد بولامي، ونبيلة منيب
في سياق الجدل الذي رافق، انسحاب الحزب الاشتراكي الموحد، من لائحة التحالف الانتخابي لفيدرالية اليسار، وما صدر عن قياديين بالحزب من انتقادات لمنيب كونها تتصرف بشكل منفرد وسري خارج هياكل الحزب، تنشر "أنفاس بريس"، موقف محمد بولامي، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، من هذه الهزة السياسية  في بيت اليسار:
في نهاية شهر دجنبر 2020 عقدت الهيئة التقريرية لفيدرالية اليسار الديمقراطي دورتها العادية، وأدرجت نقطة الاندماج بين مكوناتها في جدول أعمالها، وهو ما اعترضت عليه الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد الرفيقة نبيلة منيب ومجموعة من عضوات وأعضاء نفس الحزب، فالنظام الاساسي للفيدرالية لا يعطي الحق للفيدرالية البت في موضوع الاندماج. فالمادتين 6 و7 نصتا حصريا على ثلاث قضايا هي التي على هيئات الفيدرالية التداول فيها. وهذه القضايا هي الصحراء والدستور والانتخابات.
غير أن مسير الاجتماع أصر على ادراج نقطة الاندماج رغم كل المناشدات والملتمسات والدفوعات القاضية بتأجيل موضوع الاندماج الى ما بعد الانتخابات.
وبعد أكثر من ست ساعات من النقاشات الحادة عن بعد، أصدر مسير الجلسة أوامره للأحزاب الثلاثة بعقد مجالسها التقريرية والمصادقة على الاندماج في ظرف ستة أشهر، والالتزام بعدم عقد المؤتمرات العادية للأحزاب الثلاثة، والاتجاه مباشرة إلى المؤتمر الاندماجي.
وهذه القرارات لا تقبل المناقشة، وعلى الهيئات المقررة ان تصادق عليها فقط!!!.في يوم واحد.
إن ما جرى في ذلك اليوم غريب على تقاليد أحزابنا بتاتا. لقد تربينا على الحوار والنقاش الديمقراطي، وتبادل الرأي والرأي الآخر. لقد كانت تنظيمات اليسار المغربي مدرسة حقيقية للنقاش العميق والاجتهادات، فقضايا النضال الديمقراطي والوحدة الوطنية والمشاركة في الانتخابات ومقاطعتها وعلاقة النقابي بالسياسي، وقضايا الثورة والاصلاح، والتغيير بالعنف المسلح أو بالطرق السلمية، والتحالفات والاستراتيجية والتاكتيك...الخ
عناوين بارزة وتراث غني للطيف اليساري المغربي. أنا تربية في مدرسة رأسمالها ورصيدها هو الحوار بين الرفاق والرفيقات. كل القرارات الكبرى التي تم اتخاذها جاءت بعد حوار واسع بين الأعضاء، وشارك فيه الجميع، اعضاء وعضوات بالداخل والخارج وعلى رأسهم المعتقلين السياسيين: موضوع الصحراء. خط النضال الديمقراطي، مسألة الشرعية ...الخ.
قضايا استغرق نقاش بعضها سنوات. يكفي الرجوع الى مجلة انفاس وجرائد الى الامام و23 مارس والاختيار الثوري والمحرر والمقدمة والجسور وانوال والمسار ...الخ
للتأكد من عمق النقاش وقضاياه. أصدار الأوامر إلى الأحزاب ممارسة غريبة جدا عن تنظيماتنا اليسارية، وهي ممارسة غريبة حتى داخل الأحزاب ذات التوجه الشمولي.
لقد سطت الهيئة التقريرية للفيدرالية على اختصاص ليس من اختصاصها، ونصبت نفسها هيئة فوق الأحزاب الثلاثة وبدون تفويض من أي حزب، وقبل أن يتحقق الاندماج!!!!
فهل بهذه العقلية والسلوك سنبني وحدة اليسار؟!