تحتضن الدار البيضاء، صباح الأحد 8 أكتوبر2017 مسيرة تضامنية مع حراك الحسيمة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والاستجابة للمطالب الاجتماعية.
مواكبة لحدث المسيرة التضامنية، اتصلت "أنفاس بريس" بمحمد بولعيش، مناضل يساري ، فكانت الورقة التالية:
بعد أن شارفت محنة ساكنة منطقة الحسيمة وحراكها على إنهاء سنتها الأولى ، وعوض أن يتعامل معها المخزن بموضوعية وإنصاف ، ما دام الجميع يعترف – بمن في ذلك مؤسسات المخزن – بعدالة القضية ومشروعية المطالب ، وبعد أن أثبتت قيادة الحراك جدارتها في الحفاظ على سلميّته ،وكفاءتها في تدبير سيرورته طوال هذه المدة ..
لم نر بالمقابل إلا عنادا مخزنيا لمواجهة الحراك،وتصعيدا قمعيا غير مبرر بدأ بالزرواطة فالاعتقال بالمئات،والملاحقة وتلفيق التهم، وتنصيب محاكمات صورية،وإصدار أحكام قاسية في حق شباب وأطفال بعشرات السنين..والبقية آتية لا ريب فيها ..!!
كان رهان المخزن تكميم الأفواه و"التهدئة" القهرية واستنزاف طاقة جماهير الحراك وتيئيسها ، ولم يتحقق له ذلك ، بل استمر الحراك بأساليب جديدة ، ولجأ معتقلو الحراك المشتتون عبر سجون البلاد إلى الدخول في إضراب عن الطعام وعن تناول الماء والسكر ، دفاعا عن أنفسهم وتشبثهم ببراءتهم ..مما لُفِّق لهم من تهم ، وقد وصل بعضهم إلى حالة من الهزال تتهددهم بالموت ، فكان لزاما تنظيم مسيرة وطنية تأتي تتويجا لعشرات الوقفات التضامنية عرفتها مختلف مناطق الوطن .
ورغم ما قيل وما يقال وما سيقال عن تنظيم المسيرة التي ستعرفها غدا الأحد مدينة الدار البيضاء وملابساته ، ومسألة الدعوة والحضور..فإن المشاركة تبقى شرط وجوب وفرض عين بالنسبة لكل المؤمنين بعدالة ملف الحراك ، ويبقى أضعف الإيمان هو الحضور في هذه المحطة التي لن تكون هي الأخيرة بالتأكيد ما دام الموضوع مطروحا.
بالنسبة لي ، وقد أكدت على هذا مرارا ، لا يهمني من دعا للمسيرة ، ولا تهمني الحسابات السياسوية الكامنة وراء تنظيمها ، لأن المسيرة وسيلة مشروعة لتحدي العناد المخزني وغطرسته والضغط عليه ، والمطالبة بإطلاق سراح كل معتقلي الحراك قبل فوات الأوان ، والاستجابة لمطالبهم البسيطة العادلة ، ومتابعة كل من كان سببا في وفاة واستشهاد مواطنين ..
وليتحمل من يدفع بالبلاد باتجاه المجهول مسؤوليتهم الكاملة .