Monday 7 July 2025
سياسة

نفاق إسباني: كاطالونيا حلال علينا والصحراء حرام عليكم!

نفاق إسباني: كاطالونيا حلال علينا والصحراء حرام عليكم!

ثمة تمييز متعسف لدى الإسبان ولدى الكثير من ساستهم ومثقفيهم وحقوقييهم بين ما يجري في كاطالونيا وما يجري في الصحراء المغربية. فبينما يعملون على تأجيج الصراع في المغرب، ويستعملون إعلامهم وجمعياتهم وأموالهم وقودا لحرب لا يمكن لأحد أن يتكهن بخواتيمها، نلاحظ أنهم «يضربون الطم» عما جرى بكطالونيا يوم الأحد 1 أكتوبر 2017 حين توجه الكاطلانيون إلى صناديق الاقتراع من أجل استفتاء الانفصال عن إسبانيا، فوجدوا العصي والهروات والقنابل المسيلة للدموع في مواجهتم، مما أسفر عن إصابات في صفوف الانفصاليين؛ وهو ما يثبت بوضوح «الازدواجية في التفاعل»، تأسيسا على مقولة «حلال علينا حرام عليكم».

إن هذه الازدواجية أو النفاق الإسباني ينقل بأمانة الصورة الانتهازية واللاإنسانية التي ألحقتها إسبانيا بنفسها من جرّاء سياساتها الخاطئة نحو الوحدة الترابية للمغرب. كما تعكس، في العمق، المنطق الأوربي الذي يشجع على تمزيق الأوطان بسوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان وغيرها ، بينما يسلخون كل من نادى بالانفصال في أوربا، ويتواطأون بالصمت وقرارات الإدانة ضده، علما أن معظم دول أوربا هي أصلا عبارة عن تجمع للقوميات، وإذا تفككت إسبانيا تفككت بلجيكا وإيطاليا وسويسرا وفرنسا وبريطانيا وغيرها (وهي الدول التي توجد بها حركات قومية وانفصالية حية وقوية)، أي سنعود للقرن

16 حيث دويلات المماليك بأوربا.

والسؤال المطروح الآن هو لماذا هذا النفاق الأوربي؟ ولماذا يشجع اللوبي الإسباني النزعة الانفصالية في الصحراء، ويغدق عليها بالأموال، ويدعمها إعلاميا ويحتضنها سياسيا، بينما يرفض أي حديث عن الانقسام في إسبانيا ويرفض الخوض فيه، على جميع المستويات؟ وأين هي تلك الجمعيات المغربية والأوروبية التي دأبت على تدبيج البيانات والتقارير الداعمة لحق الشعوب في تقرير مصير؟ ما مصير تلك الجمعيات التي خاطت أفواهها واختارت عن عمد التراجع إلى الخلف حتى تتبين الخيط الأسود من الأبيض؟ أين هم مرتزقة حقوق الإنسان الذين يرفعون عقيرتهم كلما واجهت السلطات المغربية مخططات الانفصاليين بالحزم اللازم وبالقانون الساري المفعول؟ وأين هو الإعلام التحريضي الغربي المأجور الذي يتحرش دائما بالمغرب؟ أين هي رحابة التنوع والتعدد والاختلاف والكرامة والأنسنة والديموقراطية والحرية والحق والعدل والمساواة التي تذكرها الشعارات الأوربية، وتستعملها لإلجام الدول التي تعمل على تحصين ترابها؟ أين هي تنسيقيات الدعم وجمعيات المدافعين عن حق تقرير المصير؟ أين هم المتظاهرون أمام السفارات ومجالس الأوروبية؟ أين هم المحللون والخبراء الدوليون الجاهزون لإدانة العنف الهمجي والقمع الوحشي كما وقع في كاطالونيا يوم الأحد الماضي؟

نعرف أنه لا جواب عند المنافقين الغربيين، لسبب بسيط، ألا وهو: الانفصال حلال بالمغرب وحرام بإسبانيا وباقي دول أوروبا!

(تفاصيل أوفر حول هذا الموضوع تقرؤونها في غلاف أسبوعية "الوطن الآن" الموجود حاليا في جميع الأكشاك)

A-Une