الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

هذه هي طرق الحفاظ على التراث الثقافي في العصر الرقمي

هذه هي طرق الحفاظ على التراث الثقافي في العصر الرقمي جانب من اللقاء

شكل الحفاظ على التراث في عصر التكنولوجيات الحديثة والرقمنة محور ندوة، انعقدت يوم الخميس 6 ماي 2021، بالرباط، في إطار اللقاء العلمي الدولي الذي نظمته مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي تترأسها الأميرة للا حسناء.

 

وناقش المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظم حضوريا وافتراضيا، في جلستين، قضية “الرقمنة في خدمة حماية التراث الثقافي والحفاظ عليه”، وذلك بشراكة مع عدد من الفاعلين الوطنيين والدوليين، ولاسيما وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وسفارة الولايات المتحدة بالمغرب والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ووكالة التنمية الرقمية، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات وجامعة محمد الخامس بالرباط.

 

وفي مداخلة بالمناسبة، قدم المدير الوطني للتراث المغربي بوزارة الثقافة، يوسف خيارة، سلسلة من الوثائق البيانية والأرشيفات والرسومات الخاصة بمعالم تاريخية تمت رقمنتها، مشيرا إلى أن “الرقمنة هي عملية توثيق قبل كل شيء”.

 

وبعدما أشار إلى عملية الرقمنة الجارية حاليا ة لهذا التراث، قال خيارة إن “نمط استنساخ وتسجيل المعطيات ظل معمولا به إلى غاية سنة 2000، مضيفا أن “اللجوء إلى التكنولوجيا الحديثة للإعلام كان متقطعا وغير منتظم”.

 

من جانبه، توقف مدير مدرسة الهندسة المعمارية والتخطيط والتصميم في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببنجرير، حسن رضوان، عند تأثير تطور التكنولوجيا الحديثة على التخطيط الحضري، مشيرا إلى أن “التحديث وفقا للتكنولوجيا الحديثة ظل محط اهتمام منذ بدء التصنيع في المغرب”. مضيفا، أن التكنولوجيا الحديثة وتطور الأدوات الرقمية الحالية سيكون له تأثير على طريقة فهم الجانب الثقافي للتراث المبني وعملية التخطيط الحضري للنسيج الذي ينتمي إليه.

 

وفي معرض حديثه عن دور التكنولوجيا الحديثة، أبرز رضوان أن هذه الأخيرة يجب أن تدمج بالضرورة ضمن العمليات الجديدة للابتكار الثقافي الرامية للحفاظ على التراث والتخطيط الحضري المستدام.

 

من جانبها، ركزت باتريسيا فيريرا لوبيز، الباحثة في معهد التراث التاريخي الأندلسي، على تحويل بيانات التراث الثقافي، مشيرة في هذا الصدد إلى تجربة الدليل الرقمي للتراث التاريخي الأندلسي، وهي أداة “تتيح الولوج مجانا إلى كل المعلومات المجمعة عن التراث الإسباني”، وتقدم” معلومات عن التراث المنقول وغير المنقول واللامادي، وعن الساحات الثقافية”.

 

أما المسؤول عن برنامج بمركز التراث الثقافي للولايات المتحدة، بول ج. فيشر، فقدم للمشاركين في هذا اللقاء جولة افتراضية للأماكن الأثرية والتاريخية في وسط مدينة مادبا في الأردن، مبرزا “الجدوى الكبيرة” للتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد في اسكتشاف التراث الثقافي العالمي.

 

يذكر أن مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط تعمل على ضمان استدامة ونقل القيم التاريخية والمعمارية والفنية والمجالية، المادية وغير المادية المرتبطة بالتراث الثقافي للرباط.

 

ولتحقيق هذا الهدف، تسهر المؤسسة على حماية التراث، وتعمل على تشجيع التنسيق بين الفاعلين المعنيين بالمحافظة على التراث، وعلى التحسيس والتعريف بأهميته، إضافة إلى تقييم وضعية الحفاظ على هذا التراث.