الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

مومر لـ" الرئيس بايدن": من أجل إدراج "جبهة البوليساريو" ضمن لائحة المنظمات الإرهابية!

مومر لـ" الرئيس بايدن": من أجل إدراج "جبهة البوليساريو" ضمن لائحة المنظمات الإرهابية! عبد المجيد مومر الزيراوي، وجو بايدن
فخامة الرئيس جو بايدن :
سَلامٌ مغربي مُفْعَمٌ بعبارات التهاني العميقة، بعد حصولكم  على ثقة الناخب الأميركي المعبر عنها من خلال صناديق الاقتراع.
سلامٌ  مغربي مُفعَم بمشاعر التعارف النقي، مع أطيب المتمنيات بالسّداد و التوفيق لبرنامج عمل إدارتكم الأميركية الجديدة. والتي تريدونه إيذانا منكم بحلول حقبة أميركية متجددة ، في ظل استمرارية ريادتكم العالمية الطموحة .
أمَّا بعد ؛
ونَهَلاً من قيم المدرسة الدستورية الراقية التي وضع حجر أساسها الأباء المؤسسون لعقد الوحدة الأميركية. هذه القيم القانونية الديمقراطية التي جعلت من الولايات المتحدة الأميركية المُوَحَّدَة حضارة عظمى رائدة. فهي -أيضا- التي تؤكد للأجيال المغربية الصاعدة أن طرح المملكة الشريفة لمبادرة " الحكم الذاتي القانوني الديمقراطي "، كان - وما إنفك- من أجل حَل نهائي للنزاع الجزائري المفتعل حول حدود أرض الصحراء المغربية. 
فهكذا - سيدي الرئيس- ؛ تَفَتَّقَت الإرادة الملكية الحكيمة بتقديم مبادرة سلمية شجاعة، تجمع روابط الصلة الإنسانية بقواعد المصلحة المشتركة القائمة على مبدأ رابح-رابح. إذ هي السّالِكة بالأرواح البشرية نحو ظلال الأمن والآمان والعيش الحر الكريم.
تقديم مبادرة سياسية رزينة ، تريد لمّ شمل الغايَة الديمقراطية السليمة بالمُنْجَز التنموي القَويم. كما تعطي القدوة الحسنة لشعوب منطقة جيو-ستراتيجية حساسة وتعاني من ويلات الإرهاب والحروب الأهلية.  
تَقْديم مبادرة عقلانية رصينة تستند على عماد تسوية نهائية سلمية وعادلة، من خلال تمتيع بعض الجهات المغربية الجنوبية بالحكم الذاتي القانوني الديمقراطي تحت سيادة المملكة المغربية الشريفة. 
نعم - سيدي الرئيس -؛ إنما هي مبادرة محمودة، جادة وذات مصداقية. مبادرة تجسد البَيّنة المتينة، وتشكل المدخل الإنساني العقلاني لإحقاق متطلبات السلم والسلام والعدالة والديمقراطية. و- أيضا- لتحقيق مُستَلْزَمَات التنمية المتوازنة المنشودة، وتخصيب تربة ثقافة "مجتمع التنوع البشري" عبر تنقيتها من " أيديولوجيات "  الهيمنة والسيطرة الأحادية والمذاهب الارهابية.
هذه الأخيرة التي تنهل من مستنقع الشمولية والأيديولوجية البدائية التي تعود لأنماط ثقافية وقانونية  غابرة، مُناقضة لثقافة الزمن الرقمي المعاصر، ولِقيم سمو القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان.
فخامة الرئيس جو بايدن :
فعند التمحيص المُجَرَّد لمتون القرارات الأممية. نجدها تشير إلى أن الهدف المأمول في المسلسل الأممي، يكمن في التوصل إلى " حل سياسي واقعي و عملي و دائم، يقوم على التوافق".. ولعل التفاوض المباشر من أجل هذا الحل ، كان - ولازال-  يفرض على جبهة الإرهاب -الطريحة بتندوف-، ضرورة الابتعاد عن مخاتلات المليشيات الإرهابية المسلحة ، و اجتناب دسائس المزايدات الفارغة قصد التأسيس لدينامية واقعية جديدة.
وحيث أن منطق التفاوض الدبلوماسي ، ينطلق وجوبا من التعبير الشجاع عن الإرادة القوية، وإثبات سريرة النوايا الحسنة ، والتَّحَلي بالمراجعة الأيديولوجية المثمرة ، والتَّخَلِّي عن هوس العقليات القديمة المُتَقادمة. ثم الإلتزام بالجديدِ الديمقراطي القادرِ على إيجاد حلول لهذا النزاع المفتعل، عبر  إتباع المسالك السلمية. كل ذلك وفق ذات المقاربة النيو-واقعية، والتي تعتمد قسطاس الموازنة بين المصالح المتناقضة المتعارضة من أجل كسب رهان السلم والسلام بشمال افريقيا، ومن أجل سيادة القانون والعدل الثقافي والديمقراطية و التنمية المنشودة.
سيدي  الرئيس المحترم :
و حيث أن كل الدلائل و المعطيات، قد سبق أن نبهتْنا إلى تنامي مؤشرات الخطر الإرهابي في صحراء شمال أفريقيا. و ذلك حين فضحت كنهَ جبهة الإرهاب والأبارتايد العرقي والأيديولوجي بمركز تندوف العسكري بالجزائر. فكشفت عن بيناتِ تَوَرُّط قياداتها في صفقات تيسير عمل مخططات الإجرام الإرهابي. ولعله ذا الذي يجعلنا - كتيار ولاد الشعب- نستغرب من ضغط بعض مكونات المنتظم الدولي لشرعَنَة الجلوس مع عصبة مشتبه فيها. عصبة متحكم في قرارها من قبل النظام العسكري الجزائري الذي لا يريد  تدشين حقبة المفاوضات المباشرة. لاسيما وأن نظام المعمور شاهد عليه،  حين رآه مضبوطا بتحريض ميليشات البوليساريو الإرهابية على رفض المبادرة الملكية القانونية والديمقراطية ، وعلى التشبث بفيالقها العسكرية المرتزقة . مع تأليبها قصد توسيع دائرة الخطر الإرهابي نحو الجار الموريتاني الشقيق. وعساها كافية تلك المعلومات الميدانية الدقيقة التي تؤكد استفادة هذه المنظومة المارقة المسلحة من خبرة وتكوين مستمر ، وآليات وعتاد عسكري متطور، يهدد السلم والسلام في منطقة صحراء شمال إفريقيا ويمتد عبرها نحو أرجاء المعمور.
فخامة الرئيس جو بايدن ؛
هَكَذَا ؛ و لأن حسم النزاع المفتعل يتطلب الجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة ، مع طرف مقابل لا يقف جامدا متجمدا، بل يقبل اعتماد وسائل الواقعية الجديدة. طرف يقبل مراجعة إحداثيات الصراع العالمي القديم ، ولا يكون " وكيلا حربيا مأجورا عميلا عند النظام الجزائري العدواني . 
هذا النظام العسكري المتطرف الذي يدعم الإرهاب منذ أزيد من 40 سنة. حيث ما انفَكَّ عاملا على رعاية وتسويق أوهام دُويْلة عسكرية، ذات عقيدة أيديولوجية مذهبية عنصرية إرهابية تريد قطع طريق المحيط الأطلسي . مثلما تحاول وأد حقوق أصحاب الأرض القاطنين الحقيقيين، و معهم باقي المكونات العرقية للثقافة الصحراوية المتعددة الروافد. وذلك عبر الترهيب بعقيدة مذهبية عنيفة ومؤَدلَجَة ، تنفي وتلغي حق السكان المحليين المقيمين بالأرض ذاتها -موضوع النزاع المفتعل- ، والذين يطالبون بالعدل و الديمقراطية مع التشبث بحقهم الفطري الطبيعي في اختيار مصيرهم ضمن وطنهم الأم ، وتحت راية المملكة المغربية الشريفة .
وحيث أن الجبهة الإرهابية المسماة "البوليساريو"، لم تُعرِّي عن عناصر النية السلمية الصادقة، و ترفض القيام بمراجعة المراجعات. كما تأبى الإرتقاء إلى مقام الحكم الذاتي القانوني الديمقراطي الجديد و الجاد، والذي يفرض تصريحها العلني بالبطلان القانوني وإبطال إعلان قيام " دولة عسكرية مزعومة " ، خارجة على قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي. إذ أن الجبهة القديمة المتقادمة مُلزمة بالانضباط لروح ونص القرارات الأممية، والتي لا تعترف بما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية"  المستوطنة بتندوف في خلاء الجزائر.
سيدي الرئيس المحترم ،
و حيث أن سلوك المخاتلة غير القانونية، و أسلوب المزايدة السياسوية بالإعلان عن قيام دولة مزعومة. قد أفرغ مسلسل المفاوضات من غايات الحل النهائي السياسي المتوافق عليه، كما أكدت عليه قرارات مجلس الأمن. بالتالي هذا يضعنا أمام تمطيط مرفوض لمفاوضات " لعبة المُخاتلة "، والتي لا يمكن اجترارُ عُشْب مَلعَبها. و ذلك حتّى لا تتحول العملية الديبلوماسية الأممية إلى لعبة تراجيدية تحمل أثر مآسي الأخطاء ، وتخفي حقيقة الإرهاب المسلح.
بل ..  لأن ما يسمى " جبهة البوليساريو" الإرهابية، لا تملك سيادة قرارها التفاوضي، فهي قيادة تزايد بالواقع الوهمي لدولة الخداع المُعْلَنَة. ثم تعود كي ترضع من ثدي حاضنتها الجزائرية، وتنطق بلسان نظامها العسكري المتطرف للحديث عن مفاوضات حول تقرير المصير و الاستقلال. رغم أنها تعلم علم اليقين أن الفاعلين الحقيقيين -المقيمين على الأرض موضوع النزاع المفتعل-  هم وطنيون أحرار متشبثون بمبادرة الحكم الذاتي القانونية والديمقراطية، المشهود لها بالجدية والمصداقية تحت راية المملكة المغربية الشريفة.
بالتالي ، لا داعي - فخامة الرئيس -  لإعادة تشغيل أسطوانة الأخطاء القاتلة. والتي قد شجَّعت جبهة  الإرهاب المسلح على معاكسة حركية العقل و التاريخ والجغرافيا . حتى كادت جبهة الإرهاب الطريحة ،  أن تطفئ نور الديمقراطية وتزهق روح القانون والسلم والتنمية. بعد أن ضيعت أهداف منظمة الأمم المتحدة خدمة لأطماع جزائرية دنيئة، مُطِيلَةً أمدَ النزاع الجزائري المُفتعل حول الصحراء المغربية، ورامية بشعلة مبادرة: "الحكم الذاتي القانوني الديمقراطي "،  في دوامة البحث عن أجوبة سوريالية فوق طاولة مفاوضات مستديرة، مع جبهة المخاتلة الإرهابية.
وعند الختم، نناشِدكم - سيدي الرئيس المحترم-، بالإنتصار لقيم المدرسة الدستورية التي نقشَ  عباراتها السامية الأباءُ المؤسسون للولايات المتحدة الأمريكية، ونلتمس منكم إدراج جبهة البوليساريو ضمن لائحة المنظمات الإرهابية. وذلك إنتصارا -بالقسطاس- لحقوق جميع الثقافات المحلية المغربية في سلامة وطنها التاريخي الغالي من طنجة إلى لكويرة، ولأمل شبابها الراسخ في ربيع القانون والديمقراطية والتنمية.
God Bless the U.S.A ! 
                                                      والسلام
عبد المجيد مومر بوزيري ، رئيس تيار ولاد الشعب بحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية