الثلاثاء 19 مارس 2024
سياسة

القيادي مصطفى لمهود : هذه دواعي اليسار للتظاهر يوم 23 فبراير

القيادي مصطفى لمهود : هذه دواعي اليسار  للتظاهر يوم 23 فبراير مصطفى لمهود
قال مصطفى لمهود، عضو المجلس الوطني للحزب الإشتراكي الموحد إن خروج قوى اليسار في تظاهرات احتجاجية بتاريخ 23 فبراير 2020 في إطار الجبهة الإجتماعية المغربية أمر طبيعي بالنظر لحجم التراجعات على المستوى الإجتماعي، وعلى مستوى الحريات العامة.
ففيما يتعلق بالمستوى الإجتماعي فالأمر يتضح حسب محاورنا من خلال الهجوم على المدرسة العمومية، والهجوم على مكتسبات التقاعد، وأيضا ملف التعاقد الذي يظهر التراجع عن مكتسبات 50 إلى 60 سنة لصالح توصيات البنك الدولي والقوى المتحكمة في مساره.
أما بخصوص الجانب الثاني، فيتجلى في الهجوم على الحريات الفردية والجماعية - يضيف لمهود - مقدما مثال اعتقال نشطاء حراك الريف، وحراك جرادة، والمتابعات والملاحقات القضائية للنشطاء بمختلف ربوع الوطن، مشيرا بأن تنظيم أي نشاط سياسي أو حقوقي أو نقابي أضحى يخضع للتضييق الممنهج، بالإضافة الى عدم تسليم عدد من الجمعيات وصولات الإيداع، وخير مثال حسب محدثنا هو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كما أن الجبهة الإجتماعية التي تضم أحزاب ونقابات وجمعيات معترف بها من طرف الدولة تمنع من تنظيم وقفاتها الإحتجاجية ( نموذج خريبكة، ونموذج تازة ).
وقال لمهود في تصريح لجريدة "أنفاس بريس" إن الجبهة الإجتماعية المغربية هي الملاذ الوحيد للحراكات الكامنة سواء منها حركة 20 فبراير أو حراك الريف وحراك جرادة ومختلف حراكات المنطقة الشرقية.
وفي سؤال يتعلق بما هو مطروح على القوى التقدمية والديمقراطية أجاب لمهود أنه من المطلوب منه أن تتعبأ في هذه اللحظة التاريخية، مضيفا بأن ما يحصل من تراجعات ليس سوى قمة جبل الجليد، وما ينتظر هذه القوى هو مزيد من الهجوم، فالنظام - حسب رأيه - يحاول اختبار ردود فعل القوى الديمقراطية والتقدمية من خلال هذه التراجعات، داعيا إلى التركيزإلى جانب المطالب الإجتماعية على مطلب الإطلاق الفوري لجميع المعتقلين والشروع في بناء دولة المؤسسات .
وفي سؤال آخر يتعلق بجدوى الخروج للتظافر ما دامت لات تحصل أي مكاسب على أرض الواقع أشار لمهود أن هناك قوى كانت دائما تسعى إلى التشويش على القلة التي كانت تحذر ما وصلنا إليه اليوم بمبرر ضرورة الحفاظ على الإستقرار، إلى أن وقع " الفأس في الرأس " وهو ما يعني – يقول لمهود – أن سكوت وتخاذ هذه القوى التي كانت تتوجس من حراك 20 فبراير وما تلاه من حراكات بالريف وجرادة وطاطا، ساهم في الوصول إلى ما نعيشه اليوم ( التفريط في الوظيفة العمومية، التفريط في المكتسبات الإجتماعية، التفريط في سن التقاعد..) وأكثر من هذا التفريط في حرياتنا الفردية والجماعية، لدرجة أننا أصبحنا – يضيف محاورنا – في حالة سراح مؤقت، فالكل يتوقع استدعاءات من الشرطة بسبب تدوينات فيسبوكية أو ماشابه لتصفية " حسابات قديمة " .
وجوابا عن سؤال للجريدة يتعلق بمفارقة كون اليسار يلعب دور " طياب العنب " من خلال تعبئته للإحتجاجات دون أن يحقق مكاسب على المستوى الإنتخابي أشار لمهود أن اليسار غير معني بجني الثمار المبكر، فاليسار كان دائما خطابه عقلاني ويتوجه إلى البنيات القائمة ويختلف عن الأحزاب التي تستغل الخطاب الديني أو توظف الأعيان والأموال والقبيلة لكسب الأصوات، واليسار كان دائما يراكم دون أن ينتظر جني الثمار، مضيفا بأن فيدرالية اليسار حققت نتائج مهمة في الإنتخابات السابقة، خصوصا في المدن حيث حلت بعد الأعيان، وبعد من يوظفون الخطاب الديني، في أغلب المدن الكبرى والتي معاقل الطبقة المتوسطة، ومعاقل العمال والمثقفين، وهو الأمر الذي يظهر وجود مؤشرات للتغير في المجتمع،وهي تراكمات حققها اليسار منذ السبعينيات إلى حدود اليوم  مرورا بحراك 20 فبراير وحراك الريف وباقي الحراكات المتفرقة عبر ربوع التراب الوطني، وجيلنا – يقول لمهود – ما عليه إلا أن يساهم بدوره في هذا التراكم، الذي سيؤدي يوما ما إلى تغيير هذا الواقع.