الجمعة 3 مايو 2024
سياسة

منعم وحتي: لنجعل "حارة المغاربة"جسرا تاريخيا يُذكرنا بفلسطينيتنا

منعم وحتي: لنجعل "حارة المغاربة"جسرا تاريخيا  يُذكرنا بفلسطينيتنا

إن القضية الفلسطينية، اعتبرت عبر السنين عند المغاربة، قضية وطنية لا تتجزأ عن مطالبهم بالحرية و العدالة، و قد ساهموا بأرواحهم و إنتاجهم الفكري في الدفاع على عدالة حقوق الفلسطينيين، و نستحظر في هذا السياق، أول صدور لصحيفة أسبوعية مغربية في نهاية الستينات تحت اسم "فلسطين"، بمبادرة من الشهيد عمر بنجلون، تُعنى بالمقاومة الفلسطينية و التعريف بقضاياها.
لا يمكن الحديث عن ارتباط المغاربة بفلسطين، دون نبش ذاكرة حارة المغاربة بالقدس، حارة شهدت البصمات المغربية و لمئات السنين، أعطت لميزة الطابع المغربي رونقا خاصا، تزاوج مع بقية الحضارات، بمبانيه المعمارية المغربية، طواحين الحبوب التي تميزت بها، بل حتى مدارسها، كمنارات للعلم، الأفظلية على سبيل الذكر، و قد عرفت حارة المغاربة أيضا بأبوابها العتيقة، المنفتحة على معالم القدس، أبواب تطل بالخصوص على قرية سلوان، كنيسة القيامة و سوق الدباغة، التي مهر فيها المغاربة كما في مدننا القديمة، و كان أشهرها باب المغاربة.
معالم تاريخية تشهد على تواجدنا الوازن بالقدس، منذ أزيد من قرن، كساكنة مغربية بالقدس، أبنيتها و متاجرها و عُمرانها موقوف على المغاربة، لم يستطع لا العثمانيون و لا الانتداب البريطاني المساس بها و لسنين، لكن العدو الصهيوني، نسج مؤامرة كبرى لتشويه هذا الإرث التاريخي المشرف، منذ عمليات الهدم إثر العدوان الثلاثي في 1967، الذي دك أكثر من 135 بناية، لتسويق وهم توسعة حائط المبكى، و عمليات الحفر أسفل الحارة للبحث عن وهم آخر : هيكل سليمان.
إن للمغاربة شهداء على أرض القدس، ليس فقط في العصر الحديث، و هم من حاربوا في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بل يمتد شهداؤنا حتى فترة دفاع الأيوبيين على فلسطين، حيث كان الجنود المغاربة جزء من النصر الذي تحقق بفلسطين، و هو أصل هذا الامتداد التاريخي بحارة المغاربة.
لحد الآن تنتشر بالقدس حاكورات (بساتين منزلية)، تعود ملكيتها لأسر مغربية، أوقاف، أبنية، متاجر، مسجلة تاريخيا باسم المغاربة، عاداتنا لا زالت تثوارت هناك، فنحن جزأ من تلك الأرض، و تلك الأرض قطعة من قلوبنا.

إنه كلما احتد الصراع بين الفلسطينين و العدو الصهيوني، و بادر سكان القدس إلى رفع مفاتيح منازلهم القديمة و أبواب حاراتهم، يحق للمغاربة، كل الحق أن يُشهروا أيضا مفاتيحهم، لأن حارة المغاربة شاهدة أننا مقدسيون قلبا و تاريخا.
فلنكن جسرا تاريخيا حتى لا تنقطع الذاكرة، ذاكرة أننا فلسطينيون تواجدا و مبدئيا.