السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

البدالي : يا وطني هم بالتبن يبيعونك ونحن لن نبيعك ولو بالتبر

البدالي : يا وطني هم بالتبن يبيعونك ونحن لن نبيعك ولو بالتبر البدالي صافي الدين
الذين يبيعون الوطن ولو بالتبن هم رموز الفساد و الرشوة ونهب المال العام ونهب الثروات الطبيعية للبلاد وتهريبها، هم الذين كانوا وراء كل الأزمات التي عاشها المغرب ولا زال يعيشها حتى يومنا هذا.ولم تعد تجلياتها خافية على أحد على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي . فكل المؤشرات تقر بذلك ،
لأن مظاهر الفساد ونهب المال العام و الرشوة و اقتصاد الريع والجمع بين السياسة و المسؤولية والإفلات من العقاب وضعف القضاء ، أساس التخلف العميق الذي أصاب بلادنا، وأساس تفشي الغش و التزوير والتحايل على القوانين والبطالة و الانحراف والتطرف و الاستغلال والاستبداد، إنها مظاهر أصبحت تشكل الخطر الحقيقي على حياة الشعب المغربي، وعلى أمنه و أمانه و على وحدة ترابه ، لأن هذه المظاهر ، حسب كل الدراسات العلمية وكل التقارير الدولية ، تؤكد بأنها تشكل العرقلة الرئيسية لأية تنمية مستدامة سليمة ومندمجة يكون فيها المواطن المغربي هو مركز الاهتمام ، لكن لما أصبح زواج المال بالسياسة في بلادنا ، حيث الجمع بين السياسة والمال في تسيير شؤون البلاد ، فإن الأمر أصبح ينذر بما هو أخطر مما نحن فيه أي مسار لن يفضي إلا إلى ما هو أسوأ وأخطر، لأننا نعيش بأن الوزير أو البرلماني أو رئيس جماعة لا يدافع إلا على ما يفيد شركته أو مقاولته أو مصالحه ولا يهمه ما يتربص بالوطن من مخاطر جراء هذه السياسة.
و بالمقابل يبقى الشعب يدافع عن وطنه بالجوع وبالعطش و يتحمل الأمراض والنكبات ويبدع في أساليب الرد على لوبيات الفساد و على فلول الإقطاع الذين ظلوا يبيعون الوطن ولو بالتبن لمن يريد أن يشتريه من خليجيين و أوربيين، وأمريكان، بل حتى من بني صهيون . والشعب يختار أدوات الحفاظ على وحدته و وحدة ترابه و الدفاع عن كرامته بالوقفات و بالمظاهرات السلمية و بمقاطعة الانتخابات و بمقاطعة بعض المنتوجات التي هي في الأصل ملك للشعب قبل أن تنزع منه لتتحول إلى ريع اقتصادي و امتيازات لأشخاص تحولوا إلى مصاصي دماء المواطنين والمواطنات.
إن كل البدائل التي يعتمدها الشعب المغربي ليس إلا رسائل قوية للحكومة التي ترعى تجار الوطن و تحميهم من المسائلة و المحاسبة و من المتابعة وإرجاع الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة ، مجندة أحزابها لتضليل الرأي العام الوطني و الدولي و مسلطة وزرائها على الشعب كي يهينوه ويقمعوه ويعتقلوه ويصفوه بأوصاف لا ينطق بها إلا من سفه نفسه، وأما الشعب المغربي فهو فوق تلك الأوصاف، لأنه أبي و مناضل و مكافح و تحرري على مر الزمان ولم ولن يعرض بلده في المزاد العلني كما يفعلون و لن يبيعه لو ببلايين الأطنان من التبر.
                البدالي صافي الدين، قيادي بحزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي، وفاعل حقوقي