Friday 1 August 2025
سياسة

التمثيليات الدبلوماسية للمغرب بأوروبا الغربية تحتفي بعيد العرش

 
التمثيليات الدبلوماسية للمغرب بأوروبا الغربية تحتفي بعيد العرش
احتفلت التمثيليات الدبلوماسية للمملكة في أوروبا الغربية بالذكرى الـ 26 لاعتلاء الملك محمد السادس العرش، وذلك في أجواء احتفالية بهيجة، تعكس متانة الروابط التي تجمع المغرب بهذه المنطقة الاستراتيجية من القارة الأوروبية.

وشكلت هذه المناسبة فرصة للعديد من الشخصيات البارزة في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والرياضية والثقافية، إلى جانب فاعلين أكاديميين وإعلاميين وأفراد من الجالية المغربية، للتعبير عن تهانيهم وأطيب متمنياتهم للملك.

ففي بروكسيل، نظم سفير المملكة لدى بلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر وسفير المغرب الممثل الدائم لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أحمد رضا الشامي، حفل استقبال حضره الوزير الفيدرالي البلجيكي للأمن والداخلية، برنار كوينتان، ممثلا للحكومة البلجيكية.

وفي كلمة له بالمناسبة، أبرز عامر المنجزات التي حققها المغرب تحت "القيادة المتبصرة والإنسانية والمستشرفة للمستقبل" لجلالة الملك، مشيرا إلى أن السنوات الـ 26 الماضية شكلت ملامح "مغرب جديد"، يعد "استثناء في محيط جيوسياسي غالبا ما يتسم بعدم الاستقرار".

من جانبه، أكد كوينتان أن عيد العرش يخلد لـ"استمرارية أمة، واستقرار ملكية ضاربة جذورها في التاريخ، والعلاقة المتميزة بين شعب وملكه"، معربا، باسمه واسم الحكومة البلجيكية، عن متمنياته بالصحة وطول العمر للملك وبالازدهار للشعب المغربي.

وفي لاهاي بهولندا، جرى حفل استقبال أقامه السفير المغربي، محمد بصري، بحضور شخصيات سياسية مرموقة ومسؤولين رفيعي المستوى من هولندا، وممثلين عن السلك الدبلوماسي والمنظمات الدولية والوكالات الأوروبية المتواجدة بالعاصمة، إلى جانب فاعلين من مجالات التعليم والثقافة والأعمال، فضلا عن عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بهولندا.

وفي كلمته خلال هذا الحفل، أكد السيد بصري أن عيد العرش يجسد ارتباط الشعب المغربي الوثيق بالعرش العلوي، باعتباره ضامنا للوحدة الوطنية، والاستقرار المؤسساتي، والتقدم المستدام.

أما في العاصمة النمساوية فيينا، فقد تميز حفل الاستقبال الذي أقامه السفير المغربي، عز الدين فرحان، بحضور المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي، وشخصيات نمساوية رفيعة من الأوساط السياسية والحكومية، وبرلمانيين، ووزير الدفاع السلوفاكي السابق وعمدة مدينة تشادسا، إلى جانب رؤساء غرفة التجارة العربية-النمساوية وغرفة التجارة المغربية-السلوفاكية.

وبهذه المناسبة، سلط فرحان الضوء على الإصلاحات الهيكلية الكبرى التي باشرها المغرب، تحت قيادة الملك، والتي مكنت من تعزيز المكتسبات الديمقراطية، وبناء اقتصاد مرن وتنافسي، وتقوية مجتمع منفتح ومتضامن.

وأوضح السفير المغربي أن هذه الجهود المتواصلة في الميادين المؤسساتية والاقتصادية والاجتماعية مكنت المملكة من التموقع كفاعل إقليمي وازن، وشريك موثوق، ونموذج للتنمية المستدامة، مبرزا الدينامية التي تشهدها العلاقات بين المغرب والنمسا.

وأضاف أن المغرب جعل من القارة الإفريقية أولوية استراتيجية في سياسته الخارجية، من خلال مبادرات بارزة، مثل مشروع أنبوب الغاز الأطلسي الإفريقي، والمبادرة الملكية من أجل تمكين بلدان الساحل والصحراء من الولوج إلى المحيط الأطلسي، خدمة لقارة موحدة، مستقرة، ومزدهرة.

وفي إيرلندا، حضرت شخصيات مرموقة حفل استقبال أقامه السفير المغربي، لحسن مهراوي، الذي استعرض، في كلمة بالمناسبة، أهم الإنجازات التي حققها المغرب تحت القيادة الرشيدة للملك في مجالات الحكامة والتنمية البشرية والاندماج الإقليمي.

وعلى الصعيد الدولي، أكد مهراوي أن المغرب ي عترف به كشريك موثوق وصوت للاعتدال، بفضل دبلوماسية "قائمة على الحوار والتعاون والإيمان الراسخ بقيم السلام والاحترام المتبادل والازدهار المشترك".

وأشار إلى أن المملكة تواصل تعزيز دورها كـ"بوابة رئيسية نحو إفريقيا وشريك موثوق في مسار التعاون والاندماج الإقليميين".

وفي هذا الصدد، نوه بالدينامية المتزايدة التي تعرفها العلاقات بين المغرب وإيرلندا، مبرزا الإمكانيات الكبيرة المتاحة لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاستثمار والعمل المناخي والتعليم والتبادل الثقافي.

أما في جنيف، فقد أقيم الاحتفال بعيد العرش في فضاء "الأتريوم" التابع للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور شخصيات رفيعة من الأوساط الدبلوماسية والأممية والأكاديمية والمجتمع المدني.

وفي كلمة له بالمناسبة، استعرض السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بجنيف، عمر زنيبر، أولويات الدبلوماسية المغربية في المحافل متعددة الأطراف بجنيف، لاسيما تنظيم المؤتمر العالمي السادس بشأن القضاء على عمل الأطفال سنة 2026، والمشاركة في تيسير أشغال القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية سنة 2025، بالإضافة إلى رئاسة المغرب للجنة المشاركين بمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).

كما سلط زنيبر الضوء على التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في قطاعات استراتيجية، من قبيل صناعة السيارات والطيران، والبنيات التحتية المينائية والسككية، والطاقات المتجددة، والاقتصاد الأخضر والرقمي، وصناعة البطاريات الكهربائية.

وأبرز أهمية المشاريع المهيكلة ذات البعد القاري، مثل المبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، ومشروع أنبوب الغاز الأطلسي الإفريقي، اللذين يجسدان رؤية مغربية متكاملة للتنمية في القارة.

وفي العاصمة السويسرية برن، أقيمت الاحتفالات بحضور عدد من المسؤولين الفيدراليين والكانتونيين السويسريين، وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد ببرن، وأفراد من الجالية المغربية.

وبهذه المناسبة، أشاد سفير المملكة بسويسرا وليختنشتاين، لحسن أزولاي، بالتقدم الكبير الذي أحرزه المغرب، تحت قيادة الملك، في مجالات متنوعة، شملت الإصلاحات المؤسساتية والتنمية المستدامة والابتكار التكنولوجي والانتقال الطاقي.

كما أبرز صمود الاقتصاد والمجتمع المغربيين بفضل المشاريع المهيكلة الكبرى، منوها بانفتاح المغرب على الصعيد الدولي، ولاسيما من خلال شراكاته الاستراتيجية، وفي مقدمتها شراكته مع سويسرا، القائمة على القيم المشتركة والالتزام بتحقيق الازدهار المشترك، والسلام، والحوار.