Friday 18 July 2025
سياسة

الشيخ بوسعيد: ينبغي منح صلاحية أوسع للكوكارس وتشبيب نخبه للدفاع عن مشروع الحكم الذاتي

الشيخ بوسعيد: ينبغي منح صلاحية أوسع للكوكارس وتشبيب نخبه للدفاع عن مشروع الحكم الذاتي الدكتور الشيخ بوسعيد، باحث في القانون العام مهتم بقضية الصحراء
أظن‭ ‬بأن‭ ‬المجلس‭ ‬الملكي‭ ‬الاستشاري‭ ‬للشؤون‭ ‬الصحراوية،‭ ‬والذي‭ ‬يعرف‭ ‬اختصاراً‭ ‬بتسمية‭ ‬"الكوركاس"،‭ ‬تم‭ ‬إحداثه‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬مطلع‭ ‬بداية‭ ‬سنة‭ ‬2006،‭ ‬ليكون‭ ‬لجنة‭ ‬استشارية‭ ‬للحكومة‭ ‬المغربية‭ ‬بشأن‭ ‬منطقة‭ ‬الصحراء‭ ‬وتنميتها،‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬وبالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬المغربية‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬الذي‭ ‬دعت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬«الكوركاس»،‭ ‬هي‭ ‬تقوية‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية،‭ ‬وإعطاء‭ ‬المجلس‭ ‬الاستشاري‭ ‬صلاحيات‭ ‬واسعة‭ ‬للترافع‭ ‬عن‭ ‬قضية‭ ‬المغرب‭ ‬الأولى،‭ ‬خاصة‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬والترويج‭ ‬لها‭ ‬وطنيا‭ ‬ودوليا‭. ‬وقد‭ ‬أسندت‭ ‬رئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬الملكي‭ ‬الصحراوي‭ ‬لشخصية‭ ‬وطنية‭ ‬كبيرة،‭ ‬مرموقة‭ ‬ومثقفة‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬وإرث‭ ‬كبير‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وهو‭ ‬الوزير‭ ‬السابق‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬بلدية‭ ‬العيون‭ ‬السابق‭ ‬خليهن‭ ‬ولد‭ ‬الرشيد‭.‬

ما‭ ‬يمكن‭ ‬تأكيده‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الملكي‭ ‬الاستشاري‭ ‬للشؤون‭ ‬الصحراوية‭ ‬لم‭ ‬تعط‭ ‬له‭ ‬صلاحيات‭ ‬واسعة،‭ ‬لكي‭ ‬يمارس‭ ‬مهامه‭ ‬التي‭ ‬أسّّس‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬ولم‭ ‬تفعل‭ ‬اللجان‭ ‬لكي‭ ‬تعمل‭. ‬فهناك‭ ‬إكراهات‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تقني،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬مادي،‭ ‬والتي‭ ‬حالت‭ ‬أغلبها‭ ‬دون‭ ‬أداءه‭ ‬وبلوغ‭ ‬أهدافه‭ ‬المرجوة‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬بالرباط،‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الكوركاس‭ ‬مفعولا‭ ‬به‭ ‬وليس‭ ‬فاعلا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬خصوم‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬يقولون‭ ‬بأنه‭ ‬ولد‭ ‬ميتا‭.‬

لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬اليوم‭ ‬لإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬المجلس‭ ‬الملكي‭ ‬الاستشاري‭ ‬لتجاوز‭ ‬أعطاب‭ ‬المرحلة‭ ‬السابقة،‭ ‬وضخّ‭ ‬دماء‭ ‬شابة‭ ‬وطنية،‭ ‬لها‭ ‬تكوين‭ ‬علمي‭ ‬محترم،‭ ‬ومشهود‭ ‬لها‭ ‬بالكفاءة‭ ‬والنزاهة،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التفاوض‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للملكة‭.‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬عمل‭ ‬المجلس‭ ‬مستقبلا‭ ‬وتجديد‭ ‬نخبه،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬منحه‭ ‬صلاحيات‭ ‬واسعة،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬ثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬وحسن‭ ‬نية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬المقدسات‭ ‬العليا‭ ‬للبلاد،‭ ‬خاصة‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬الأولى‭ ‬للمغاربة،‭ ‬دونما‭ ‬معزل‭ ‬عن‭ ‬أهداف‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد،‭ ‬حتى‭ ‬تجعل‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬مناطق‭ ‬جذب،‭ ‬تحسب‭ ‬لصالح‭ ‬المغرب،‭ ‬عكس‭ ‬مناورات‭ ‬أعداء‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭.‬

‮‬هذه‭ ‬كلها‭ ‬عوامل‭ ‬رئيسة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقية‭ ‬الموقف‭ ‬والمغربي‭ ‬والترافع‭ ‬عن‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية،‭ ‬حيث‭ ‬صار‭ ‬أمرا‭ ‬ملحّا‭ ‬وضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬للانفتاح‭ ‬على‭ ‬النخب‭ ‬الشابة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬دورانها‭ ‬بشكل‭ ‬سليم،‭ ‬مما‭ ‬سيقوي‭ ‬الطرح‭ ‬المغربي‭ ‬مستقبلا،‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬فتجديد‭ ‬هياكل‭ ‬المجلس‭ ‬الملكي‭ ‬الاستشاري‭ ‬للشؤون‭ ‬الصحراوية‭ ‬مرتبط‭ ‬بإرادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحّة‭ ‬لذلك‭.‬