تناولت الصحافة الإسبانية بشكل واسع تصاعد العنف العنصري ضد المغاربة في مورسيا، مع التركيز على دور اليمين المتطرف والخطاب التحريضي في تأجيج الأحداث.
وذكرت صحيفة "لابريداد دي مورسيا" أن الشرطة الإسبانية اعتقلت 13 شخصًا، بينهم المشتبه به الرئيسي في اعتداء عنصري، بالإضافة إلى أفراد من السكان المحليين متهمين بالتحريض على العنف والمشاركة فيه. كما فتحت النيابة العامة تحقيقات موسعة تشمل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تحرض على الكراهية.
وأشارت صحيفة "20 مينوتوس" إلى أن النيابة تحقق في اتهامات تتعلق بـ"الكراهية والتمييز العنصري"، مما يعكس جدية السلطات في التعامل مع هذه الأحداث.
أما قناة La Sexta، فوثّقت القناة أعمال العنف في طوري باتشيكو، مشيرة إلى أن مجموعات يمينية متطرفة استهدفت مهاجرين مغاربة بـ"مطاردات عنصرية". وذكرت في تقرير بتاريخ 13 يوليو 2025 أن رسائل تحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "سنصطادكم جميعًا"، ساهمت في تأجيج العنف. كما أفادت في تقرير آخر بتاريخ 14 يوليو 2025 أن مطعم كباب تعرض لهجوم باستخدام رذاذ الفلفل والمطارق والعصي، مما يعكس تصاعد الهجمات العنصرية.
نفس القناة أبرزت أن هذه الأحداث تأتي في سياق استغلال سياسي من قبل اليمين المتطرف، خاصة حزب فوكس، الذي ربط الهجرة بالجريمة، مما أدى إلى تفاقم التوترات.
ونقلت قناة RTVE (التلفزيون الرسمي الإسباني) تصريحًا لممثلة الحكومة في مورسيا، ماريولا جيفارا، أكدت فيه أن شخصًا واحدًا تم اعتقاله في البداية، مع تعزيز الوجود الأمني لمنع المزيد من الاشتباكات. كما أظهرت تقارير القناة مشاهد لأشخاص يرمون الزجاجات على الشرطة وحاويات قمامة مشتعلة، مما يعكس الفوضى في الشوارع،
مركزة على جهود الشرطة لمنع مواجهات مباشرة بين مجموعات اليمين المتطرف والمهاجرين، مع الإشارة إلى أن معظم المشاركين في أعمال الشغب جاءوا من خارج البلدة.
وأجمعت القنوات على انتقاد خطاب حزب فوكس اليميني المتطرف، الذي اتهم بالتحريض على العنف من خلال تصريحات تربط الهجرة بالجريمة، مفيدة أن النيابة العامة في مورسيا فتحت تحقيقًا ضد زعيم هذا الحزب المحلي، خوسيه أنخيل أنتيلو، بتهمة التحريض على الكراهية.
وأبرزت القنوات استنكار الجالية المغربية للتعميم العنصري، مع مطالبات بتدخل السلطات المغربية والإسبانية لحماية المهاجرين. كما نقلت عن جمعيات حقوق الإنسان تحذيرات من تصاعد "العنف العرقي" في المنطقة.
بخصوص ردود الفعل السياسية والاجتماعية، نقلت إذاعة "كادينا سير" عن جمعيات حقوق الإنسان والنقابات المحلية قلقها من تصاعد "العنف العرقي" في مورسيا، مطالبة بضبط النفس ورفض خطاب التعميم، مؤكدة أن الجالية المغربية جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي في المنطقة منذ عقود، ولا يجوز تحميلها وزر أفعال فردية.
وأدانت شخصيات يسارية، مثل المتحدثة باسم حزب بوديموس ووزيرة الشباب والطفولة، "المطاردات العنصرية" ضد المهاجرين، متهمة اليمين المتطرف، خاصة حزب فوكس، بالتحريض على العنف من خلال ربط الهجرة بالجريمة بشكل مجحف.
الخطاب التحريضي كما أفادت تقارير، ، أن وثيقة صادرة عن مجموعة متطرفة تُدعى "Deport Them Now" أشعلت الخطاب العنصري ضد المغاربة، حيث تضمنت عبارات تحريضية تتهم المغاربة بـ"الإجرام" وتطالب بطردهم. هذه الوثيقة أثارت موجة استنكار واسعة في إسبانيا، مما دفع الشرطة إلى اعتقال 10 أشخاص مرتبطين بالأحداث.
كما أشارت تقارير صحافية إلى أن حزب فوكس اليميني المتطرف ساهم في تأجيج الكراهية من خلال خطاباته التي تربط بين الجريمة والهجرة، مما غذى أعمال العنف في الشوارع.
وأشارت تقارير أخرى إلى أن هذه الأحداث ليست معزولة، بل تعكس خطابًا سياسيًا وإعلاميًا مشحونًا ضد المغاربة، يتغذى على صورة نمطية سلبية ترسخ فكرة "التهديد المغربي".
كما تناولت بعض التقارير، أن هذه الأحداث تأتي في سياق تراكم سياسي وإعلامي يستهدف المغاربة، مع إقحام قضية الصحراء المغربية في النقاشات السياسية الإسبانية، خاصة من قبل أحزاب مثل فوكس التي تستخدم قضايا الهجرة والأمن لأغراض انتخابية.
كما أشارت تقارير إلى أن العلاقات المغربية-الإسبانية تشهد توترات تاريخية، مثل قضية سبتة ومليلية، مما يساهم في تأجيج المشاعر العدائية تجاه المهاجرين المغاربة.
وبالعودة إلى بداية الأحداث، أبرزت بعض التقارير أن الحادثة التي أشعلت التوترات كانت اعتداءً على رجل إسباني مسن (68 عامًا) يُشتبه بتورط ثلاثة شبان مغاربة فيه، مما استغله اليمين المتطرف للتحريض على المهاجرين. ومع ذلك، أكدت هذه القنوات أن السلطات تحقق في الاعتداء، مع تنديد رسمي بخطاب الكراهية.