Monday 15 December 2025
مجتمع

حركة الطفولة الشعبية تعقد مجلسها الوطني الفيدرالي بالمحمدية وتحدد أولويات المرحلة المقبلة

حركة الطفولة الشعبية تعقد مجلسها الوطني الفيدرالي بالمحمدية وتحدد أولويات المرحلة المقبلة جانب من اللقاء
عقدت حركة الطفولة الشعبية مجلسها الوطني الفيدرالي أيام 12 و13 و14 دجنبر 2025 بالمركز الوطني للتخييم “العالية” بمدينة المحمدية، في دورة حملت اسم “دورة المرحوم فؤاد المذكوري”، وفاءً لأحد الأطر البارزة التي بصمت المسار التنظيمي والتربوي للحركة، وأسهمت في توسيع إشعاعها وترسيخ حضورها وطنياً وجهوياً ومحلياً.
 
وشكلت هذه الدورة مناسبة لاستحضار المسار النضالي والفكري للمرحوم فؤاد المذكوري، حيث أكد المجلس التزامه بالحفاظ على الرصيد القيمي والتربوي الذي خلفه، واعتبار عطائه مرجعاً موجهاً لأنشطة الحركة وبرامجها المستقبلية.
 
وفي إطار ما ينص عليه القانون الأساسي، قدم المكتب التنفيذي تقارير مفصلة حول الوضعية التنظيمية، وبرامج التكوين والتداريب، والمخيمات والأنشطة الصيفية، إلى جانب الأنشطة التربوية والفكرية الكبرى والتقرير المالي.
 
وقد أعقبت هذه العروض مناقشات مستفيضة، أفضت إلى توزيع المشاركات والمشاركين على ورشتين: الأولى خُصصت للجوانب التنظيمية والإشعاعية، والثانية للموارد البشرية والتكوينات والأنشطة الصيفية، بهدف تعميق النقاش وصياغة تصور أولي لبرامج المرحلة المقبلة.
 
كما احتضن اليوم الأول من أشغال المجلس لقاءً حول الذاكرة، اعتُبر محطة لربط ماضي الحركة بحاضرها، واستحضار تجارب روادها الفكرية والتنظيمية، بما يعزز استشراف أفق أكثر وضوحاً وإشعاعاً. وثمّن المجلس هذه المبادرة، مؤكداً أن إشراك أطر وطنية في دوراته يشكل رافعة أساسية لتجديد دينامية الحركة على المستويات المحلية والجهوية والوطنية.
 
وتزامن انعقاد المجلس مع الذكرى الستين لاستشهاد الرئيس المؤسس المهدي بنبركة، حيث جرى التأكيد على مركزية توجيهاته التربوية في مجال الطفولة والشباب، وعلى ضرورة صون المرجعيات المؤسسة للحركة، كما تم استحضار الدور الذي اضطلع به رفيق دربه سي الطيبي بنعمر في ترسيخ هذه القيم داخل أجيال الحركة المتعاقبة.
وفي سياق الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب في قضيته الوطنية، واحتفاءً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، خصص المجلس حيزاً من أشغاله لتقديم عروض تناولت تطورات قضية الصحراء المغربية والاستحقاقات المقبلة.
 
وعلى مستوى التوصيات والمواقف، جدد المجلس الوطني الفيدرالي دعوته إلى سن سياسة عمومية متكاملة لقطاع المخيمات، صيفية كانت أو موسمية، تُعد وتُقيّم بمشاركة الجمعيات الجادة.
 
 كما أكد ضرورة تنظيم أوراش تهييئية بالمخيمات قبل افتتاحها، وإعادة النظر في مضامين التكوينات التي تنظمها الوزارة الوصية، مقابل تعزيز شبكة التكوينات الداخلية للحركة.
 
وطالب المجلس بتبسيط الولوج إلى الفضاءات التربوية من دور الشباب والمخيمات، وتجاوز الإجراءات المعقدة التي تعيق الزمن التربوي، داعياً الجهات والفروع إلى الحرص على انسجام أنشطتها مع هوية الحركة ومرجعياتها، خاصة مع اقتراب الذكرى السبعين لتأسيسها.
 
كما شدد على الإسراع بتفعيل توصيات المؤتمر الفكري المنعقد بوزان في ماي 2025، وفي مقدمتها إحداث المركز الوطني للتربية الرقمية، إلى جانب إعطاء زخم جديد لملف التبادل الدولي، وتعبئة إمكانيات الحركة عبر شراكات وطنية ودولية منسجمة مع مبادئها.
 
وفي بُعده التنظيمي، نوه المجلس باختيار الأخت سعاد جوال، ممثلة الحركة وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد المنظمات التربوية المغربية، “سيدة السنة 2025”، داعياً إلى تعزيز بناء قطاع نسائي قوي يدعم العملية التربوية. كما أكد مواصلة الترافع بشأن المقترحات الواردة في مذكرة الحركة المقدمة إلى المناظرة الوطنية للتخييم، باعتبارها خلاصة لتجارب ميدانية وتراكمات فكرية وتنظيمية.
 
وخلص المجلس الوطني الفيدرالي إلى التأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب تعبئة شاملة لمختلف مكونات الحركة، بما يضمن تعزيز موقعها داخل النسيج الجمعوي المغربي، وتطوير أدوارها التربوية في خدمة الطفولة والشباب.