jeudi 24 avril 2025
جالية

حركية كفاءات مغاربة العالم قضايا التربية والتعليم والبحث العلمي 

حركية كفاءات مغاربة العالم قضايا التربية والتعليم والبحث العلمي  ندوة بالرباط تناقش دور كفاءات مغاربة العالم في تطوير التعليم والبحث العلمي
"التربية والتعليم والبحث العلمي وحركية الكفاءات"، كان موضوع ندوة علمية، نظمت الأربعاء 23 أبريل 2025، بقاعة "أفق" بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، وذلك  ضمن البرنامج الثقافي لمجلس الجالية المغربية بالخارج، وذلك بمشاركة عدد من الأستاذة الجامعيين والخبراء.
 
وقارب هؤلاء المشاركين في هذه الندوة، التي أدارها ذ. المعطى قبال، وساهم فيها ذ. رشيد الݣرجومة (رئيس جامعة مونس - بلجيكا) وذ. محمد بن لحسن رئيس جامعة بيكاردي (فرنسا) وذ. جمال بووايور(أستاذ باحث بحامعة پو - فرنسا) ونور الدين مؤدب (رئيس الجامعة الدولية بالرباط) وذ. عبد المنعم بلعاليا (المدير العام لجامعة مونديابوليس - الدارالبيضاء)، إمكانية اسهام كفاءات مغاربة العالم في الارتقاء بمستوى التربية والتعليم، في ظل التحولات التي عرفها بالخصوص قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.
 
وتمحورت الإشكاليات المطروحة خلال هذا اللقاء بالخصوص حول التساؤل عن مدى توفر المعطيات المرتبطة بفهم هذه الظاهرة موضوع الندوة، وماهي التصنيفات الممكنة لمسارات الكفاءات المهاجرة. وفي هذا الصدد أكدت المداخلات بأن الدول التي أستطاعت أن تبلغ مستويات عالية في ناتجها الداخلي الخام و نسبة نموها هي تلك الدول التي أستثمرت كثيراً في التعليم بكل أسلاكه ولاسيما التعليم العالي والبحث العلمي ولاحظ المداخلات بأن المغرب يعيش مفارقة فهناك زيادة متواثرة فب حجم في الاستثمارات، بالمقابل هناك نقص مسجل على مستوى اليد العاملة المؤهلة، وهو ما يشكل نقطة ضعف، وبهذا الصدد فإن التفكير في البدائل لتجاوز هذا الوضع يستوجب إستحضار الإمكانيات  المتاحة لدى كفاءات مغاربة العالم.
 
غير أن المداخلات  توقفت عند ماهية الطرق الكفيلة  لتعبئة واستثمار هذه المؤهلات التي تتوفر عليها الكفاءات المغربية بدول الاستقبال قبل أن تؤكد بأن هناك حاجة ماسة إلى وضع تصور عقلاني للتعاطى مع الكفاءات في المهجر، لكونها ليست كتلة واحدة، ومتجانسة، والتي لا ينبغي النظر إليها كحل سحري، في الوقت الذي يتعين التعامل معها باعتبارها كفاءات لها تمايزات ومتطلبات ورؤية.
 
واعتبرت المداخلات  أن هذه الكفاءات لها ازدواجية الانتماء ما بين بلدها الأصلي وبلدان الإقامة مشيرة الى أنه وفق احصائيات 2020، فإن 200 ألف من هذه الكفاءات الأحنبية انتقلت الى بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ( OCDE )، وتحتل هذه الكفاءات المغربية المرتبة  السابعة في هذه الصدد. بالمقابل فإن وتيرة رجوع الكفاءات لبلدها الأصلي المغرب، فيلاحظ بأن هناك حركية في هذا المجال ، لكن هناك أيضا عودة معاكسة.
 
وشددت المداخلات على ضرورة الاهتمام بالكفاءات، مع استحضار متطلباتهم، لأن كل واحد منهم، له شخصيته وطريقة تفكيره ومزاج خاص، حسب طبيعة المسار الذي قطعه ومستوى ارتباطه ببلده الأصلي.
 
 وعن دواعي إختيار الطلبة المغاربة استكمال دراستهم الجامعية بالخارج أوضحت المداخلات أن الأسباب متعددة ومنها "عشق الحرية والمغامرة وتحقيق الأحلام: "لأننا كنا في سياق يسوده حلم "التقدم"، والذي أدى إلى إحداث تغيير في حياتنا اليوم لأننا كنا نرفل في العقود الماضية في حياة ثقافية غنية سواء بالمغرب رغم التضييق والقمع أو بفرنسا، ولم تكن لنا النية في الاستقرار بفرنسا، حيث كان الهدف العودة للبلد، بعد استكمال الدراسة والتكوين، فالرغبة في العودة كانت دوما حاضرة بالنسبة لنا كجيل" يقول أحد المتدخلين.
 
لكن ظل السؤال المركزي الذي يراود الجميع هو لماذا سأعود؟ وماهي القيمة المضافة التي يمكن أن أضيفها،  لكن رغم هذه التساؤلات،  فهناك حاجة للتكامل والتعاضد، مع الأخذ بعين الاعتبار المعطيات المستجدة، في مقدمتها، تآكل الطبقة الوسطى والتخلى عن المدرسة العمومية وسيادة انعدام الثقة في التعليم العمومي، وهو ما يتطلب  توفر الإرادة والرغبة.
 
فوفق معطيات تعود الى سنتي  1996 - 1997 بفرنسا كان هناك 6000 طبيب  50 بالمائة منهم  أجانب وضمن هذه النسبة  كان هناك 70 بالمائة مغاربة ، كما كان هناك أيضا 6000 مهندسا 60 بالمائة أجانب و  ضمن هذه النسبة كان هناك 40 بالمائة مغاربة واعتبرت المداخلات أن مجلس الجالية المغربية بالخارج، يعد آلية مهمة، تساعد على انضاج النقاش حول حركية الكفاءات المغربية، و أكدت المداخلات على أهمية الرفع من الإعتمادات المخصصة للبحث العلمي  بالمغرب، والتي لا  تمثل حاليا الا نسبة  0،8 بالمائة فقط من الناتج الداخلي الخام للمغرب، مقابل 4،6 بالمائة في كوريا الجنوبية. وعلى مستوى حكامة الجامعات العمومية المغربية شددت المداخلات على أهمية توطيد إستقلاليتها وتحديث تدبيرها عبر انتخاب رؤساء الجامعات، كما هو شأن الجامعات العريقة الأجنبية، بالاستناد على برامج  ورؤى واضحة وتقييم جدي لأعمالها و نجاعة أدائها.
 
وأعتبرت التدخلات بأن هناك حاليا سوقا دولية للكفاءات مفتوحة لحركية واسعة و تنافسية كبيرة ، فمثلا  129 ألف مواطنا من نيوزلاندا غادروا سنة 2024 بلادهم التي  يبلغ عدد سكانها 5،5 مليون نسمة فقط، نتيجة الجاذبية التي يوفرها سوق العمل بالخارج ولاسيما في البلد الجار أستراليا، أما على المستوى الوطني، فإن هناك حاجة حقيقية لتعليم عالي في جودة، فهناك شباب يرغبون، أن يتلقوا تعليما جامعيا من مستوى عال، وبجودة تضاهي ما توفره الجامعات خارج المغرب، والحاجة اليوم ملحة لضرورة فتح نقاش جدي حول تمويل التعليم العالي، مع القيام بتقاسم الأعباء بين كافة الأطراف المستفيدة، (الدولة والطالب والفاعل الاقتصادي)، واعتبار التعليم عموما والتعليم العالي والبحث بالأساس إستثمارا تؤكده الأرقام في الولايات المتحدة الأمريكية تدر عائدات تسجيل الطلبة الأجانب ما يناهز 38 مليار دولار سنويا، كما أكدت دراساات أن كل دولار واحد يستثمر في هذا القطاع يدر 5 دولارات كأرباح.