الأحد 16 مارس 2025
مجتمع

وزان ... إلى متى ستظل انتظارات تلميذات وتلاميذ جماعة مصمودة معلقة؟

وزان ... إلى متى ستظل انتظارات تلميذات وتلاميذ جماعة مصمودة معلقة؟ جانب من اللقاء التواصلي الذي احتضن أشغاله فضاء مؤسسة العرفان
قبل حلول شهر رمضان بأيام ، كان ثلاثة شركاء ( حركة الطفولة الشعبية، والفدرالية الإقليمية لجمعيات أمهات وآباء التلاميذ، والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ) يوجدون في احتكاك مباشر بالمدرسة العمومية، قد خرجوا من تجربة تواصلية مشتركة جمعتهم بالعديد من أمهات وآباء التلاميذ، وبالجمعيات المؤطرة لهؤلاء ، لتسليط الضوء على أدوار هذه الجمعيات في تنشيط الحياة المدرسية .

اختيار ثانوية العرفان التأهيلية الواقعة بمركز الجماعة الترابية مصمودة التي يفد عليها كذلك تلميذات وتلاميذ جماعة أمزفرون المجاورة ، كنقطة انطلاق الأيام التواصلية ، لم يأتي اعتباطيا ، بل أملته عدة اعتبارات ، لعل أهمها القفزة النوعية التي عرفتها الحياة المدرسية على إثر تجديد رأس ادارتها التربوية ، والحدث المؤلم الذي عاشته المؤسسة شهر دجنبر الأخير ، أضف إلى ذلك الخصاص المهول المسجل في بنيات استقبال أطفال وشباب قرية مصمودة الذي يتحمله باقي المتدخلين ( الجماعة ، الادارة الترابية ، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، المجلس الإقليمي ...). علما وهذا من باب التذكير، فإن المدرسة العمومية لن يستقيم وضعها ، ولن تلعب أدوارها كاملة ، إن لم يعي الجميع بأن الأمر يتعلق بشأن مجتمعي ، وأن التعليم هو ثان قضية تشغل المغاربة بعد القضية الوطنية ، و صمام أمان بدون منازع لمنظومة القيم التي نتقاسم الكثير منها مع غيرنا من المجتمع الدولي .

اللقاء التواصلي الذي احتضن أشغاله فضاء مؤسسة العرفان ، والذي على هامشه قام فريق التنشيط التابع لحركة الطفولة الشعبية بتنزيل باقة من الورشات الترفيهية والفنية بحمولة تنتصر للمواطنة وتربي عليها ، تفاعل فيه الطيف الحاضر ( آباء وأمهات ، أطر تربوية وادارية والدعم الاجتماعي، ناشط اعلامي ، متعلمات ومتعلمون ..) مع الوجبة الدسمة حول العنوان الذي شكل محور اللقاء الذي نشطه عضو اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة الشمال ، بتعاون مع عضو المكتب التنفيذي لحركة الطفولة الشعبية ، ورئيس الفدرالية الإقليمية لجمعيات أمهات وآباء التلاميذ بوزان .
قوة اللقاء ونوعيته تحسسها الجميع ، واعتبره(اللقاء) مختلف المتدخلين آلية راقية في الترافع من أجل تجويد العرض التعليمي بجماعتين متجاورتين، ومدخل من مداخل توفير البيئة الحاضنة والحامية للحق في التعليم الناجع . وقد أفضى ذلك إلى المصادقة على رزنامة من التوصيات ، الأمل معقود على مختلف المتدخلين كل من جانبه ، من أجل الانخراط الإيجابي في تفعيلها :

- مأسسة لقاءات دورية خلال الموسم الدراسي يلتقي حول مائدتها رؤساء المؤسسات التعليمية ومكاتب جمعيات الأمهات والآباء بجماعتي مصمودة و أمزفرون ، والادارة الترابية ، ومجلسي الجماعتين ، للتداول في مختلف القضايا التي لها علاقة مباشرة بالمدرسة العمومية بهما ، وايجاد الحلول لها .

- التزام مكاتب جمعيات أمهات وآباء التلاميذ بما جاء بالفصل 12 للدستور، وخصوصا ما تعلق بالفقرة الأخيرة " يجب أن يكون تنظيم الجمعيات والمنظمات غير الحكومية وتسييرها مطابقا للمبادئ الديمقراطية.

- تجويد حضور جمعيات أمهات وآباء التلاميذ في مجلس التدبير باعتباره آلية لتفعيل مبدأ التشاركية.

- السهر تفعيل المجالس التلاميذية ، باعتبارها آلية من آليات فعلية الحق في المشاركة والتربية على المواطنة .

- الانفتاح على محيط المدرسة العمومية بالجماعتين ، من أجل حقن مفاصلها بالحياة مما سيجعل ساكنتها آمنة ، ومحصنة ، من كل ما يتربص بها عنف بكل أشكاله .

- تعزيز و الحفاظ على نظامية الدعم الاجتماعي بكل أشكاله بما يساهم في محاصرة آفة الهذر المدرسي المتواتر في صفوف الطفلات.

- تجويد خدمة الإقامة والتغذية والتنشيط التربوي بدور الطالب والطالبة.

- مناشدة مجلس الجماعتين الترابيتين ( مصمودة وأمزفرون) تأسيس مجلس للطفل بكل جماعة ، وذلك من أجل ضخ نفس عميق في الديمقراطية التشاركية والتربية عليها ، تفعيلا لروح دستور 2011 .

- التعجيل بفتح دار الشباب بمركز جماعة مصمودة ، وضبط توقيت فتح أبوابها في وجه المرتفقين بما يسمح للمتعلمات والمتعلمين يستفيدون من خدماتها .

- تعزيز أسطول النقل المدرسي بمركبات جديدة ، وكل تأخر في ذلك سيفاقم من آفة الهذر المدرسي .

- تعزيز الحضور الأمني بمحيط المؤسسات التعليمية، وبالمسارات التي تقود المتعلمات والمتعلمين من وإلى حيث تقيم أسرهم.

إذا توفرت الإرادة ، وارتفع منسوب الوعي لدى مختلف المتدخلين بأهمية المقاربة التشاركية في التعاطي مع مختلف قضايا المدرسة العمومية ، فلا خوف على الناشئة ، غير ذلك فإن المستقبل سيظل مفتوحا على المجهول لا قدر الله .