الأحد 16 فبراير 2025
خارج الحدود

بعد انتخاب ترامب.. الملياردير ماسك يفجر أزمة بين أمريكا وألمانيا

بعد انتخاب ترامب.. الملياردير ماسك يفجر أزمة بين أمريكا وألمانيا إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس
أثار إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، جدلا واسعًا بعد دعمه العلني لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف. 

وأثارت تصريحاته ردود فعل غاضبة من المسؤولين في ألمانيا، الذين اتهموه بمحاولة التأثير على الانتخابات الفيدرالية المقررة في 23 فبراير 2025.
 
جاء تصريح ماسك في مقال افتتاحي نُشر في الصحيفة الألمانية "دي فيلت" مطلع يناير 2025، حيث أعلن دعمه لسياسات الحزب المتعلقة بالطاقة، الانتعاش الاقتصادي، والهجرة.

وقال ماسك "إن البديل من أجل ألمانيا، هو آخر شعاع أمل لهذه البلاد". وأشار ماسك إلى أن هذه المبادئ "ساهمت في نجاح تسلا وسبيس إكس".

وكان ماسك قد جدد دعوته إلى الألمان، للتصويت لصالح حزب البديل اليميني من أجل ألمانيا اليميني في الانتخابات المقبلة.
 
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية، إن تأثير إيلون ماسك في الشعب الألماني محدود، مقللاً من شأن نفوذ الملياردير الأمريكي بعد انتقاده للمستشار أولاف شولتس، ودعمه لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.
 
وأضاف المتحدث خلال مؤتمر صحفي دوري في برلين: "الناس العاديون والعقلاء والمحترمون يشكلون الأغلبية في هذا البلد".

وتابع: "نتصرف كما لو أن تصريحات ماسك على تويتر يمكن أن تؤثر في بلد يبلغ عدد سكانه 84 مليون نسمة بالأكاذيب أو أنصاف الحقائق، أو التعبير عن الرأي. لكن ببساطة هذه ليست هي الحال"، مشيراً إلى منصة التواصل الاجتماعي التي يملكها ماسك باسمها القديم تويتر قبل أن يغير الملياردير اسمها إلى إكس.

ويرى مراقبون أن الجدل حول إيلون ماسك في ألمانيا يعكس حساسية تدخل الشخصيات العالمية في السياسة المحلية لدول أخرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بدعم أحزاب أو حركات مثيرة للجدل. من جهة، يمكن اعتبار ماسك شخصية ذات نفوذ عالمي وصاحب رأي له تأثير كبير، لكن من جهة أخرى، تدخلاته قد تُعتبر تعدياً على الشؤون الداخلية للدول.

في هذه الحالة، دعم ماسك لحزب "البديل من أجل ألمانيا" قد يزيد من الاستقطاب السياسي في ألمانيا، خاصة وأن هذا الحزب معروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، التي تتعارض مع التوجهات السائدة في الحكومة الألمانية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر هذا الجدل على سمعة ماسك وشركاته في أوروبا، حيث يُنظر إلى هذا النوع من التدخلات بشكل سلبي. 
 
 وقد يُفسر تداعيات تدخل ماسك كجزء من قلق أوروبي من تدخل الولايات المتحدة في شؤونها السياسية. هذا يُبرز الحاجة لحماية الاستقلال السياسي الأوروبي من تأثير رجال الأعمال الأمريكيين.

بالمجمل، الجدل لا يتعلق فقط بماسك أو الحزب، بل يُظهر تعقيد العلاقة بين النفوذ الاقتصادي والسياسي في عصر العولمة.