يتداول داخل الأوساط الصحية بإقليم فجيج خبر الزيارة المرتقبة للسيد خالد آيت الطالب وزير الصحة والحماية الاجتماعية لتدشين مستشفيين للقرب بكل من مدينة فجيج ومدينة تالسينت، ستستفيد من خدماتهما ساكنة ست جماعات وهي: جماعة عبو لكحل وفجيج وتالسينت وبني تدجيت وبوشاون وبومريم، وتضم هذه الجماعات أزيد من 60000 نسمة تقريبا حسب آخر إحصاء أنجز سنة 2014.
وتجدر الإشارة إلى أن هذين المستشفيين طال انتظارهما كثيرا من طرف المواطن/ة المحتاج إلى خدماتهما، إذ تم وضع الحجر الأساس لبنائهما منذ أزيد من عقد من الزمن تقريبا. وخلال هذه المدة مات من مات ومرض من مرض، وشفي بقدرة قادر من شفي، وظل المواطن ينتظر الذي قد يأتي أو لا يأتي، مثل شخصية البطل في رواية صمويل بيكيت المعنونة ب " في انتظار غودو".
إن المواطن بإقليم فجيج يأمل أن تكون زيارة المسؤول الأول عن قطاع الصحة والحماية الاجتماعية بالمغرب لإقليم فجيج مناسبة جادة لتشخيص الوضع الصحي، وإن لزم الأمر الاستعانة بخدمات "السكانير"، للوقوف على مختلف أعطاب قطاع الصحة، وتصحيح الاختلالات، وعلاج مختلف الامراض، والاستجابة لانتظارات المواطنين والمواطنات ومختلف فئات العاملين والعاملات بالقطاع، حتى لا يموت قطاع الصحة بالإقليم موتا سريريا. وبعبارة أخرى إننا لا نريد أن تكون هذه الزيارة مناسبة للبهرجة، والمجاملات البروتوكولية، وتلميع الواجهة، وتقديم الوعود الوردية التي ستتبخر مع مرور الزمن مثل كلام الليل الذي يمحوه النهار.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإننا في هذا المقام نؤكد أنه لامعنى لدشين مستشفيين للقرب دون توفير الحد الأدنى من الاختصاصات الضرورية المطلوبة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر كما أكد مسؤول نقابي تابع للنقابة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء ك د ش : اختصاص الجراحة العامة، وطب الأطفال، والانعاش والتخذير، وأمراض النساء والتوليد، فإذا لم تتوفر هذه الاختصاصات، زيادة على الوسائل الطبية الضرورية، فستتحول مستشفيات القرب إلى مجرد مراكز صحية ، أو مجرد بنايات اسمنتية بدون موارد بشرية، وقد تضطر السلطات إلى ابرام تعاقدات مع أطر طبية بشكل مؤقت قصد "البريكولاج" والترقيع.
الصديق كبوري/ فاعل حقوقي من إقليم فجيج