الأحد 24 نوفمبر 2024
اقتصاد

أي دور لجمعيات حماية المستهلكين أمام ارتفاع الأسعار؟

أي دور لجمعيات حماية المستهلكين أمام ارتفاع الأسعار؟
لن‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها‭ ‬وأنواعها‭ ‬أصبحت‭ ‬فوق‭ ‬طاقة‭ ‬المواطن‭..‬
أمام‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬غير‭ ‬المقبول،‭ ‬يطرح‭ ‬السؤال‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬جمعيات‭ ‬المستهلكين‭ ‬في‭ ‬هذا‭  ‬السوق‭ ‬المتوحش‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرحم‭. ‬

لقد‭ ‬سجلت‭ ‬هذه‭  ‬الجمعيات‭ ‬المدافعة‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬الصمت‭ ‬الذي‭ ‬يرافق‭ ‬هذه‭ ‬الزيادات‭ ‬في‭ ‬الأسعار،‭ ‬بحيث‭ ‬لم‭ ‬تتدخل‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭ ‬لتقديم‭ ‬تفسيرات‭ ‬للمواطنين‭ ‬حول‭ ‬دواعي‭ ‬هذه‭ ‬الزيادات‭ ‬المتكررة‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬التهاب‭ ‬الأسعار‭ ‬بإقباله‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬أسعارها‭ ‬ارتفاعا‭ ‬كبيرا،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬بكثرة‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬زيادات‭ ‬متوقعة،‭ ‬مما‭ ‬يخلص‭ ‬العرض‭ ‬ويرفع‭ ‬الأسعار‭.‬

أمام‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬فإن‭ ‬دور‭ ‬جمعية‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬يتمثل‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الاستشارة‭ ‬للمستهلك‭ ‬و‭ ‬مرافقته‭ ‬عند‭ ‬حدوث‭ ‬نزاعات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاستهلاك‭.‬

فالجمعيات‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭  ‬متطوعين‭ ‬مهمتهم‭ ‬الدفاع‭  ‬عند‭ ‬القيام‭ ‬بشراء‭ ‬منتوجات‭ ‬أو‭ ‬سلع‭ ‬أو‭ ‬خدمات،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حالة‭ ‬أخرى‭ ‬حيث‭ ‬الحاجة‭  ‬إلى‭ ‬استشارة‭ (‬نزاع‭ ‬مع‭ ‬تاجر،‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬معلومات‭ ‬لاختيار‭ ‬القرض،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬استشارة‭ ‬قبل‭ ‬عملية‭ ‬الشراء‭...‬

كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الجمعيات‭  ‬بتمثيل‭ ‬المواطن‭ ‬و‭ ‬مواكبته‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬نزاعات‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬التعاقدي‭ ‬التي‭ ‬تربطه‭ ‬بالمورد‭ ‬أو‭ ‬المقرض‭.‬

وتسعى‭ ‬جمعيات‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬مراقبة‭ ‬تطبيق‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك‭ ‬لاسيما‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬وحماية‭ ‬مصالحه‭ ‬الاقتصادية‭ ‬و‭ ‬تمثيلية‭ ‬والتراجع‭ ‬و‭ ‬الاختيار‭ ‬و‭ ‬الإصغاء‭.‬

وبقدر‭ ‬ما‭ ‬تبذل‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬مجهودات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإرشاد‭ ‬والمرافقة‭ ‬والتوجيه،‭ ‬فإن‭ ‬دورها‭ ‬منعدم‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬مواجهة‭ ‬الأسعار،‭  ‬ولاعلاقة‭ ‬لها‭ ‬بها،‭  ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬المتوحشة‭ ‬إطارا‭ ‬صوريا‭ ‬
وشكليا‭ ‬يؤثت‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬ينشط‭ ‬فيه‭ ‬ويستفيد‭ ‬منه‭ ‬“الشناقة”‭ ‬والمحتكرون‭ ‬ومصاصو‭ ‬دماء‭ ‬المواطن‭.‬