الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

أحمد فردوس: كفى من بيع أقنعة الأسود في أسواق غابة الرياضة

أحمد فردوس: كفى من بيع أقنعة الأسود في أسواق غابة الرياضة أحمد فردوس
صدمة الشعب المغربي كانت قوية ليلة الثلاثاء الأسود التي لم يغمض فيها جفن للمرأة والرجل والشاب والطفل، صدمة نفسية وعصبية رهيبة امتزجت فيها دموع الخوف بالقلق وتيه ملايين الجماهير من النهر للبحر، واختزلتها سرعة فوران دم ساخن يبحث عن عروق تضخ الحيوية في دماغ أوجعته صور أبواق صناع القرار في جماعة "سِيدْنَا لَقْجَعْ" ومن معه. 
صدمة قوية أكثر من صدمة زلزال احوز، لم يتحملها جسد المغربي المرتعش والهش، وأفقدته توازنه المعتاد بعد انهيار حلم العبور أمام جنوب إفريقيا، فكان السقوط مدويا.
يقول الناس "أنك خنت عهدي" وأنا أقول لك: "الرَّاجَلْ عَنْدْ كَلْمَتُو"
ألم يصرح بعظمة لسانه "مُولْ النَّيْةْ والْحَاجَةْ مَقْضِيَةْ" أمام الصحافة في تصريح له: "إن لم نبلغ نصف نهاية كأس إفريقيا سأقدم استقالتي؟"
 إِيوَا آشْ كَتْسَنَّى أسِّي وَلِيدْ؟ بالحق أعلم أنك لم تؤمن بمفهوم النيّة سوسيولوجيا وأنثروبولوجيا، كما آمنت بها خلال منافسات كأس العالم بقطر ولكنك آمنت بالريّة وسط أدغال إفريقيا. فعلا إنه النفس الطويل الذي نفتقده في كل شيء...أوكسجين الجدية والكبدة على الوطن...نعم الكبدة وليست الرئة.
لا أفهم في لغة "الجّلدة" وتكتيكاتها، ولكن أفهم في تكتيك أغنية "راديو راعي الغنم" للفنان عبد الله حداد، وهو يؤديها أمام الراحل ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية، لذلك، وبناء عليه، لم يعجبني موقفك حين قلت: "أمثل بلدي المغرب". لا يا سيدي نحن المغاربة نمثل الأمازيغ وإفريقيا واليهود المغاربة والأندلس، نحن نمثل الكون والعالم بفعل التاريخ وحضارة الشخصية المغربية، لذلك أدعوك ضيفا على موقع جبل وإنسان إيغود بقبيلتي الحمرية بإقليم اليوسفية لتتعرف عن من نحن؟
باسم شمس هذا الصباح الممتد في قلقه بعد ليلة الثلاثاء الأسود، من شهر يناير جحيم الجفاف وندرة الماء، أصبحت بالنسبة لنا نحن البسطاء، رمزا للقلق والخوف من المجهول، مثل فزاعة منتصبة وسط حقول بلا محصول ولا إنتاج زراعي تطارد طيورا تبحث عن حبة قمح لم تنضج بعد، هي الحقيقة دون مواربة يا وليد.
حين وقعت الواقعة أمام فريق الكونغو، لم أتردد في استحضار أغنية "خَفَّةْ الرْجَلْ" وقلت مع نفسي حينها، أنك يا وليد كنت سببا في اجتماع "لجنة التأديب" تحت سقف دار "الكاف"، واستئناف الخصم لدى "الطاس"، وكنت سببا مباشرا في قلق اللاعبين قبل جماهير الجّلدة الإفريقية والوطنية… آشْ دَّاكْ وْلَاشْ مْشِيتِي عَنْدُو؟
لقد هدمت يا وليد باسم "اللعبة" كل ما بناه المغاربة من شموخ إيجابي في السلوك والقيم، وعمقت جراح المغاربة، ولم تكن في الموعد التاريخي مع انتظارات الملك والشعب، الذي وضع فيك الثقة ومنحك الضوء الأخضر، لكنك استسهلت القيمة المضافة التي كانت منتظرة من تمثيلية هذا الوطن. وبعت أقنعة "الأسود" وسط غابة سوق إفريقيا.
قلت لأحد الشباب المهووس بكرة القدم تنظيرا وممارسة، من الأفضل أن يستقيل وليد من مهمته، فأجابني بالقول أنه هو من سيستقيل من تتبع مسار كرة القدم ولن يثق أبدا في اختياراتك واختيارات الصدر الأعظم "إله الرياضة" الذي يعرف أن هناك من كان يدبر معه جامعته وهو متورط مع إسكوبار المخدرات، وأضاف "مَنهُمْ شْحَااالْ مَنْ وَاحَدْ" مازالوا يقررون في مصير هذا الوطن، الذي يحتاج إلى إقالة أياد عديدة تمتد للمال العام وحولته لريع مباح.