تسارعت وتيرة العصيان بشكل لافت وغير مسبوق في مخيمات تندوف، إذ باتت قيادة البوليساريو تستفيق كل يوم، خلال الأيام الأخيرة، على مظاهرة تندد بحملة القمع الممنهج ضد الأصوات الحرة والرافضة لواقع الاحتجاز التعسفي السائد في المخيمات.
فقد قام حوالي ستين شخصا من قبيلة الرݣيبات السواعد، من بينهم 20 امرأة، في الساعة العاشرة من صباح اليوم الأحد 25 يونيو 2023، بالتوجه من مخيم الرابوني إلى مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، على متن 24 مركبة، من أجل المطالبة بالإفراج عن المعتقل *سالم ماء العينين السويد" الذي اعتقلته الشرطة العسكرية التابعة لعصابة البوليساريو على خلفية قضية تتعلق بالاتجار في المحروقات، واحتجزته منذ 30 أبريل 2023، في سجن "الذهيبية"، فضلا عن مطالبتهم بحماية حقوقهم كلاجئين، ووقف الشطط الذي تقوم به إدارة "البوليساريو".
قوات "البوليساريو" التي أخذت بحجم الموكب المتحرك نحو المفوضية السامية قامت باعتراض المركبات ومنعها من الاقتراب من المقر الأممي، الأمر الذي ظفع هؤلاء المتظاعرين ، حوالي الحادية و20 دقيقة، إلى تغيير المسار وسلك طريق معبدة نحو مقر القيادة العامة للبوليساريو، حيث رفعوا الأعلام وصورا للمحتجز سالم ماء العينين السويد، فضلا عن لافتات كتب عليها ما يلي: (لا للاستبداد لا للتعسف- نريد العدالة- المرأة خط أحمر- العمل و النقل من حقوق المهاجرين).
لقد استمر هذا الاحتجاج 40 دقيقة قبل أن ينتهي في الساعة 12 ظهرًا، حيث قفلوا عائدين، على الأقدام والبعض على متن السيارات، نحو مكان تجمعهم الأول بالقرب من المقر الرئيسي للمفوضية ، قبل مغادرة الموقع في الساعة الواحدو و10 دقائق ظهرا.
نشير إلى أن حملة القمع والاعتقالات والتعنيف التي يشنها البوليس العسكري لعصابة “البوليساريو” وضعت مخيمات تندوف على صفيح ساخن، إذ أجّجت مشاعر الانتقام لدى الصحراويين المتظاهرين كرد فعل على الانتقام الذي يطالهم، حيث توعدوا بإشعال المخيمات، والاستمرار في التعبئة من أجل إشعال تندوف بالاحتجاجات