الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
خارج الحدود

أثينا تعلن الحداد بعد وفاة 78 شخصا إثر غرق زورق كان يقل مهاجرين

أثينا تعلن الحداد بعد وفاة 78 شخصا إثر غرق زورق كان يقل مهاجرين استقل المهاجرون قارب الصيد الذي أبحر من طبرق في ليبيا
فيما قد يعد أسوأ حادث لغرق مركب يقل مهاجرين، انتشلت السلطات اليونانية جثامين 78 شخصاً حتى الآن بعد غرق قارب تقول تقديرات إنه كان يحمل مئات الأشخاص. وفي أعقاب الكارثة دعت الأمم المتحدة إلى توفير طرق آمنة للاجئين.
تُواصل اليونان، الخميس 15 يونيو2023 عمليات البحث واسعة النطاق بينما تتضاءل الآمال بشأن العثور على ناجين غداة غرق مركب يقلّ مئات المهاجرين قبالة سواحل جنوب غرب البلد.
وحتى الآن، عُثر على 78 جثة في البحر قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، حسبما أكّد خفر السواحل اليوناني الذي عدل حصيلة تحدثت الأربعاء عن 79 ضحية.
تقديرات بمقتل 500 شخص
وأفادت صحيفة « كاتيميريني » اليونانية اليوم، أن مئات الأشخاص تكدسوا في قارب الصيد الذي انقلب وغرق في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء في المياه العميقة، على بعد نحو 80 كيلومتراً من بلدة بيلوس الساحلية جنوبي البلاد.
وقالت السلطات إن عدد من كانوا على متن القارب لم يتضح، ولكن يتم التحقق حالياً من رواية مؤسسة خيرية أوروبية تقوم بدعم عمليات الإنقاذ، وتفيد بأنه من المحتمل أن القارب الذي يتراوح طوله بين 20 و30 متراً (ما يتراوح بين 65 و100 قدم)، كان يحمل على متنه 750 شخصاً.
وقال المتحدث باسم خفر السواحل نيكولاوس أليكسيو في تصريح لشبكة « اي ار تي » إنّ المركب « طوله ما بين 25 و30 متراً. سطحه كان مكتظاً ونعتقد أنّ داخله كان كذلك أيضاً ».
وبحسب الناجين، فقد استقل المهاجرون قارب الصيد الذي أبحر من طبرق في ليبيا، وكان في طريقه إلى إيطاليا. وقدرت السلطات اليونانية العدد الفعلي المحتمل للقتلى بأكثر من 500، إلا أنها تقول إنها لن تكون متأكدة أبداً من العدد الحقيقي.
وأفادت محطة « إي آر تي » الرسمية بأن نقل الجثث إلى أثينا قد بدأ أيضاً. ويتم حالياً أخذ عينات من الحمض النووي (دي إن إيه) لتحديد هوية 78 جثة تم انتشالها.
وقالت ناطقة باسم سلطات الموانئ اليونانية لوكالة فرانس برس إن مركبَي دورية ومروحية وستّ سفن أخرى من المنطقة تواصل البحث في المياه غرب سواحل بيلوبونيز، وهي من أكثر المناطق عمقًا في البحر الأبيض المتوسط.
من جهتها، قالت الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أثينا ستيلا نانو لقناة « إي أر تي » العامة « قد تكون أسوأ مأساة بحرية في اليونان في السنوات الأخيرة ».
وفي مرفأ كالاماتا، جنوب غرب اليونان، إلى حيث نُقل الناجون، أكّدت إيراسميا رومانا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن « الوضع مروّع بالفعل ». وأضافت أن الناجين « في حالة نفسية سيئة للغاية … كثير منهم في حالة صدمة ومرهقون ».
اليونان تعلن الحداد
وأعلنت اليونان الحداد ثلاثة أيام حتى السبت بعد المأساة التي وقعت قبل قليل من الانتخابات التشريعية في 25 يونيو وهي الثانية في شهر. وحتى الساعة، أُنقذ 104 أشخاص لكن أثينا تخشى أن مئات المهاجرين الآخرين ما زالوا في عداد المفقودين، بسحب شهادات الناجين.
وقالت الناطقة باسم خفر السواحل إن الناجين « كلّهم رجال »، مشيرة إلى احتمال أن تكون نساء وأطفال ضمن المفقودين. وأشارت السلطات إلى أن الناجين هم 47 سوريًا و43 مصريًا و12 باكستانيًا وفلسطينيان.
وأكّد المتحدث باسم الحكومة إيلياس سياكانتاري الأربعاء أن شهودًا قالوا إن عدد الركاب لا يقلّ عن 750 شخصًا. وقال لقناة « إي أر تي » العامة « لا نعلم ما هو عدد الذين كانوا بداخل المركب، لكن نعلم أنه من المعتاد أن يغلق عليهم المهربون المنافذ بغية إبقاء الأمور على متن المركب تحت السيطرة ».
وأعلنت سلطات الموانئ اليونانية أنّ القارب شوهد بعد ظهر الثلاثاء من طائرة تابعة لوكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس)، لكنّ المهاجرين الذين كانوا على متنه « رفضوا أيّ مساعدة ».
وأظهرت صورة غير واضحة نشرها خفر السواحل مركب صيد قديم أزرق محملًا بالناس من مقّدمته حتى مؤخرته وعلى السطح أيضًا. ولفتت السلطات إلى أنّ القارب أبحر من ليبيا في اتّجاه إيطاليا.
وقال خفر السواحل إن المأساة وقعت ليل الثلاثاء الأربعاء على بُعد 47 ميلاً بحرياً من بيلوس في البحر الأيوني، ولم يكن أيّ من ركاب قارب الصيد يرتدي سترة نجاة.
تم إيواء الناجين موقتًا في مستودع في ميناء كالاماتا لتتمكن السلطات من التعرف عليهم، فيما يجري البحث عن مهربين محتملين. ومن بين الناجين شاب أجهش بالبكاء قبل أن يقول « أريد أميّ »، حسبما ذكرت الممرضة لدى الصليب الأحمر إيكاتريني تساتا لوكالة فرانس برس. وأضافت الممرضة « صوته لا يفارقني. ولن يفارقني أبدًا ».
وفي أعقاب الكارثة دعت الأمم المتحدة إلى توفير طرق آمنة للاجئين. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في نيويورك اليوم: »هذا مثال آخر على حاجة الدول الأعضاء إلى الاجتماع وتوفير ممرات آمنة منظمة للأشخاص المضطرين إلى الفرار ومن أجل إجراء شامل لإنقاذ الأرواح في البحر ».
يذكر أن اليونان شهد العديد من حوادث غرق قوارب المهاجرين التي غالباً ما تكون متداعية ومكتظة، لكن هذا الحادث سجل أكبر عدد من الخسائر البشرية منذ حادثة سابقة في 3 يونيو 2016 قضى خلالها وفُقد ما لا يقل عن 320 مهاجراً.