الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

اللويزي: لابد من مباشرة إصلاح حقيقي للجامعة يهم الجانب الأكاديمي والجانب العلمي وأيضا الجانب الديمقراطي

اللويزي: لابد من مباشرة إصلاح حقيقي للجامعة يهم الجانب الأكاديمي والجانب العلمي وأيضا الجانب الديمقراطي مصطفى اللويزي، أستاذ جامعي وناشط يساري سابق في الحركة الطلابية
قال مصطفى اللويزي، أستاذ جامعي وناشط يساري سابق في الحركة الطلابية، إن  العنف في الجامعة المغربية له الكثير من الأصول، فأصوله الأولى سلطوية باعتباره صوت معارض وهذا كان منذ بداية الستينيات في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ومنذ بداية الثمانينيات الى حدود التسعينات سيتشكل مصدر ثاني للعنف وهو المصدر الأصولي وقد استمد العنف من إيديولوجية رافضة لكل التيارات التي كانت متواجدة في الساحة الجامعية قبله، وهي تيارات ذات مرجعية يسارية .

وأوضح اللويزي أن الإيديولوجية الأصولية جعلت من العنف الوسيلة الأساسية لفرض ذاتها بالجامعة، وفرض توجهها على باقي التوجهات والتي كانت على العموم متعايشة بالرغم من اختلافاتها وبالرغم من تنافسها على مستوى السجال السياسي في بعض اللحظات، وقد وصلت الجامعة إلى مستويات خطيرة من العنف وصلت حد القتل في ظل التواجد الأصولي، ففي وجدة قتل الطالب المعطي بوملي، وفي فاس اغتيل الطالب أيت الجيد محمد بنعيسى، وكان من الممكن أن تسجل حوادث اغتيال في مواقع أخرى، حيث سجلت محاولات بكل من تطوان والقنيطرة ومراكش ومكناس، ليخلص محاورنا بأن الأيديولوجية الأصولية كانت داعمة للعنف وداعمة لرفض الآخرين بحجة أنهم خارجين عن الملة والدين وبحجة أنهم يعتنقون إيديولوجيات لا علاقة لها بالإسلام، و بحجج أخرى واهية عديدة ومتعددة، فرغم الاختلاف بين الفصائل اليسارية والذي كان يصل أحيانا إلى تبادل اللكم بالأيادي ولكنه لم يكن ليصل إلى الاستخفاف بالحق في الحياة، إلى أن أتى التوجه الأصولي الذي أهدر دماء الطلبة.

وأكد اللويزي أنه طيلة ثلاثة عقود عاشت الجامعة المغربية في سلام، صحيح أنه لم يكن سلام تام – يضيف- لكن كان هناك تعايش كبير بين الفصائل الطلابية، ولم يسجل التاريخ إزهاق الأرواح إلا بعد دخول الأصوليين إلى الجامعة، لقد دخلوا بترسانة قوية من العنف ولم يكن ضمنها الطلاب، وواصل محاورنا حديثة بالقول إنه يتحدث انطلاقا من تجربة شخصية، فدخولهم كان في 25 أكتوبر 1991 إلى جامعة ظهر المهراز بفاس بفيالق عسكرية لا علاقة لها بالطلاب، بحيث أننا اكتشفنا – يقول اللويزي - دخول أشخاص ينتمون إلى جبهة الإنقاذ بالجزائر والتي كان يرأسها عباس مدني، وقد تحولت الجامعة بعد ذلك كفضاء أكثر استقبالا للعنف والعنف المضاد، مقدما مثال إصدار الفصائل الطلابية الخمسة بيانا في موسم 1993- 1944 أدانت فيه العنف والعنف المضاد، لكن الأصوليين كانوا دائما يخرقون هذه القاعدة، وخاصة العنف المزهق للأرواح، فالطالب اليساري المعطي بوملي تم اختطافه لمدة أربعة أيام إلى أن وجدوه مقتولا في حي القدس بوجدة.

واعتبر اللويزي الدولة المغربية مسؤولة عن ما وقع لكونها في لحظة ما شجعت الوجود الأصولي ضدا في اليساريين، حاولت أن تضرب هذا بذاك، وبالتالي فاليوم الدولة مطالبة بلعب دور بديل لكي تصبح الجامعة مجالا للعلم أولا ثم مجالا للممارسة النقابية الحرة، وأن ترفع يدها عن التحكم في الجامعة بأي شكل من الأشكال، فالبارحة شجعت طرد الاتحاديين من طرف الأصوليين بكلية الطب في الدار البيضاء عام 1996، وهاهي اليوم تتدخل ضد الأصوليين الذين شجعتهم في وقت من الأوقات – يقول محاورنا - لذلك ينبغي الاعتراف بالممارسة النقابية الديمقراطية الحرة لدى الطلاب كي تصبح ممارسة عادية لديهم، كي يتمكنوا من تدبير أمورهم، علما أن الحركة الطلابية المغربية ساهمت في تخريج أطر عليا استفادت منهم الدولة بشكل كبير ، ولابد من مباشرة إصلاح حقيقي للجامعة يهم الجانب الأكاديمي والجانب العلمي والجانب البيداغوجي، كما يهم كذلك الجانب الديمقراطي.