الجمعة 19 إبريل 2024
اقتصاد

عبد الحقّ حيسان: الغلاء نتيجة اختيارات ومنها المخطّط الأخضر الذي صرفت فيه الملايير

عبد الحقّ حيسان: الغلاء نتيجة اختيارات ومنها المخطّط الأخضر الذي صرفت فيه الملايير عبد الحقّ حيسان
ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬الذي‭ ‬يكتوي‭ ‬بناره‭ ‬المواطن‭ ‬المغربي‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬للإختيارات‭ ‬بأحداث‭ ‬ووقائع‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭.‬
‮‬فبعد‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والعجز‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬خزينة‭ ‬الدولة،‭ ‬هناك‭ ‬انخفاض‭ ‬لقيمة‭ ‬الدرهم،‭ ‬وأكيد‭ ‬بالنظر‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬بعد‭ ‬الجائحة،‭ ‬خاصة‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬النتيجة‭ ‬الطبيعية‭ ‬ارتفاع‭ ‬أغلب‭ ‬المواد،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬المحروقات‭.‬

‮فعندما‭ ‬تم‭ ‬تحرير‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬كان‭ ‬منتظرا‭ ‬أن‭ ‬تلتهب‭ ‬جيوب‭ ‬المواطنين‭ ‬بهاته‭ ‬الأسعار،‭ ‬وحذف‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬الصناعة،‭ ‬وترك‭ ‬المواطن‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬حرية‭ ‬الأسعار‭ ‬والاحتكار،‭ ‬الذي‭ ‬فيه‭ ‬وضع‭ ‬تعارض‭ ‬المصالح،‭ ‬لأن‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬هو‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬ويتحمل‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭.‬

الدّولة‭ ‬دعمت‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬2011‭ ‬بعد‭ ‬موجة‭ ‬الإسلاميين‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة،‭ ‬وأتت‭ ‬بحزب‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الحكومة‭ ‬ودعمته‭ ‬في‭ ‬الإنتخابات‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬وفعلا‮ ‬‭ ‬وقع‭ ‬ما‭ ‬وقع،‭ ‬فإن‭ ‬النتيجة‭ ‬للتحكم‭ ‬في‭ ‬الإختيارات‭ ‬السّياسية،‭ ‬والنّتيجة‭ ‬الحتمية‭ ‬للتحكّم‭ ‬في‭ ‬الخيارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمدة‭ ‬50‭ ‬سنة‭ ‬هو‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بكل‭ ‬المواد‭.‬

رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالي‭ ‬هو‭ ‬وزير‭ ‬الفلاحة‭ ‬السابق‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬المخطط‭ ‬الأخضر‭ ‬الذي‭ ‬صرفت‭ ‬فيه‭ ‬الملايير،‭ ‬وترك‭ ‬المواطن‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬نتائج‭ ‬الاختيارات‭ ‬لسنوات‭ ‬سابقة،‭ ‬وبالخصوص‭ ‬واقعة‭ ‬كورونا‭ ‬وواقعة‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬الرّوسية،‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬مصدر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الأولية‭ ‬التي‭ ‬يعتمدها‭ ‬المغرب‭. ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الفوسفاط‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬ينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الوضعية‭ ‬الإقتصادية‭ ‬للبلاد،‭ ‬وبالتالي‭ ‬بقي‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬حكومة‭ ‬الباطرونا‭ ‬التي‭ ‬تدافع‭ ‬على‭ ‬الباطرونا‭. ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يخفيه‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬فقد‭ ‬قالها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬جولات‭ ‬الحوار‭ ‬النقابية‭.‬

هذا‭ ‬الواقع‭ ‬يعطينا‭ ‬احتقان‭ ‬اجتماعي،‭ ‬واليوم‭ ‬هناك‭ ‬دعوات‭ ‬احتجاج‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مصادرها،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬المواطن،‭ ‬لأنه‭ ‬تم‭ ‬قتل‭ ‬السياسة،‭ ‬ومعها‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية،‭ ‬وتمّ‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬النقابات،‭ ‬وهي‭ ‬الهيئات‭ ‬الوسيطة‭ ‬مع‭ ‬المواطن‭. ‬وأكيد‭ ‬سيؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬احتقان‭ ‬اجتماعي‭ ‬وانفجار‭ ‬اجتماعي‭ ‬فحذاري‭ ‬حذاري‭.‬
 
عبد الحقّ حيسان/ مستشار برلماني سابق، عضو المجلس الوطني للكونفدرالية الدّيمقراطية للشغل