السبت 27 إبريل 2024
اقتصاد

يونس فيراشين: غلاء الأسعار يعد أول ملف حارق يتطلب تدخل الحكومة

يونس فيراشين: غلاء الأسعار يعد أول ملف حارق يتطلب تدخل الحكومة عزيز أخنوش، رئيس الحكومة (يسارا) ويونس فيراشين
في‭ ‬اعتقادي‭ ‬أول‭ ‬ملف‭ ‬حارق‭ ‬هو‭ ‬إشكال‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار،‭ ‬فاليوم‭ ‬شرائح‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المغاربة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬التضخم،‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬مهول‭ ‬وبشكل‭ ‬متصاعد‭ ‬ومستمر‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتدخل‭ ‬الحكومة‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تسقيف‭ ‬أسعار‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬كما‭ ‬يتيح‭ ‬ذلك‭ ‬القانون‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬دعم‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عملية‭ ‬لحماية‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭.‬
 
الملف‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬إشكال‭ ‬الطاقة،‭ ‬فاليوم‭ ‬تواجه‭ ‬بلادنا‭ ‬إشكالا‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬الأمن‭ ‬الطاقي‭ ‬وقد‭ ‬تقدمنا‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬المقترحات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬هو‭ ‬حل‭ ‬إشكالية‭ ‬مصفاة‭ ‬لاسامير‭ ‬وإعادة‭ ‬تأميمها‭ ‬باعتبارها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الضمانات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحمي‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬الأسعار‭ ‬ومن‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬طبعا‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأخرى‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحول‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يعرفه‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬بالنظر‭ ‬للتحولات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬أو‭ ‬بالنظر‭ ‬للتحولات‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬نفسها‭.‬
 
الملف‭ ‬الثالث‭ ‬هو‭ ‬التعليم‭ ‬حيث‭ ‬تشير‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكانه‭ ‬أن‭ ‬يفشل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬لهذا‭ ‬فموضوع‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬الأساسية‭ ‬باعتباره‭ ‬رافعة‭ ‬للتنمية،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نحقق‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬بدون‭ ‬تعليم‭ ‬عمومي‭ ‬مجاني‭ ‬جيد‭ ‬بإمكانه‭ ‬أن‭ ‬يخلق‭ ‬التوزيع‭ ‬العادل‭ ‬للمعرفة‭ ‬ويخلق‭ ‬شروط‭ ‬التنمية‭ .‬
 
الموضوع‭ ‬الرابع‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقطاع‭ ‬الصحي،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬عرت‭ ‬وفضحت‭ ‬واقع‭ ‬هشاشة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والصحة‭ ‬العمومية‭ ‬وبنيات‭ ‬الاستقبال‭ ‬وقلة‭ ‬الأطر‭ ‬والموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬الحكومة‭ ‬المغربية‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬الجائحة‭ ‬وتأخدذ‭ ‬العبرة‭ ‬من‭ ‬الفترة‭ ‬العصيبة‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬والأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية،‭ ‬وأن‭ ‬تستثمر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬العمومية‭ ‬لكن‭ ‬للأسف،‭ ‬التوجه‭ ‬هو‭ ‬عكس‭ ‬ذلك،‭ ‬هو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وفتح‭ ‬المجال‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬
 
والموضوع‭ ‬الخامس‭ ‬مرتبط‭ ‬كذلك‭ ‬بقطاع‭ ‬الصحة،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬ورش‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مهم،‭ ‬وفكرة‭ ‬تعميمها‭ ‬تم‭ ‬تثمينها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬مقرون‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬الشروط،‭ ‬كأن‭ ‬تكون‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬شاملة،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬وكافة‭ ‬المغاربة‭ ‬وتحميهم‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬المخاطر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية،‭ ‬سواء‭ ‬اتفاقية‭ ‬102‭ ‬لمنظة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬التوصية‭ ‬202‭ ‬لمنظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬مواثيق‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وضمان‭ ‬ديمومة‭ ‬واستمرارية‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضمان‭ ‬تمويل،‭ ‬عبر‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬موارد‭ ‬جديدة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحيلنا‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬آخر‭ ‬المتعلق‭ ‬بالإصلاح‭ ‬الجبائي‭ ‬بالمغرب،‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتحقق‭ ‬العدالة‭ ‬الضريبة‭ ‬وكذا‭ ‬تضريب‭ ‬الثروات‭ ‬المتراكمة‭ ‬لضمان‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وموارد‭ ‬مالية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭ ‬لتمويل‭ ‬الأوراش‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬ورش‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭.‬