الجمعة 29 مارس 2024
خارج الحدود

خبير أردني: استقبال الرئيس التونسي لزعيم “البوليساريو ” يضرب في العمق العلاقات الوثيقة بين المغرب والشعب التونسي

خبير أردني: استقبال الرئيس التونسي لزعيم “البوليساريو ” يضرب في العمق العلاقات الوثيقة بين المغرب والشعب التونسي الرئيس التونسي تجاهل العمق التاريخي للعلاقات الأخوية التي تربط المغرب بتونس

أكد مدير عام مركز الطريق الثالث للاستشارات الاستراتيجية، عمر الرداد، أن استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم انفصاليي “البوليساريو” يضرب في العمق العلاقات الوثيقة بين المملكة المغربية والشعب التونسي .

وقال الرداد ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن ” ما أقدم عليه الرئيس قيس سعيد باستقبال زعيم البوليساريو في مؤتمر يفترض فيه أن يكون خارج حسابات المناكفات الإقليمية بين دول شمال افريقيا، يضرب في العمق العلاقات الوثيقة بين المملكة المغربية والشعب التونسي والتي تجدرت عبر سنوات “.

وأضاف أن موقف الرئيس التونسي يتعاكس بشكل حاد جدا مع الموقف المفترض للحكومة والقيادة التونسية، وهو على الأقل الحياد في هذه القضية رغم أن الحياد موقف غير مطلوب في ظل موقف افريقي وموقف دولي، أقر بما تم التوافق عليه بخصوص الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

وتابع أن ” تونس التي هي اليوم في وضع سياسي واقتصادي واجتماعي قلق جدا ، وتعيش خلافات سياسية واضحة وآخرها حول الدستور الجديد الذي أعلنه الرئيس قيس سعيد ، لا تحتاج بهذه المرحلة إلى اثارة خلافات مع دولة إقليمية بوزن المملكة المغربية التي كان يفترض أن تكون العلاقات معها طيبة”. وعبر الخبير في التحليل السياسي والأمني الاستراتيجي الأردني، عن اعتقاده أن الرئيس قيس سعيد بالمعطى العام لمضامين سياساته وأيدلوجيته ، كان يفترض أن يكون أكثر قربا من المملكة المغربية وألا يتخذ مثل هذا الموقف.

وأشار إلى أن هناك بعدا آخر أيضا لاستقبال الرئيس التونسي لزعيم ” البوليساريو ” ويمثل في إعلانه انحيازه بشكل أو بآخر للجزائر التي تساند ” البوليساريو ” ، مؤكدا أنه ” ليس من مصلحة تونس في هذه المرحلة أن تساند الجزائر وتقف إلى جانبها بموقف كان معروفا انه يستفز المملكة المغربية “.

وبرأي المتحدث فإن ” خطوة قيس سعيد لن تذهب بعيدا في ظل إدانات عربية ودولية وإدانة أيضا من اليابان راعية منتدى (تيكاد 8) والتي اعترضت على هذه الدعوة وهذا الاستقبال لأنه يؤثر على علاقاتها ليس مع المغرب بل إن حلفاء المغرب كثر في المنطقة “.

وأضاف أنه بهذا العمل العدواني ، اختار الرئيس التونسي تجاهل العمق التاريخي للعلاقات الأخوية التي تربط المغرب بتونس ، متناسياً اللفتات المتعددة للمملكة تجاه بلاده ، حيث كان المغرب دائماً وفياً لهذا البلد الشقيق والصديق ، كما أن الرئيس التونسي بموقفه العدائي يرهن مستقبل الشراكة بين اليابان وإفريقيا بتقويض مصداقية عملها. ولفت إلى أن القوى السياسية في تونس عبرت عن رفضها لموقف الرئيس التونسي واعتبرته قرارا شخصيا وليس قرار الدولة والشعب التونسي.