الخميس 25 إبريل 2024
خارج الحدود

تقرير: ماكرون قد لا يعود من الجزائر بصفقة غازية لهذه الأسباب

تقرير: ماكرون قد لا يعود من الجزائر بصفقة غازية لهذه الأسباب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى استقباله من طرف نظيره الجزائري عبد المجيد تبون
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، الخميس 25 غشت 2022، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام هدفها "إعادة بناء" العلاقات الثنائية. 
وقالت وكالة بلومبيرغ للأنباء، في تقرير لها،  إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يزور الجزائر، لكن "من غير المرجح أن يعود بالشيء الوحيد الذي جعل القادة الأوروبيين يجوبون العالم: إمدادات بديلة من الغاز". 
وأضافت - نقلا عن مصادر فرنسية وصفتها بالمقربة من ماكرون - أن الزيارة ستُركز ليس على استبدال واردات الغاز الروسية بالجزائرية، وإنما بترميم العلاقات المتشنجة منذ فترة بين البلدين.
ترميم العلاقات.. أولا!
ورغم أن رئيسة شركة الطاقة الفرنسية "إنجي" (Engie)، كاثرين ماكغريغور، ترافق ماكرون في هذه الزيارة – تقول بلومبيرغ - إلا أنه من المستبعد توقيع اتفاقيات غازية، إذ "من غير المحتمل أن يكون لدى الجزائر فائض في العرض لتقدمه لفرنسا"، خاصة بعد العقود الجديدة التي وقعتها مع إيطاليا. 
والجزائر، التي تعد ثالث أكبر مورد للغاز لأوروبا بعد روسيا والنرويج، تتمتع بعلاقات مميّزة بإيطاليا، إذ تعتر المزود الأساسي بالغاز لروما في الأشهر الأخيرة، بعدما كانت 45 في المئة من واردات إيطاليا الغازية من روسيا. 
وتطلعت عدة دول إلى الجزائر لتقليل اعتمادها على روسيا منذ بداية غزوها أوكرانيا في أواخر فبراير، إذ خفضت روما - مثلا - اعتمادها على الغاز الروسي إلى 25 في المئة من حوالي 40 في المئة منذ بداية عام 2022. 
وزار رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراجي الجزائر، مرتين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
 وفي يوليو، أعلنت روما أن شركة الطاقة الجزائرية الحكومية، مجموعة سوناطراك، ستزودها بـ4 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز خلال فترة غير محددة.
وزودت الجزائر إيطاليا بـ 13.9 مليار متر مكعب من الغاز منذ بداية عام 2022، بزيادة 113 بالمئة، وفق بلومبيرغ. 
وبالإضافة إلى تعاقدات الجزائر مع شركاء دوليين في مجال الطاقة، فإن هذا العلاقات بين باريس والجزائر ستكون أكبر ملف على رأس أجندة ماكرون.
ونقلت الوكالة الأميركية عن مصادرها الفرنسية أنه "بدلاً من الحصول على التزامات جديدة بشأن إمدادات الطاقة، سيتطلع ماكرون إلى إعادة العلاقات بعد سنوات من التوتر".
 وفي زيارة تستغرق ثلاثة أيام، سيتوقف الرئيس الفرنسي في العاصمة الجزائر ووهران ثاني أكبر مدن الجزائر، "وسيلتقي رجال الأعمال الشباب والقادة الدينيين ومحبي موسيقى الهيب هوب".
وأثار ماكرون غضب الجزائريين بعد تصريحات أدلى بها، العام الماضي، وأنكر فيها" وجود أمة جزائرية" قبل الاستعمار الفرنسي (1830-1962).
لاحقا، خفف الإليزيه من وطأة هذه التصريحات، قائلا إن "الرئيس يكن أكبر قدر من الاحترام للأمة الجزائرية وتاريخها وسيادة الجزائر". ويريد للعلاقات الثنائية أن تتطور "لمصلحة الشعبين الجزائري والفرنسي. 
الجزائر تتحول إلى شركاء آخرين
لكن في الفترة نفسها قررت باريس خفض عدد التأشيرات الممنوحة لمواطني الجزائر وتونس والمغرب، وذلك من أجل "الضغط" على حكومات تلك البلدان التي تعتبرها غير راغبة في إصدار تصاريح قنصلية لاستقبال المهاجرين غير النظاميين الذين تريد ترحيلهم.
وأثار هذا القرار حنق الجزائر، التي تسعى من جهتها إلى اقتلاع اللغة الفرنسية من التعليم والتعاملات الإدارية والإقبال عوضاً عن ذلك على الإنجليزية.
ووفق بلومبيرغ، فإن الجزائر "تحوّلت بشكل متزايد إلى تركيا والصين وروسيا من أجل الصفقات التجارية، وإلى إيطاليا لاتفاقيات الطاقة".
وأضافت: "حتى لو تمكن ماكرون من ترميم العلاقات خلال زيارته، فإن شركة الطاقة الجزائرية التي تديرها الدولة (سوناطراك)، والتي تفتقر إلى الاستثمار، تقول إنها لا تملك القدرة على تقديم المزيد لفرنسا على المدى القصير".
إمكانيات غازية تتطلب وقتاً
وأعلنت سوناطراك، في أواخر يوليو الماضي، اكتشافات غازية مهمة في الصحراء، لكن استخراجها يتطلب وقتا طويلا، بينما تحتاج فرنسا إلى الاستغناء عن استيراد موارد الطاقة الروسية قبيل حلول فصل الشتاء. 
وتناهز احتياطيات الجزائر 2.4 تريليون متر مكعب.
والجزائر أول مصدر أفريقي للغاز الطبيعي والسابع عالميا.
وفي أوائل يناير، أعلنت عن استثمارات بقيمة 40 مليار دولار بين عامي 2022 و2026 في استكشاف النفط وإنتاجه وتكريره وكذلك التنقيب عن الغاز واستخراجه.