الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

عملية ناجحة لزرع الكلي بالمركز الاستشفائي الجامعي  محمد السادس بوجدة

عملية ناجحة لزرع الكلي بالمركز الاستشفائي الجامعي  محمد السادس بوجدة أجريت عملية زراعة الكلي في ظروف جيدة

مرة أخرى، يسجل  فريق طبي مغربي بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة عملية طبية معقدة ناجحة حيث  تمكن طاقم طبي وتمريضي متكامل ومتعدد التخصصات بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة من إجراء عملية نوعية لزراعة الكلي، لفائدة مريضة تعاني من القصور الكلوي المزمن النهائي.

وقد تمت العملية بنجاح، يوم الثلاثاء 28 يونيو 2022، حيث إن المتبرع ذي 27 سنة وهب كليته لأخته البالغة من العمر 32 سنة والتي كانت تخضع لحصص غسيل الكلي الصفاقي (dialyse péritonéale) ثم غسيل الكلي الدموي منذ سنة 2017.

وأجريت العملية في ظروف جيدة، كللت بالنجاح، وحاليا يتمتع كل من المتبرع والمتلقية بصحة جيدة. وتأتي هذه العملية النوعية في إطار برنامج زراعة الكلي بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة الذي انطلق سنة 2018، لكنه عرف توقفا اضطراريا خلال جائحة كوفيد19. 

وبهذه المناسبة، لابد من التذكير بأن عمليات التبرع بالأعضاء البشرية بالمغرب تخضع لإجراءات قانونية صارمة وتحكمها مساطر وشكليات دقيقة، لكنها ضرورية حتى تتمكن هذه المبادرات الإنسانية السامية من تحقيق أهدافها وغاياتها المنشودة والتي ندعو المواطنين للانخراط فيها وتشجيعها قدر الإمكان.

إن المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، باستئنافه للبرنامج الطموح لزرع الكلي والأنسجة البشرية يكون قد أوفى بمهمته السامية في تطوير العرض الصحي بالجهة الشرقية، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية المتعلقة بالتنمية البشرية.

وللتذكير فقط ببعض أهم المنجزات لهذا الصرح الطبي والصحي تدشينه لمختبر علم الوراثة الطبية بالمركز الاستشفائي الجامعي بوجدة، والذي يعتبر  إضافة نوعية  للعرض الصحي بالشرق والوحيد على صعيد جهة الشرق، وهو تخصص طبي يُعْنَى بالأمراض الوراثية، والتي يُعد معظمها من الأمراض النادرة (أكثر من 7000 مرض) والتي تكون سببا في مشاكل صحية مختلفة، وذلك من خلال الفحص السريري (Consultation) والتحاليل المخبرية الجينية(tests d’analyse génétique) .

ويعمل المختبر منذ سنة 2017 على مواكبة المرضى الذين يعانون من أمراض وراثية كالعيوب والتشوهات الخلقية واضطرابات النمو والتأخر العقلي والتوحد والقابلية الوراثية للإصابة بالسرطان ...وتكمن هذه المواكبة في التشخيص والتوجيه والمساعدة على اتخاذ القرارات والاحتياطات الوقائية سواء بالنسبة للمريض وعائلة أو الطبيب المعالج.

ولعل ما يميز هذا التخصص هو التعامل مع المريض و/أو عائلته بعد توجيههم من طرف طبيب العائلة أو الطبيب المعالج، حيث تمكن الاستشارة الوراثية من مراعاة البعد العائلي للمرض والذي قد يمتد إلى ثلاثة أجيال.

وقد تمكن مختبر علم الوراثة الطبية منذ انطلاق أنشطته سنة 2017 من تحقيق ما يناهز ألفي استشارة وراثية طبية(1869)  وما يقارب خمسة مائة تحليلة جينية(423) . كما قام فريق المختبر مؤخرا بتطوير اختبار تكسير الكروموسومات الذي يعد الأمثل لتأكيد تشخيص مرض فقر الدم فانكوني (Anémie de Fanconi)، كما يُعتَبر من وسائل التشخيص السببي لعدم تنسج النخاع العظمي (Aplasies médullaires). وبهذا يكون لهذا المختبر دور كبير في تطوير العرض الصحي بجهة الشرق كما وكيفا.

وتميزت كلية الطب التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة تحت إشراف الأساتذة الأطباء الجامعيين بالمستشفى الجامعي، أطوار المسابقات الجهوية في تقنية المحاكاة  الطبية،  وهي المسابقة التي أشرفت عليها الجامعة الوطنية للمحاكاة الطبية وشارك فيها 8 فرق من خيرة طلبة كلية الطب .

وتعتبر المحاكاة في الميدان الطبي كالمحاكاة في الملاحة الجوية حيث تساعد الطيارين في تطوير مهاراتهم لمواجهة أي مشكلة قد يتعرضون لها في الجو بشكل يضمن حياة كل ركاب الطائرة، بمعنى آخر قد يرتكب الطلبة أطباء الغد  أخطاء لكن عليهم بشكل بديهي أن يصلحوها، فالمحاكاة الطبية منهج وجد طريقه إلى الطب لتدريب الأطر الطبية  وشبه الطبية من خلال المحاكاة السريرية لما يحدث في غرفة الإسعاف والعمليات الجراحية.

نجاح عدد من العمليات الجراحية الدقيقة على يد الأساتذة  الأطباء  الشباب  بالمستشفى الجامعية بوجدة، إحداها تتعلق باستئصال سرطان المثانة،  وزرع مثانة اصطناعية  داخلية  للمصابين بسرطان المثانة، وذلك طبعا بعد استئصال المثانة المصابة بالسرطان واستبدالها بمثانة  تصنع  من  أمعاء المريض نفسه  حيث بعد اجراء العملية  يتخلص المريض من السرطان بشكل كلي من جهة، وتصبح مسالكه البولية  تشتغل بطريقة عادية.

نجاح أربع عمليات قلب مفتوح بالمركز الجامعي محمد السادس بوجدة أجراها فريق طبي في جراحة القلب والشرايين لعدد من المرضى، الذين تتراوح أعمارهم ما بين خمسين سنة وسبعين سنة، تضمنت إحداهما زرع شرايين تاجية، وأخرى استبدال الصمام.

للتذكير فقط، بلغ عدد المستفيدين من الخدمات الاستعجالية للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، خلال العام 2018، ما مجموعه 80 ألفا، من بينهم 11 ألف مستفيد تم استشفاؤهم في مختلف التخصصات.

ووفق بلاغ للمركز الاستشفائي، فقد شكل انعقاد المجلس الإداري مناسبة اطلع خلالها الحضور على حصيلة أداء المركز خلال سنة 2018، التي تميزت بنمو مضطرد هم كل المؤشرات الخاصة بالإنتاجية والمردودية.

كما تم تسجيل مجموعة من العمليات النوعية، تجرى لأول مرة بجهة الشرق، من أهمها تفعيل برنامج زرع الكلي، حيث استفاد أربعة مرضى بالقصور الكلوي المزمن النهائي من متبرعين أحياء، كما استفاد أربعة مرضى بالشلل الإرتعاشي الحاد من عمليات جراحية دقيقة للدماغ، وخمس عمليات جراحية للقلب المفتوح، تنضاف إلى ما تم تسجيله من إنجازات تهم، أساسا، 25 عملية لتفتيت الجلطة الدماغية؛ و1563 قسطرة للشرايين التاجية، من بينها 468 دعامة مثبتة؛ و344 قسطرة للشرايين المحيطية؛ و4 عمليات لزرع القوقعة لفائدة أطفال مصابين بالصمم؛ و240 تصوير رجوعي تنظيري لمجاري الصفراء والبنكرياس مع تثبيت 80 دعامة..

ومثل المرضى المستفيدون من نظام المساعدة الطبية (راميد) ما يفوق 80 في المئة من مجموع المرضى الوافدين على المركز، فيما بلغت قيمة الفوترة الخاصة بهذه الفئة ما يناهز 209 ملايين و148 ألف و999 درهم.

من جانب آخر، أبرز البلاغ أنه بفضل الدعم المتواصل، تمكن المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة من إنجاح المرحلة الأولى التجريبية من مشروع "الطب عن بعد" لتسهيل ولوج ساكنة المناطق النائية للخدمات الطبية المتخصصة المختلفة.

وخلص إلى التأكيد أن هذه الحصيلة، التي تأتي نتيجة تضافر مجهودات جميع مستخدمي المركز، وبفضل دعم شركائه المؤسساتيين، تعتبر دافعا من أجل السير قدما لتحقيق المزيد من الطموحات والأهداف المسطرة من أجل تطوير أنشطة المركز كما وكيفا بما يخدم مصلحة المواطنين بجهة الشرق.