الجمعة 29 مارس 2024
خارج الحدود

مركز بحثي: إسبانيا تواجه  سياسة تراخي الجزائر في محاربة الهجرة السرية

مركز بحثي: إسبانيا تواجه  سياسة تراخي الجزائر في محاربة الهجرة السرية علما اسبانيا والجزائر
طالبت ورقة بحثية في مركز التفكير الاستراتيجي، :ريال إيلكانو" الإسباني، من حكومة مدريد معالجة ملف الهجرة غير القانونية مع الجزائر في إطار الاتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي- الجزائر وليس بشكل ثنائي. وتمر العلاقات بين البلدين بأزمة شائكة نتيجة موقف مدريد المؤيد للحكم الذاتي في نزاع الصحراء.
وحسب ما نشره الزميل حسين مجذوبي، في صحيفة "القدس العربي"، فإن هذا المركز يقدم المشورة غير المباشرة للحكومة ومؤسسات مثل الجيش والخارجية التي تعتمد أبحاثه وتوصياته. وفي هذه الورقة التي جاء نشرها منذ أيام بعنوان: “الأزمة بين إسبانيا والجزائر وتأثيرها في علاقات الهجرة” تؤكد على ضرورة تدويل ملف الهجرة أوروبيا.
ويصنف التقرير الجزائر “بالفاعل الرئيسي في السياسة الإسبانية لإدارة تدفقات الهجرة من إفريقيا، حيث ظل التعاون بين البلدين موجودا منذ سنوات عديدة، مما أدى إلى انخفاض الهجرة غير النظامية من الجزائر إلى إسبانيا، لكن هذا التعاون توقف نتيجة لتغيير موقف الحكومة الإسبانية فيما يتعلق بالصحراء”.
ويبرز التقرير، كيف انعكست الأزمة السياسية سلبا على ملف الهجرة، ولم تعد الجزائر تراقب الهجرة غير النظامية، ويتفاقم الوضع من خلال هجرة الأفارقة الذين يمرون من الجنوب الجزائري إلى المغرب. 
وعكس المغرب وتونس وليبيا التي وقّعت مع الاتحاد الأوروبي اتفاقيات تدبير تدفقات الهجرة، رفضت الجزائر توقيع اتفاقيات مماثلة. ويفسر المركز موقف الجزائر بعاملين وهما: عدم اهتمام الجزائر بمحاربة حقيقية للهجرة خاصة القادمة من إفريقيا، فهي لا تريد إزعاج الدول الإفريقية باتفاقيات إعادة المهاجرين، بينما العامل الثاني يتجلى في أن المتضرر من الهجرة الإفريقية هو المغرب؛ لأن الجزائر تبقى نقطة عبور فقط.
ويترتب على تجميد التعاون بين إسبانيا والجزائر، الإفراج مباشرة عن المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون إلى شواطئ إسبانيا طالما القانون يمنع الاحتفاظ بالمهاجرين الذين لا يمكن ترحيلهم إلى أوطانهم. ومن نتائج تجميد التعاون، ارتفاع وصول المهاجرين إلى المناطق البحرية القريبة من الشواطئ الجزائرية مثل ألمرية في الأندلس وشواطئ إقليم مورسيا. وبهذا، وفق المركز، تواجه إسبانيا في وقت واحد سياسة تراخي الجزائر في محاربة الهجرة وارتفاع المهاجرين الذين يفرون من الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ويوصي المركز بضرورة لجوء إسبانيا الى المؤسسات الأوروبية لمعالجة ظاهرة الهجرة السرية مع الجزائر طالما تحولت إلى سلاح، ويبرر الرهان على الاتحاد الأوروبي لأن حماية شواطئ إسبانيا ضد الهجرة تتعدى المصالح الوطنية الإسبانية إلى المصالح الأوروبية عموما.
وكانت إسبانيا قد طرحت في قمة الحلف الأطلسي في مدريد منذ أسبوعين ضرورة معالجة الهجرة بمنظور أمني عندما تتحول إلى سلاح من طرف دول ثالثة.