عبد الحميد العدّاسي: التّغيّظ والزّفير
يقول تعالى: {بَلْ كَذَّبُواْ بِالسَّاعَةِۖ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانِۢ بَعِيدٖ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاٗ وَزَفِيراٗۖ} (11– 12). كنت في وضعيّة خاصّة لمّا مررت بهاتين الآيتين الكريمتين من سورة الفرقان... قرأتُهما قراءة جعلتني أتوقّف عندهما وبهما مع صورٍ عجزت عن التّعبير عنها. ثمّ ذكرت آية سورة الرّحمن: {يُعْرَفُ اُ۬لْمُجْرِمُونَ بِسِيمَٰهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَٰصِے وَالْأَقْدَامِۖ} (40)، فرأيت النّار بآيتَي الفرقان تتعرّف على المجرمين فتعرِفهم،فإذا عَرَفَتهم أسمعتهم تغيُّظَها وزفيرَها، تبشّرهم بما ينتظرهم فيها لمّا يُساقون إليها زُمَرا، يُدخَلُونها ...