الثلاثاء 21 مايو 2024
كتاب الرأي

حسن برما: رمضانيات.. فخاخ التدويخ والتسويف

 
 
حسن برما: رمضانيات.. فخاخ التدويخ والتسويف حسن برما
انتشرت أخبار التهديد والوعيد بين جماعات العناد ونعاج الكومبارس الرخيص، سرت الشائعات بين صفوف المشتغلين بأب الفنون، وعمت دوخة الاختيار قبائل البهجة وفتوات كويزا وشيوخ العاصمة غير الأتقياء.

وما بين النضال على تحديد سقف المطالب وتأسيس دكان نقابي يجمع شمل أقنعة فرقتها الأطماع والأنانية ووهم العظمة والشهرة، اشتغل مكر القواد والشيوخ والمقدمين، وتلاشت حماسة تأسيس البدايات.

من فم أدرد لأذن معطوبة، ومن أذن معطلة للسان مقطوع، سرت بين الجميع دعايات التوظيف الكاذب والراتب المضمون والتقاعد المشروع، اشتغلت آلة تشويه المعطيات، وصارت الأقنعة عرضة للسقوط في هاوية الأوهام وأحلام تتجاوز جغرافية الممكن المحتمل.

عادة، الطماع يقضي عليه الكذاب، لإخماد فورة الغضب ونوبة الاحتجاج ضد تخريب "وحش الشاوية" لقاعات المسارح والسينما وإهمال دور الشباب وأدوارها الطلائعية، رمت داخلية البصراوي، هي التي حاربت الفعل النقابي بعنف وشراسة واعتقلت زعماءه الأقحاح، بفخ النقابة وحرضت الجميع على الانخراط في صفوفها الجاهزة على احتواء الجميع دون قيد أو شرط.

سرت بين الناس همهمات ووعود وانتظارات، صافي.. حل كل المشاكل على الأبواب، وقريبا.. يعيدون الاعتبار لأصحاب الأقنعة وبساط الريح، سوف يعملون على حماية أرزاق الممثلين والتقنيين، ويقررون ضمان تقاعد مريح يحمي الكائن من تبعات الشيخوخة وإكراهات أرذل العمر.

تجاهل الجميع أن المخزن لا ثقة في وعوده، وأن الوعود مجرد أحلام ليلية يمحوها ضوء النهار، وقديما قالوا: "لا تثق في البحر والمخزن والنار!"، والمعتوه من ينتظر وفاء الحجاج وساسة المناصب المسروقة.

تمخض الجبل وولد فأرا، تسارع من يعتبرون  أنفسهم روادا نحو السور الكبير لدار الوزير الأعظم، طلبوا تزكيات المخزن كي يكونوا ضمن نخبة القيادة، اشتغلت كواليس الانحياز والانبطاح، اشتد التدافع، تعالى الصراخ، وأعتقد القريبون من مناصب الثعالب الماكرة أنهم الأولى والأكثر كفاءة وانبطاحا في تسيير شؤون الخشبة والتحكم في سبل توزيع الريع وشراء التوافقات.

بدت بوادر الالتفاف حول تطلعات ومطالب االمهمومين، اصطف المهرولون حيث أمرتهم آلة التدجين، تم استعمال الغربال ذي العيون الواسعة لإقصاء من رفضوا الامتثال لرغبات الصدر الأعظم، ولم يعد الممثل غير المدعوم بحزب ما أو جماعة ضغط معترف بسلطتها وتسلطها يسمع سوى حيد خوي الطريق وسير لهيه!