الأحد 24 نوفمبر 2024
في الصميم

هذا الاجتهاد القضائي لا يشرفني !

هذا الاجتهاد القضائي لا يشرفني ! عبد الرحيم أريري
صدمت اليوم بحكم قضائي مس كرامتي وآدميتي، وجعلني أتساءل: هل فعلا مازال بالمغرب قضاة يغرفون اجتهاداتهم وأحكامهم من محبرة القرون الوسطى؟!
فزوال يوم الاثنين 28 دجنبر 2020 كنت أستمع لبرنامج "نوضح ليك" الذي تقدمه الزميلة شروق غريب على راديو "أطلنتيك".
البرنامج استضاف الأستاذة الزاهية عمومو، المحامية بهيئة الدار البيضاء، للتعليق على تداعيات كورونا على الحياة الأسرية وما نتج عن الجائحة من عنف وتفكك أسري وارتفاع منحنى الطلاق.
المفاجأة/الصاعقة تكمن في انتقاد الأستاذة الزاهية عمومو لاجتهاد قضائي صادر عن محكمة النقض يقول: "مادامت الزوجة في حيازة الزوج....". وكأن الزوجة "كسرونة" أو "مهراز" أو "عصارة الليمون" أو "سداري"  أو"مقراش( مقراج) ديال النحاس" !!! 
قد أقبل على مضض شيوع ممارسات وتعابير سائدة في مجتمعنا تحط من آدمية المرأة، لكن أن يزكي ذلك قضاة أعلى هيأة قضائية ببلادنا، الذين يعتبرون المرأة مجرد بضاعة أو أثاث منزلي "في حيازة الزوج" ! ( كما جاء في انتقاد المحامية براديو "أطلنتيك")، فهذا لعمري أم الكبائر ويمنح كل مغربي الشرعية في التحلل من هذه المحكمة ومن كل قراراتها.
نحن لا نطلب من القاضي أن يحكم بما لا يوجد في النص( فالنصوص القانونية من اختصاص البرلمان)، ولكن القاضي مفروض فيه أن يكون رافعة لجر المجتمع نحو القيم الكونية عبر انتقاء الألفاظ والمصطلحات لتهذيب وترشيد النقاش العمومي، بدل أن يكون حارسا لمعبد الشيطان ولكهنوت القرون الوسطى.
فيا قضاة المغرب اغسلوا عار هذا الاجتهاد القضائي ودنسوه بأقدامكم ولا تعتدوا به في مداولاتكم !