منذ أيام، اتصلت وزارة الداخلية بجريدتنا بشأن ضمان فرص كبرى لنجاح تواصل الاستراتيجية الوطنية للتلقيح، مبرزة أن وكالة ستربط الاتصال بالجريدة لتوفير المنتوج التواصلي قصد تعميمه على قرائنا.
كنا نظن عن حسن نية أن جائحة كوفيد ستنخرط فيها المنظومة التواصلية والإعلانية بشكل تطوعي وبدون مقابل، بدل استغلال الجائحة لنهش لحم المغاربة "المنهوش أصلا".
اليوم 16 نونبر 2020، توصلت جريدتنا بمنتوج إعلامي "مشبوه" و"ركيك" من وكالة PR media حول التحسيس بفوائد اللقاح الصيني، ورفضنا نشره وسنرفض التعامل مستقبلا مع هذه الوكالة، لاننا نرفض التعامل مع وكالة اكتشفنا أنها تتاجر بجائحة كورونا وكان مصيره "سلة المهملات"، كموقف مبدئي وميثاق شرف وطني راسخ اتخذته جميع المنابر الإعلامية المنضوية تحت لواء الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، للوقوف في وجه الانتهازيين والمتاجرين بآلام الوطن، واختيارنا الاصطفاف إلى المعسكر الوطني الذي يقوده ملك البلاد، لهذه الأسباب:
منذ احتلال كورونا للمغرب أوائل شهر مارس، وإعلان حالة الطوارئ الصحية وفرض الحجر الصحي، تعبأ المغرب ملكا وشعبا وحكومة لمقاومة الفيروس القاتل. جبهة الحرب المفتوحة التي كان في صفوفها الأولى رجال الصحة والأمن والمخازنية ورجال السلطة والوقاية المدنية والدرك وعمال النظافة وسائقو شاحنات التموين...إلخ، نجحت في الحد من انتشار "كوفيد-19"، لكن بالمقابل لم تنجح في القضاء على "سماسرة" كوفيد-19، وتجار غنائم الحرب ضد الوباء، المدسوسين في شبكات الإدارات ووكالات الاتصال. شبكات تنسج علاقات نافذة بدوائر القرار، وتوقع صفقات بالملايير تحت جنح الظلام، وتتاجر بدماء المغاربة، لا يحركها حافز وشعار "المصلحة العليا للوطن"، بل شعارها وعقيدتها وديانتها ووطنها هي "الجشع" و"الريع"!!
صرخة الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، في بلاغها الناري الصادر يوم 15 نونبر 2020، هي صرخة ضد تغوّل وكالة PR media، التي حاولت استغلال العديد من المنابر الصحفية كدروع حرب لسرقة غنائم وملايير كورونا. الجسم الإعلامي الذي انتفض من بداية إعلان حالة الطوارئ إلى اليوم الذي أعلن فيه الملك محمد السادس عن الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، للانخراط في حملات الحرب ضد كورونا مع أجهزة الدولة، بدافع وطني، كان لا يدري أن هناك "مصاصي دماء" ووكالات "حربائية" لا لون لها ولا "كبدة" على الوطن إلا "الكبدة" على مراكمة الملايير.
المنابر الصحفية المنضوية تحت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين لم ترفع شعار الابتزاز، ولم تساوم الدولة، ولم ترضع من "بزولة" الإشهار والتواصل كمقابل للحملات التحسيسية التي انخرطت فيها، بل اعتبرت نفسها في مهمة عسكرية وفدائية بقيادة ملك البلاد.
أسبوعية "الوطن الآن" وجريدة "أنفاس بريس" الإلكترونية اشتغلتا بحس تطوعي، إلى جانب المنابر الإعلامية الوطنية الأخرى(مكتوبةكانت أو إلكترونية أو إذاعية)، في حملات التحسيس والتوعية بمخاطر وباء كوفيد- 19.. الجميع كان يخفق بقلب واحد، ويشترك في مصير واحد، ويضع أمامه هدفا واحدا هو الحفاظ على "بيضة" هذا الوطن العزيز، لذا حين كنا ندعو إلى التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات في الربورطاجات والحوارات التي نجريها مع الأطقم الصحية والجامعية المختصة، لم نكن نضغط على أزرار "العدّاد" ونحصي الأرباح والمداخيل و"الكليكات" و"البارطاج"، لم نتاجر كوكالات تواصل مشبوهة في "خدمة عمومية مجانية، نقدمها لمواطنينا لا ننتظر عنها أجرا ولا مقابلا ماديا"!!
هذا أقل ما نقدمه للوطن في عام "الحزن" وسقوط المئات من "شهداء" كورونا.. لكن الطامة الكبرى أن يتحول التحسيس بالاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، إلى صفقة تسيل لعاب "الوكالة" إياها من جديد، ليشتغل عداد وكالة "أمين" لشفط المزيد من الملايير، وكأن الضحايا الذين يتساقطون يوميا تتقاضى عنهم وكالة "أمين" للمتاجرة بأموات كورونا أتاوات.. وكأن ارتفاع "بورصة" قتلى كورونا هو ارتفاع ميكانيكي لبورصة وكالة "أمين" لشفط الملايير!!