الأحد 24 نوفمبر 2024
في الصميم

لاخير في حكومة تمجد "كرابة الشراب" وتحتقر الأطباء !

لاخير في حكومة تمجد "كرابة الشراب" وتحتقر الأطباء ! عبد الرحيم أريري
كان بإمكان المغرب أن يواجه جائحة كورونا في ظرف أسلم وأقل خطرا على الأرواح والاقتصاد، لو كانت السياسة العمومية تسير وفق حاجيات الشعب وليس وفق أهواء اللوبيات. 
فالمغرب بالكاد يتوفر على 600 طبيب في الإنعاش والتخدير، في الوقت الذي يجب أن يكون عندنا كحد أدنى3000 طبيب تخدير وإنعاش حسب منظمة الصحة العالمية ( العتبة هي 7 أطباء لكل 100.000نسمة بينما المغرب لا يوفر سوى 1،5 لمل مائة الف نسمة !!!).
اما الممرضون وتقنيو الصحة في أقسام التخدير والإنعاش فيجب أن يكون للمغرب حاليا 12.000ممرض وتقني، والحال أن البلد لا تضم سوى 1400 ممرض وممرضة في التخدير والإنعاش.
كما أن المغرب لا يتوفر سوى على 1000 سرير للإنعاش والتخدير (250 منها بجهة البيضاء سطات)،
وهذا ما يفسر أحد أسباب ارتفاع الوفيات في صفوف المصابين بكورونا بالمغرب ( أقول أحد أسباب وليس كل الأسباب)، إذ أن الحالات الحرجة لا تجد مكانا بغرفة الإنعاش فضلا عن كون الأطباء والممرضين بهذه الأقسام لا يمكن أن نطلب منهم المستحيل، إذ رغم المجهود الذي بذل في شراء الأسرة وأجهزة التنفس لتجهيز أقسام الإنعاش( تم اقتناء حوالي الف سرير إنعاش من صندوق مكافحة كورونا لتجهيز المستشفيات الميدانية)، فإن ذلك لا يكفي، بحيث قد تكون لك الموارد لشراء طائرة ولكن ليس لك ربان لقيادتها.
نفس الشئء حصل للمغرب، فهو اشترى الأسرة وأجهزة التنفس الاصطناعي، ووجد نفسه بدون جهاز طبي وتمريضي مختص في التخدير والإنعاش لمواكبة العدد المتزايد من المرضى في حالة حرجة.
طبعا ليس مطلوبا منا رؤية"الريتروفيزور"، لمحاسبة الحكومات التي تعاقبت على تدبير الشأن العام بالمغرب وحاربت قطاع الصحة وأعدمت قطاع التعليم العالي، لدرجة أن المغرب يشكو حاليا خصاصا رهيبا في أساتذة كلية الطب( للمقارنة كانت كلية الطب بالبيضاء تضم 400 أستاذ قبل 2010، واليوم لا نتوفر سوى على 200 أستاذ!) طوال العقود الماضية مما أنتج تصحرا طبيا كارثيا في زمن كورونا، لكن بالمقابل من حقنا  أن نضبط عقارب ساعة المغرب اليوم على زمن الأوبئة وعلى زمن الحق في تأمين الحد الأدنى من الاستشفاء والتطبيب للمغاربة.
نحن لا نحلم بتجاوز ألمانيا أو الدنمارك أو اليابان أو كوبا أو كوريا الجنوبية، ولكن نتشبت بوجوب احترام المغرب للمعايير الدولية لتأمين الكوطا والكثافة الطبية والتمريضية لكل مائةالف نسمة، كما حددتها منظمة الصحة العالمية التي يعد المغرب عضوا فيها ووقع على كل اتفاقياتها وبنودها.
فلا يعقل أن نجد في المغرب 100 الف "كراب ديال الروج" مقابل 600 طبيب في الإنعاش والتخدير!.
فلا خير في أمة تحتقر تكوين الأطباء والممرضين وتقنيي الصحة !.