الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

حسن بيريش: أوقفوا إهدار المال العام في تلفزة العبث..!!

حسن بيريش: أوقفوا إهدار المال العام في تلفزة العبث..!! حسن بيريش

1 - كلما شاهدت برامج التلفزة المغربية:

ينتابني شعور من يتعرض لعقاب قاس، أقرب إلى الجلد، دون ذنب جناه..!!

أحسني كما لو كنت داخل مصحة للأمراض العقلية، لا أمام شاشة تلفزيون..!!

- هل مشاهدة التلفزة العمومية ذنب يجب أن أدفع ثمنه وأنا صاغر..!؟!

 

2 - كلما شاهدت برامج التلفزة المغربية:

يصيبني الاندهاش من حجم التهريج الإعلامي المسيطر بكل صلف ووقاحة..!!

وأتساءل بمرارة:

- هل وصل هوان المغاربة حد الاستهتار المستفز بعقولهم من طرف تلفزة تمول بعرق جبينهم..!!

 

3 - كلما شاهدت برامج التلفزة المغربية:

أدرك أن المال العام - هذا الذي نشكو من إهداره - له (قدسية مرئية) في بلادي..!!

إليكم الأدلة الدامغة على ذلك:

أولا:

يتم استثماره جيدا في إنتاج (البلاهة الإعلامية)..!!

ثانيا:

يتم الحرص عليه بهدف تلميع (الرداءة الفنية)..!!

ثالثا:

يتم ترشيده بحكامة من خلال (تنويم الوعي العام)..!!

- ألا يستحق القيمون على التلفزة العمومية أن نثمن جميعا جهودهم في إنتاج (التفاهة)..!!؟؟

 

4 - كلما شاهدت برامج التلفزة المغربية:

يتبدى لي، بجلاء كامل، أن التلفزة العمومية تتحول، مع سبق الإصرار والترصد:

- من وسيلة للتثقيف إلى أدة للتجهيل..!!

- من ممارسة الإضاءة إلى فرض التعتيم..!!

- من استحضار رهانات الوطن إلى تغييب قضايا المواطن..!!

هكذا سقط الإعلام المرئي العمومي (جثة هامدة)، ودفن في (مقبرة الوعي العام) وهو حي يرزق..!!

- هل قلت يرزق..؟!

بلى!!

- هل ثمة (رزق وفير) يوازي ذاك الذي ينتشر ويبعثر داخل ردهات التلفزة المغربية..؟!؟!

 

5 - كلما شاهدت برامج التلفزة المغربية:

أذهب توا صوب يقين لا يساوره شك بأن للعبث (شأن كبير) في شاشتنا الصغيرة..!!

الأفظع أنه عبث محاط:

- بأحدث أنواع الكاميرات.

- بفريق تقني على أعلى مستوى.

- بأغلفة مالية مفتوحة وبدون سقف..!!

 

6 - كلما شاهدت برامج التلفزة المغربية:

يأبى وعيي أن يصدق أن هذا الجهاز الإعلامي الخطير يراد له أن يعيش في (غيبوبة مفتوحة العينين)..!!

وأتساءل بحسرة لا تنتهي:

- لماذا تحولت شاشتنا إلى (علبة ليلية) تستقطب أسوأ ما في وطننا من ظواهر الانحدار، وتجليات السقوط..!!

 

7 - كلما شاهدت برامج التلفزة المغربية:

أخاف على وطني.

وأشفق على مصير شباب هذه البلاد.

بصفاقة قل نظيرها،يصر (بارونات الإعلام المرئي) على تلقيح الأجيال الجديدة ضد (وباء الوعي الثقافي الجاد )..!!

لا يرف لهم جفن وهم يبثون في الناشئة (نماذج يحتذى بها) في تلفزة فقدت بوصلتها، وأضحت تائهة في عوالم الإسفاف، والسفاهة،والعبث..!!

- المترنحون موهبة.

- المختلون فنيا.

- الساقطون إعلاميا.

هذه هي النماذج التي يراد للجيل الحالي أن يحتذي بها،من أجل (النهوض برهانات الوطن)..!!

 

8 - كلما شاهدت برامج التلفزة المغربية:

أدرك كم أنا متخلف عن ركب (التطور الإعلامي الكبير) الذي يسود قنواتنا التلفزية (الناجحة)..!!

ولم التعجب..؟!

- ألم يتم استقطاب (ملايين من المشاهدين)..!!؟

- أليس برامج التلفزة أضحت تحقق (شهرة واسعة) داخل البلاد وخارجها..!!؟

إذن أنا واحد من إثنين لا ثالث لهما:

- إما (متحامل) حسب منطق (نجاح) برنامج "كي كنتي كي وليتي"..!!

- أو (متخلف) من منطلق (شهرة) البرنامج (الحداثي جدا) المسمى "رشيد شو"..!!

 

9 - كلما شاهدت برامج التلفزة المغربية:

يغزر منسوب يقيني بأن (ربابنة الباخرة المثقوبة) التي تسمى التلفزة، يقودون حاضر البلاد ومستقبل الشعب إلى الغرق في قعر:

- سوءالقيادة.

- عبث الرؤية.

- كارثة التوجه..!!

وأظل في مهب حيرة لا نهاية لها:

- هل استمرار هؤلاء (الربابنة الفاشلين) في مواقع السيطرة على القرار داخل دواليب القطب الإعلامي السمعي البصري العمومي، يعني، فيما يعنيه:

إما أنهم محصنون ضد التغيير حتى إشعار آخر..!!؟

أو عقمت النساء المغربيات أن يلدن النجباء..!!؟

 

10 - كلما شاهدت برامج التلفزة المغربية:

أكون بين أمرين:

أولهما: أرمي جهاز التحكم عن بعد تحت تأثير ما يكتنفني من حنق واستياء واستفزاز..!!

ثانيها: أحول الاتجاه صوب قنوات تحترم ذكائي كمشاهد، ولا (تستحمرني)..!!