Thursday 15 May 2025
سياسة

تحديات عودة المغرب لعمقه الإفريقي التي أزعجت الأشقاء..

تحديات عودة المغرب لعمقه الإفريقي التي أزعجت الأشقاء..

بعد غياب دام أكثر من 28 سنة يعود المغرب بقوة لإفريقيا، وذلك بفضل السياسة التي نهجها الملك محمد السادس منذ أكثر من خمس سنوات. إذ لم تعد الأسواق الإفريقية الواعدة حكرا على الدول الأوروبية التي مكثت في العديد من البلدان لسنوات، مستنزفة خيراتها وسالبة حرية شعوبها، قبل أن تترك اقتصاد دول كثيرة منهارة وغارقة في الديون الخارجية.

اليوم وفي ضَل سياسة جنوب جنوب يسعى المغرب من خلال سياسة الإنفتاح والشراكة التي ينهجها، أن يكسب ثقة الكثير من الدول في غرب القارة بدءا بالسنغال ومالي وغينيا وساحل العاج، وأيضا دول شرق إفريقيا الواعدة كرواندا وتنزانيا وإثيوبيا. علما أن مكانة المغرب كبوابة لإفريقيا أمام العالم جعلت مجموعة من الدول تتطلع للتعاون الإقتصادي معه.

وفي هذا السياق تدخل الزيارات التي قام ويقوم بها الملك، خاصة على مستوى العمل ليكون المغرب شريكا في عملية بناء اقتصاد تلك البلدان من خلال حجم الإستثمارات التي سيشرع في تنفيذها حتى تكون جاهزة في القريب العاجل.

وعليه، فإنه وتأسيسا على حاجة إفريقيا للمغرب لكي يلعب دورا مهما في تطوير التبادل التجاري، وكذلك بناء على إمكانية لعب إفريقيا دور السوق الواعدة لتسويق المنتوجات المصنعة للعديد من دول العالم عبر المغرب، يطرح التساؤل حول ما إذا كان المغرب سينجح في كسر الجمود الذي عرفته العلاقات المغربية الإفريقية والتي دامت لأكثر من عقدين؟.

ومن جهة أخرى، تتأكد عودة المغرب في إطار شراكة جنوب جنوب من باب الغذاء الروحي، عبر تكوين الأئمة لمحاربة ظاهرة التطرّف والغُلو الذي أصبح يهدد العديد من الدول في القارة الإفريقية.

وكما هي عادة أي خطوة رائدة، فإن السياسة التي ينهجها الملك أزعجت البعض، ومن بينهم الجزائر ومصر. الدولتان اللتان أصبحتا تقودان سياسة التآمر على المغرب من خلال دعم شرذمة من الإنفصاليين، مع العمل على فتح المجال أمامهم لحضور مؤتمرات ولقاءات لا تخدم بتاتا مستقبل التعاون العربي الإسلامي والإفريقي.

والواقع، أن المغرب تمكن من كسب رهان المنافسة على أسواق جديدة، سواء بالعودة إلى عمقه الإفريقي التي كرسها بتعيينات ديبلوماسية جديدة، أو تطوير علاقاته مع روسيا والصين والدول الأسيوية الأخرى، إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي. وبالتالي، قلل من شأن تلك التحالفات الموجهة ضد انفتاحه، وقوض سياسات شد الحبل التي اتبعتها دول الإتحاد الأوروبي والضغوط التي مارسها من أجل الإستمرار في الصيد في أعالي البحار واستغلال الثروة السمكية بثمن بخس، إضافة إلى الحرب الشرسة التي يشنها عليه اليسار على مستوى البرلمان الأوروبي من أجل وقف كل المبادلات التجارية معه بدليل احتلاله للأقاليم الجنوبية.