قال علي بوطوالة الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي خلال ندوة نظمتها يوم أمس الجمعة 14 أكتوبر أسبوعية "الوطن الآن" وموقع "أنفاس بريس" بالدار البيضاء إن هناك حاجة ملحة لتوحيد اليسار في المغرب، لكن ينبغي توحيد تشخيص الواقع قبل ذلك وبلورة استراتيجية وبرنامج نضالي يستجيب للحد الأدنى التي يمكن أن تتفق عليها أحزاب اليسار وخوض معركة كبرى على هذا الأساس.
وسجل بوطوالة أنه لأول مرة في المغرب يحصل اليسار بكل مكوناته على 8.6 في المائة من مقاعد مجلس النواب، والذي يؤكد وجود مخطط وعمل كبير لمحاولة تقزيم اليسار وربما إزاحته من الخريطة الإنتخابية بشكل نهائي لصالح حزب يميني بشعارات خادعة مستوردة من اليسار في إشارة إلى حزب "البام" لتضليل عدد كبير من المناضلين واستقطابهم بوسائل ترغيبية ونشر روح الإنتهازية داخل قواعد اليسار.
وقال بوطوالة إن اليسار في المغرب ولأول مرة يواجه تحدي كبير جدا يطرح عليه سؤال: ما العمل لإيقاف هذا التراجع الخطير والصمود في مرحلة غير مناسبة لليسار؟، مشيرا إلى أننا مازلنا نعيش مرحلة تعرف ما يسميه السوسيولوجيون هيمنة التوجه التاريخي المهيمن، موضحا بأن التوجه التاريخي المهيمن في المنطقة العربية ومنطقة شمال إفريقيا هو التوجه الأصولي، داعيا إلى الإقرار بهذه الحقيقة والبحث عن كيفية التعاطي معها، علما أن إنكارها – يضيف – لن يمكن من معرفة ما يجري في الواقع ولن يمكن من فهم سهولة نفاذ الأصوليين للأوساط الجماهيرية وسهولة تعبئتها بناءا على مرجعية دينية واستغلال الدين في مشروع سياسي. داعيا اليسار إلى مراجعة نقدية حقيقية وتجديد فكره وبلورة استراتيجية تستجيب لنهوض اليسار وإعادة بنائه على قواعد الحوار وعلى قواعد الديمقراطية وعلى قواعد التوافق، والإعتراف المتبادل بوجود قصور كبير لدى اليسار.
وأشار بوطوالة أن دمج جزء من اليسار في الحكومة المقبلة سيصعب على فيدرالية اليسار مهمة إعادة بناء اليسار وإعادة توحيد اليسار، كما دعا كل القوى اليسارية بما فيها التي لم تشارك في الإنتخابات التشريعية الأخيرة إلى قراءة موضوعية وتشخيص موضوعي واستراتيجي للمرحلة بما يتطلبه الظرف التاريخي من استحضار كل التحديات والوعي بأن جميع القوى اليسارية أضحت مهددة وأنها كلها تواجه الحصار والتقزيم وربما المحو من الخريطة الإنتخابية والسياسية، وبالتالي فبدون توحيد اليسار وتطوير أساليبه ومنهجية عمله والعودة إلى العمل داخل الجامعة داخل ما وصفه بـ "الفوضى الهدامة" والغموض الكبير الذي أصاب الشباب المغربي شق طريق واضح واستراتيجي بأفق نضالي ديمقراطي يتغلب على اليأس وكل نزعات الإنتهازية من أجل تحقيق المشروع الإستراتيجي لليسار: بناء المجتمع الديمقراطي المتقدم، مجتمع الحرية والعدالة الإجتماعية.