يستعد الدوري الجزائري للموسم الرياضي 2025 -2026 لانطلاقة مختلفة على المستويين التقني والبشري، في ظل إقبال مجموعة من الأندية الجزائرية على تبني «الموديل» المغربي تارة، واستقطاب أبرز المدربين الأجانب المتألقين في الدوري المغربي، والذين راكموا تجارب مميزة أو مثيرة للجدل في البطولة الاحترافية المغربية خلال السنوات الأخيرة، مع تبني الهياكل والاستراتيجيات التي تعتمد عليها كرة القدم المغربية، بحثا عن مجد كروي يحاكي المغرب، بالرغم من العداء الذي يكنه القائمون على الكرة الجزائرية للمغرب.
"أنفاس بريس" تسلط الضوء على أبرز عمليات الاستقطاب التي جعلت الأندية الجزائرية تتعاقد مع نماذج ناجحة أو مثيرة للجدل في الدوري المغربي.
"أنفاس بريس" تسلط الضوء على أبرز عمليات الاستقطاب التي جعلت الأندية الجزائرية تتعاقد مع نماذج ناجحة أو مثيرة للجدل في الدوري المغربي.

قبل أن ينهي المدرب الألماني جوزيف زينباور علاقته بالرجاء الرياضي، سعى وكلاء لاعبين لتحويل اتجاهه نحو الجزائر، لكن العرض السعودي كان أفضل على المستوى المالي ما دفعه للانتقال إلى نادي الوحدة. رغم ذلك ظلت عيون الجزائريين تراقب نتائج المدرب الألماني، إلى أن تراجع أداء الفريق الوحداوي وتم فسخ العقد.

زينباور .. من ثنائية تاريخية مع الرجاء إلى مشروع جديد في شبيبة القبائل
ما إن انتهى التعاقد بين الطرفين، حتى جدد الجزائريون التفاوض مع زينباور، وعلى الخط كان مسؤولو شبيبة القبائل الجزائري، الذين أقنعوه بضرورة وضع التجربة الألمانية رهن إشارة الفريق القبايلي.
في ظرف وجيز سيتصدر الألماني جوزيف زينباور قائمة أبرز المدربين الملتحقين بالدوري الجزائري، بعد موسم مميز قاده فيه الرجاء الرياضي لتحقيق ثنائية البطولة وكأس العرش 2024-2025، من دون أن يتلقى أي هزيمة في جميع المسابقات المحلية.
وافق الألماني على دخول تحد مغاربي جديد يعيد من خلاله ما أنجزه مع الرجاء الرياضي، في خطوة تعكس طموح النادي لاستعادة مجده المحلي والقاري، وهو ما حصل مع جوزيف الذي قاد الفريق الجزائري للمشاركة في دوري كأس عصبة الأبطال الإفريقية بعد 17 سنة من الغياب عن هذه المنافسة، بعد أن احتل شبيبة القبائل الصف الثاني خلف المولودية.
هذا الإنجاز دفع إدارة شبيبة القبائل إلى تجديد العقد مع زينباور، وفق شروط مالية جديدة خاصة وأن المدرب الألماني لم يستفد من عطلته السنوية وشرع مبكرا في تحضير فريقه للاستحقاقات القارية القادمة.

موكوينا ..انضم لمولودية الجزائر لاستكمال مشروع لم يكتمل مع الوداد
تعاقد نادي مولودية الجزائر، مع المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، أحد أبرز الأسماء الشابة في التدريب على المستوى القاري. موكوينا، المعروف بأسلوبه الهجومي المتطور واعتماده على التحليل الدقيق للمباريات، قاد ماميلودي صن داونز لتحقيق ألقاب محلية وقارية، قبل أن يخوض تجربة قصيرة مع الوداد الرياضي خلال موسم 2024، 2025 لم تكن في مستوى تطلعات الوداديين.
تعاقد نادي مولودية الجزائر، مع المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، أحد أبرز الأسماء الشابة في التدريب على المستوى القاري. موكوينا، المعروف بأسلوبه الهجومي المتطور واعتماده على التحليل الدقيق للمباريات، قاد ماميلودي صن داونز لتحقيق ألقاب محلية وقارية، قبل أن يخوض تجربة قصيرة مع الوداد الرياضي خلال موسم 2024، 2025 لم تكن في مستوى تطلعات الوداديين.
ورغم أنه لم ينجح في تحقيق نتائج مرضية مع الوداد، إلا أن ظروف المرحلة الانتقالية للنادي البيضاوي لعبت دورا في إخفاقه وحرمته من المشاركة في مونديال الأندية، ليظل اسمه مرتبطا بمشروع كروي حديث يعتمد على التكنولوجيا وتحليل البيانات في التسيير التقني، لكن في الجزائر وليس في الدار البيضاء.
أوضح رولاني موكوينا، مدرب مولودية الجزائر، في تصريحات صحفية أن تجربته السابقة مع نادي الوداد الرياضي، كانت من أصعب محطاته التدريبية، مقارنة بفترة عبوره في ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، مشيرا إلى أن اختياره لفريقه الحالي جاء بعد دراسة معمقة ورغبة في خوض تحد جديد.
قال موكوينا، في حديث لإحدى المحطات الإذاعية الخارجية: "بعد نهاية تجربتي مع الوداد، جلست مع وكيل أعمالي لتحليل المرحلة بدقة، ومراجعة الأخطاء التي وقعنا فيها، وكان من الضروري أن نأخذ فترة للتفكير العميق. كنت أبحث عن ناد يشارك في دوري أبطال إفريقيا، يضم لاعبين مميزين، ويتنافس على أعلى مستوى، وله جمهور شغوف وإدارة منظمة، وكل ذلك وجدته في مولودية الجزائر".
زفيكو.. تجربة مغربية قصيرة في الرجاء الرياضي والبقية في الجزائر
من بين الأسماء التي التحقت بالدوري الجزائري، نجد البوسني روسمير زفيكو، الذي ورث مقعد زينباور في الرجاء مع بداية موسم 2025، لكنه سقط بسرعة في فخ النتائج السلبية، فتمت إقالته على الفور.
انضم المدرب البوسني روسمير سيفكو، إلى الدوري الاحترافي الجزائري لكرة القدم، حيث وقع عقدا مع نادي شباب قسنطينة يمتد لموسم واحد، وحل المدرب البوسني بالجزائر، رفقة طاقمه المكون من مدرب مساعد ومعد بدني ومدرب حراس ومحلل فيديو، وأغلبهم عاشوا معه الفترة القصيرة التي أشرف فيها على تدريب الرجاء الرياضي. ورغم حصيلته الباهتة والقصيرة مع الرجاء، إلا أن الجزائريين أصروا على استقطاب مدرب ارتبط اسمه بفريق مرجعي في المغرب. علما أن إدارة الرجاء لم تنتظر طويلا وقررت إقالته بعد جولتين فقط، لتنتهي تجربته سريعا في البطولة المغربية، ويشاء القدر أن تبدأ تجربة مغاربية أخرى في الجزائر.
مدربون مغاربة في الدوري الجزائري
تبقى تجارب المدربين المغاربة في الدوري الجزائري قليلة ومحدودة، لكنها في بعض الأحيان كانت لافتة، مثل تجربة الإطار الوطني بادو الزاكي، الذي يعد أول مدرب مغربي يحقق لقبا رسميا في الملاعب الجزائرية، حين فاز رفقة فريقه شباب بلوزداد بكأس الجمهورية سنة 2017 في وقت كانت فيه بلوزداد تمر بمرحلة صعبة من عدم الاستقرار الفني والإداري، ما فتح له الباب لاحقا للإشراف على مولودية وهران، في تجربة ثانية أقل توهجا لكنها زادت من إشعاعه كمدرب مغربي يحظى بالاحترام في الجزائر.
تجربة المدرب رشيد الطاوسي، جديرة بالاحترام، لكنها لم تكن بنفس نجاح الزاكي، بالرغم بدايتها الواعدة. تولى الطاوسي تدريب شباب بلوزداد ثم وفاق سطيف، إلا أن النتائج لم تقنع جماهير الفريقين.
هناك أسماء مغربية عديدة سبق الزاكي والطاوسي لتدريب فرق جزائرية، أبرزها العربي بن مبارك، محمد الفيلالي، يوسف لمريني، الحسين الزاز، محمد بن إبراهيم واللائحة طويلة.