نظمت المدرسة الوطنية العليا للتجارة والتدبير بالدار البيضاء (ENCG)، بمقر نادي التبغ بعين السبع حفل تخرج الفوج 14 من طلبتها الحاصلين على شهادة الماستر طيلة يوم السبت الماضي، حيث انطلق الحفل في الثانية بعد الزوال وامتد حتى منتصف الليل.

كان اللقاء الإحتفالي ناجحا بكل المقاييس شهد حضور عشرات المئات من عائلات الطلبة المتخرجين وصف طويل من الضيوف من نجوم المجتمع من مختلف الجغرافيات الإبداعية (أكاديمية وعلمية/ سياسية/ فنية/ رياضية/ إعلامية)، في تنظيم احترافي رفيع تحت خيمة كبيرة مجهزة وفرت كل أسباب الراحة للحضور الغفير جدا، مثلما وفرت الإمكانيات التقنية على مستوى التواصل (صوت وصورة) سلاسة محترمة بين كل فقرات الحفل، الذي مر في أجواء رفيعة من الإحترام الأكاديمي والتواصلي والتربوي.

كان قرار إدارة المدرسة الوطنية العليا هذه (ممثلة في مديرها الأستاذ إسماعيل القباج) إطلاق إسم الدكتور فتح الله ولعلو على فوج هذه السنة، خطوة بيداغوجية وتربوية رفيعة جدا، خلفت أصداء إيجابية عند الطلبة المتخرجين وعائلاتهم، اعتبارا للقيمة الأكاديمية والمعرفية والسياسية لرجل الدولة المغربي ولعلو، من حيث إنه ثاني طالب مغربي حصل على دكتوراه الدولة في الاقتصاد وعمره 26 سنة نهاية الستينات بعد الدكتور عزيز بلال، وأنه ترأس لولايتين المنظمة الطلابية العتيدة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وفاز برئاسة اتحاد الإقتصاديين العرب لأكثر من 15 سنة وظل رئيسا لجمعية الإقتصاديين المغاربة لأكثر من 20 سنة، قبل أن يعين وزيرا للإقتصاد والمالية لعشر سنوات (جعلته باعتراف دولي أفضل وزير اقتصاد ومالية عرفه المغرب منذ الإستقلال بعد أستاذه ورفيقه المرحوم عبد الرحيم بوعبيد).

الحفل الذي حضره أيضا عامل عمالة الحي المحمدي عين السبع الأستاذ محمد الطاوس، شهد أيضا تكريم الأستاذ هشام صابري كاتب الدولة المغربي لدى وزير الإقتصاد الإجتماعي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات الذي ألقى كلمة تفاعل معها الحضور من باب تسطيره على أن النجاح الحقيقي هو لآباء وأمهات الطلبة المتخرجين بعد سنوات من الصبر والكفاح والنضال الاجتماعي لتوفير أسباب النجاح لأبنائهم وبناتهم، مركزا على دور الأمهات في أي نجاح مماثل. مثلما تم تكريم قامة أكاديمية تمثلت في أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بالدار البيضاء نجيب بنعبد الجليل، والأستاذة شمس الضحى العلوي الإسماعيلي الأمينة العامة للاتحاد العربي النسائي العام والأستاذة جميلة صدقي المحامية العامة بمحكمة النقض رئيسة منتدى حوار القضاة الأفارقة.

تجدر الإشارة كما أكد في كلمة افتتاحية له مدير المدرسة الأستاذ القباج، أن الحفل هذا قد نظم تحت شعار محوري هو "قوتنا المعرفة.. فخرنا نكران الذات"، بكل الحمولة الدلالية والتربوية للشعار. وأن الحفل الضخم ذاك قد تم بالشراكة مع المجلة الإفريقية الرائدة "نيو أفريكا ماغازين" المتواجد مقرها بنيجيريا والمركز الدولي للديبلوماسية. وأن من أهم فقرات الحفل توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين المدرسة الوطنية للتجارة والتدبير والمؤسسات المحتفى بمسؤوليها وممثليها أعلاه، بحضور مسؤولة المجلة الإفريقية الرائدة تلك السيدة شيفت شيديما ناموكو أوريرو، باعتبارها واحدة من رائدات مجال الأعمال بإفريقيا ومن الأطر الإفريقية في مجال التواصل والإعلام (خاصة في شقه الاقتصادي). وهي الشراكات التي تأتي ضمن أفق تعاون جنوب جنوب إفريقيا تلعب فيه مجلة "نيو أفريكا ماغازين" دورا محوريا فاعلا. مما يعزز من الحضور المغربي عبر البوابة النيجيرية والمجال الأنغلوساكسوني عموما بقارتنا السمراء.
شهد الحفل الكبير ذاك أيضا مشاركة الأستاذ لحسن العسبي الذي ألقى شهادة حول الدكتور ولعلو، اعتبر فيها أن الخلفية التأطيرية التي يصدر عنها رجل الدولة المغربي فتح الله ولعلو ليست محددة فقط في الفضاء السياسي الوطني الذي تشرب منه مبادئ الوطنية وخدمة الصالح العام، بل أيضا من التزامه بثلاثة أمور مركزية في حياته هي: "النزاهة الفكرية والأكاديمية والأخلاقية/ تقديس العمل كقيمة عليا تفرض دفتر تحملات واجبة للعطاء/ يقين اعتبار أن الزمن رأسمال وليس مسموحا تبذيره فيما لا يفيد فرديا ومؤسساتيا وجماعيا". وأن هذه الأسس الثلاثة هي التي سمحت بتحقق كامل منجزه السياسي والأكاديمي والعلمي والفكري. مثلما جعلته علما ليس في المغرب فقط بل في كامل العالمين العربي والإسلامي وفي إفريقيا، وجعلت صوته مسموعا ورأيه مطلوبا عند كبريات المؤسسات العالمية من مستوى صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وهيئة الأمم المتحدة والأممية الإشتراكية والجمعية الدولية للإقتصاديين التي جعلته رفيق طريق معرفية لعدد من كبار اقتصاديي العالم الحائزين على جوائز نوبل في الاقتصاد.