في إطار الحوار الذي فتحتحه "أنفاس بريس" مع فعاليات مختلفة لقراءة المشهد السياسي في المغرب على ضوء نتائج الإنتخابات التشريعية الأخيرة، اتصل الموقع بـ"احمد الساسي "إعلامي بمدينة العيون الذي وافاها بورقة حلل من خلالها ظاهرة الإنتخابات بالأقاليم الجنوبية التي لا تؤسس على العمل الحزبي والسياسي بل على التبعية للأشخاص والإنتماء القبلي.
وهكذا اعتبر الساسي في البداية بأنه بات من المؤكد أن الانتخابات في مدينة العيون والصحراء عموما لا تنبني على العمل الحزبيخاص. وبالتالي فبالنسبة لنتائج الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر لم تكن هناك مفاجآت كبيرة إذ باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة الذي احتل المركز الثاني في الدائرة والذي اعتمد اساسا على خطاب التغيير بوعود من وكيل اللائحةالسيد "محمد سالم الجماني"فقد حافظ حزب العدالة والتنمية على مقعده في العيون مركزا على خطابه الديني والأخلاقي، معتمدا في ذلك على الجناح الدعوي الذي اتسعت قاعدته لتشمل بالإضافة إلى حركة التوحيد والاصلاح حركة الدعوة والتبليغ وكذلك التيار السلفي بالمدينة.
أما حزب الاستقلال فقد اكتسح المشهد الإنتخابي بالمدينة من جديد بفضل وكيل لائحته "حمدي ولد الرشيد"،الذي يتوفر على شعبية ملحوظة واعتبر برنامجه المحلي الاقوى مقارنة مع غيره من البرامج الحزبية الأخرى.
ويضيف الساسي أن ما يجب تسجيله هو من جهة إخفاق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي راهن على اسم تقليدي من العيار الثقيل متمثل في "حسن الدرهم" لكن نتائج الحزب كاتت مخيبة للآمال ولم تكن في مستوى هذا الرهان. ومن جهة ثانية غياب اليسار محلياوانحساره بسبب عزوف النخب المثقفة عن المشاركة والعمل السياسي وهي الفئة من المجتمع التي تعد تعد الاقرب لفهم الفكر اليساري واستيعاب برنامجه.
وأعطى الساسي في ختام ورقته بعض الإرقام على سييل الإستئناس: وهكذا بخصوص المشاركة في الانتخابات فقد تراوحت نسب المشاركة ما بين 58 و59 في المئة حسب ما أوردته سلطات ولاية العيون الساقية الحمراء.