حين قررت السلطة العمومية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين، ترحيل جزء مهم من سكان المدينة القديمة بالدارالبيضاء، نحو حي النسيم، لم تكن هذه السلطات تعي أنها بترحيل السكان من المدينة القديمة، ستقوم بالتوازي بترحيل إحدى أهم مشاتل أنصار فريق الوداد البيضاوي، بالنظر إلى أن دروب المدينة القديمة بالبيضاء ظلت طوال عقود، تصنف كأحد أهم معاقل الوداد.
فحين خرجت أساسات عمارات حي النسيم من الأرض، خرجت معها فصيلات قوية لمشجعي الوداد البيضاوي، بشكل حول جنوب غرب الدار البيضاء إلى أحد مراكز الثقل من حيث المشجعين والأنصار.
الدليل على ذلك أن إلترات "الوينرز" ( أو الفائزون)، لما رأت النور في بداية الألفية الحالية، كانت خلية حي النسيم ( تابع لتراب عمالة الحي الحسني) من بين أنشط خلايا "الوينرز" بالدار البيضاء ومن بين أبرزها نشاطا وكثافة من الجانب الديمغرافي.
ومما ساعد في إعطاء دينامية كبرى لخلية النسيم أنها تجاور حي سيدي معروف الذي يعد من أكثر الأحياء الشعبية كثافة بالعاصمة الاقتصادية، إذ لا يفصل بين حي النسيم وسيدي معروف سوى قنطرة السكة الحديدية.( للإشارة فحوض الحي الحسني عين الشق يضم أزيد من مليون نسمة).
اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، وبمجرد غروب الشمس، بدأت السيول البشرية تتدفق على حي النسيم، على متن الدراجات النارية أو عبر السيارات الشخصية أو سيارات النقل من نوع "ترانزيت/صطافيت"، لدرجة أن الساحة المركزية المجاورة لمحطة القطار النسيم، ضاقت بالحضور ،وغطت الحشود الشابة كل الأزقة المجاورة، سواء تلك المؤدية إلى شارع باها أو إلى شارع أبوبكر القادري أو إلى تجزئة الفاسي الفهري.
الحشود التي كانت تردد الشعارات وتصدح بالأغاني وبالهتاف بالنصر للوداد (يقدر العدد بحوالي 5000 شاب)، كانت تضع نصب عينيها المقابلة المهمة المقررة يوم الجمعة 24 أكتوبر 2025 بين الوداد و"أشانتي كوتوكو"، وهي المقابلة المقررة في إطار مباراة الإياب للتصفيات المؤهلة لدور المجموعات من كأس الاتحاد الإفريقي، علما أن مقابلة الذهاب سبق وفازت فيها الوداد بهدف لصفر.