الأربعاء 5 فبراير 2025
سياسة

حمادة لبيهي: طي المغرب لسنوات الرصاص صنع إشعاعا للمغرب وتسبب فـي خراب البولسياريو والجزائر

حمادة لبيهي: طي المغرب لسنوات الرصاص صنع إشعاعا للمغرب وتسبب فـي خراب البولسياريو والجزائر حمادة لبيهي، رئيس رابطة الصّحراء للديمقراطية وحقوق الإنسان
يُفكك حمادة لبيهي، رئيس رابطة الصحراء للديمقراطية وحقوق الإنسان، التحول الدولي في سحب أووتجميد الاعتراف بالبوليساريو وبالتالي اندحار الأطروحة الجزائرية مقابل تسونامي الدعم لمغربية الصحراء وما أثمره من اعترافات بخطة الحكم الذاتي.
 
التّحول‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الدّولي‭ ‬من‭ ‬مغربية‭ ‬الصّحراء،‭ ‬رجّح‭ ‬الكفّة‭ ‬لصالح‭ ‬المغرب‭. ‬وقد‭ ‬صارت‭ ‬خطة‭ ‬الحكم‭ ‬الذّاتي‭ ‬الأكثر‭ ‬اعترافا‭ ‬ونصرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المنتظم‭ ‬الدولي،‭ ‬حيث‭ ‬باشرت‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدّول‭ ‬سحب‭ ‬اعترافها‭ ‬بالبوليساريو،‭ ‬وكسب‭ ‬المغرب‭ ‬تعاطف‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬حصل؟‮ ‬
أظنّ‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬يتعاطى‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬مغربية‭ ‬الصّحراء‭ ‬بالواقعية‭ ‬السّياسية‭. ‬والواقعية‭ ‬السّياسية‭ ‬اليوم‭ ‬تقول‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يدير‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬ومن‭ ‬يحقّ‭ ‬له‭ ‬إدارتها‭ ‬وماضي‭ ‬مستقبلها‭ ‬مرتبط‭ ‬بالسيادة‭ ‬المغربية‭. ‬ربّما‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬مع‭ ‬البترودولار‭ ‬والتأييد‭ ‬اللاّمتناهي‭ ‬لمؤسسي‭ ‬البوليزاريو،‭ ‬أي‭ ‬مع‭ ‬كلّ‭ ‬من‭ ‬معمّر‭ ‬القذافي‭ ‬‮ ‬والهواري‭ ‬بومدين‭ ‬‮ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬أسخياء‭ ‬جدّا،خاصّة‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء‭ ‬الأفارقة،‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬الدّعم‭ ‬المادي‭ ‬اللاّمتناهي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كسب‭ ‬الاعتراف‭ ‬بجبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬والوضع‭ ‬السّائد‭ ‬آنذاك‭ ‬‮ ‬خاصة‭ ‬الفكر‭ ‬الثّوري‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يقوده‭ ‬شيكيفارا‭ ‬وكاسترو‭ ‬وبومدين‭ ‬والأسد‭ ‬والقذافي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬قادة‭ ‬الفكر‭ ‬الشيوعي‭ ‬والاشتراكي‭ ‬المتطرّف‭ ‬بقيادة‭ ‬كاسترو‭ ‬وغوتشافيز‭ ‬ودانيل‭ ‬ورتيكا‭ ‬وغوموراليس‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الاشتراكية‭ ‬آنذاك،‭ ‬وفي‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬ومع‭ ‬‮ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬والهواري‭ ‬بومدين‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السّمراء‭ ‬كما‭ ‬قلت،‭ ‬ربما‭ ‬أثّر‭ ‬ذلك‭ ‬أو‭ ‬ساعد‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الانتشار‭ ‬السّريع‭ ‬لدعم‭ ‬مشروع‭ ‬الانفصال‭ ‬والدّولة‭ ‬التّحررية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الحسد‭ ‬والحقد‭ ‬تجاه‭ ‬دولة‭ ‬متماسكة‭ ‬ومملكة‭ ‬متماسكة‭ ‬مؤمنة‭ ‬بقيادتها‭ ‬ومصطفة‭ ‬ومتراصّة‭ ‬وراء‭ ‬قيادتها‭ ‬لرفع‭ ‬التّحدي‭.‬

اليوم‭ ‬أصبح‭ ‬ذلك‭ ‬واضحا،‭ ‬فالدول‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تدعّم‭ ‬البوليساريو‭ ‬حالها‭ ‬اليوم‭ ‬يغني‭ ‬عن‭ ‬سؤالها‭. ‬وضعها‭ ‬متدنّي‭ ‬ومتردّي،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬الجزائر‮ ‬‭ ‬وليبيا‭ ‬وسوريا‮ ‬‭ ‬واليمن‭ ‬وفنيزويلا،‭ ‬وحتى‭ ‬كوبا‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬من‭ ‬أفقر‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬كلّها‭ ‬مشتّتة‭ ‬وحبيسة‭ ‬الدّوغمائية‭ ‬والأوهام‭.‬

ما‭ ‬تقدّمت‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬بمنح‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬حكما‭ ‬ذاتيا‭ ‬موسّعا‭ ‬يضمن‭ ‬الكرم‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭ ‬لساكنة‭ ‬الصّحراء،‭ ‬أربك‭ ‬الخصوم‭ ‬وأصبح‭ ‬العالم‭ ‬المتطوّر‭ ‬يعلم‭ ‬علم‭ ‬اليقين‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬حلّ‭ ‬واقعي‭ ‬وجدّي‭ ‬وجادّ‭ ‬وذو‭ ‬مصداقية،‭ ‬مبنيّ‭ ‬على‭ ‬الحقيقة‭ ‬وعلى‭ ‬التّاريخ‭ ‬وعلى‭ ‬الواقعية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬للمنتظم‭ ‬الدّولي‭ ‬إلا‭ ‬مساندة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭.‬
 
لكن،‭ ‬كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬ذلك؟‮  ‬
واقعية‭ ‬الحكم‭ ‬الذّاتي‭ ‬لم‭ ‬تقلها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬وإنما‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬خاصة‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬حيث‭ ‬كانوا‭ ‬يدعّمون‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬سيادتها‭ ‬على‭ ‬أقاليمها‭ ‬الجنوبية‭ ‬وعلى‭ ‬وحدتها‭ ‬الترابية‭. ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬حلّ‭ ‬مشكلة‭ ‬الصّحراء‭ ‬بفكر‭ ‬السّبعينات‭ ‬فهو‭ ‬واهم،‭ ‬لأن‭ ‬المعطيات‭ ‬تغيرت‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬فمغرب‭ ‬اليوم‭ ‬ليست‭ ‬هو‭ ‬مغرب‭ ‬السبعينات‭ ‬ولا‭ ‬الثمانيات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة،‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والحقوقية‭. ‬فالمغرب‭ ‬كان‭ ‬شجاعا‭ ‬وتقدم‭ ‬للعالم‭ ‬بمشروع‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية،‭ ‬مصالحة‭ ‬مع‭ ‬الذات،‭ ‬تصالح‭ ‬المغرب‭ ‬مع‭ ‬تاريخه‭ ‬ومع‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬فتح‭ ‬ملفات‭ ‬تتعلّق‭ ‬بسنوات‭ ‬الرّصاص‭ ‬وسنوات‭ ‬الجمر‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬عبر‭ ‬انتهاكات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬طنجة‭ ‬إلى‭ ‬لكويرة،‭ ‬فتصالحت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬مع‭ ‬ماضيها‭ ‬شمالا‭ ‬وجنوبا‭. ‬وهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬تحسب‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬وهو‭ ‬موقف‭ ‬يدرس‭ ‬على‭ ‬الصّعيدين‭ ‬الإفريقي‭ ‬والدّولي،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬موقفا‭ ‬مشرّفا‭ ‬وكسبت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬موقفا‭ ‬ايجابيا‭ ‬ونظرة‭ ‬ايجابية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبقية‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬تطورت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬عسكريا،‭ ‬فقد‭ ‬استطاع‭ ‬المغرب‭ ‬بتنوّع‭ ‬شركائه‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬قوية‭ ‬يحسب‭ ‬لها‭ ‬ألف‭ ‬حساب‭. ‬اليوم‭ ‬يصنع‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬طائرة‭ ‬بدون‭ ‬طيّار،‭ ‬واستطاعت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬إقحام‭ ‬هذا‭ ‬المعطى‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬حدودها،‭ ‬وأصبحت‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬والجزائر‭ ‬تعطي‭ ‬للمغرب‭ ‬ألف‭ ‬حساب‭. ‬اليوم‭ ‬يمنع‭ ‬منعا‭ ‬كليا‭ ‬اختراق‭ ‬الحدود‭ ‬المغربية،‭ ‬ومن‭ ‬يريد‭ ‬ذلك‭ ‬فمساره‭ ‬سيكون‭ ‬معروفا‭ ‬وخاصة‭ ‬وقد‭ ‬شاهدنا‭ ‬العمليات‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لحماية‭ ‬الحدود‭ ‬وحماية‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭.‬

اليوم‭ ‬أصبح‭ ‬للمغرب‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬مسلحة‭ ‬مدربة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬التحدي‭ ‬ونحن‭ ‬رأينا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التمرينات‭ ‬التكتيكية‭ ‬والعسكرية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬شركائه‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الأسد‭ ‬الإفريقي‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬المسلّحة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬البريطانية‭ ‬ومع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القوات‭. ‬اليوم‭ ‬كذلك‭ ‬نعلم‭ ‬جيّدا‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬اقتنت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعدّات‭ ‬العسكرية‭ ‬المتطورة‭ ‬جدّا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬ومن‭ ‬تركيا‭ ‬ومن‭ ‬الهند،‭ ‬تهمّ‭ ‬المدرّعات‭ ‬والعربات‭ ‬المتطّورة‭ ‬جدّا‭ ‬والقوية‭. ‬وبالتّالي‭ ‬اليوم‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬صارت‭ ‬جدّ‭ ‬متطوّرة‭. ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬صار‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬السّيارات‭. ‬كما‭ ‬عملت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السدود‭ ‬للمحافظة‭ ‬الماء‭ ‬ومحطات‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬في‭ ‬العيون‮ ‬‭ ‬والداخلة‭ ‬وغيرها،‭ ‬بتكاليف‭ ‬باهظة‭ ‬ببعد‭ ‬استراتيجي،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬الغذائي‭ ‬وتأمين‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬ممّا‭ ‬جعلها‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الدول‭ ‬المصدّرة‭ ‬للغذاء‭ ‬الفلاحي‭. ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي،‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬نزيهة‭ ‬وشفافة،‭ ‬بشهادة‭ ‬مراقبين‭ ‬دوليين‭ ‬في‭ ‬هاته‭ ‬المناطق‭ ‬الصحراوية‭ ‬المغربية،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أبناء‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬يشاركون‭ ‬في‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬الانتخابية‭ ‬بنسبة‭ ‬ناهزت‮ ‬70‮ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬معدّل‭ ‬وطني‭. ‬وهذا‭ ‬إن‭ ‬دلّ‭ ‬على‭ ‬شيء،‭ ‬فإنّما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬إيمان‭ ‬الصّحراوي‭ ‬بهذا‭ ‬المشروع‭ ‬السياسي‭ ‬والتنموي‭ ‬يعكسه‭ ‬تطوّر‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭.‬
‮ ‬
اليوم،‭ ‬ما‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬لدعم‭ ‬هذا‭ ‬المكسب،‭ ‬خاصّة‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬ازديادا‭ ‬مطّردا‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬القنصليات‭ ‬بالأقاليم‭ ‬الجنوبية؟‭ ‬وما‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬فعله‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المكسب‭ ‬الديبلوماسي‭ ‬والسّياسي؟

اليوم‭ ‬على‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬هذا‭ ‬المسار،‭ ‬وأن‭ ‬تواصل‭ ‬تعزيز‭ ‬دولة‭ ‬الحقّ‭ ‬والقانون،‭ ‬وتواصل‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية،‭ ‬لأن‭ ‬تنمية‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬النقاط‭ ‬الذي‭ ‬وضّحت‭ ‬‮ ‬وبيّنت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬المغرب‭ ‬جادّ‭ ‬في‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذّاتي‭.‬

المغرب‭ ‬جادّ‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أقاليمه‭ ‬الجنوبية،‭ ‬في‭ ‬البناء،‭ ‬وفي‭ ‬التشييد،‭ ‬وفي‭ ‬التنمية،‭ ‬في‭ ‬تشييد‭ ‬مؤسسات‭ ‬عملاقة‭ ‬وبنية‭ ‬تحتية‭ ‬ضخمة‭ ‬وكبيرة‭ ‬على‭ ‬أرفع‭ ‬مستويات‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬لجعلها‭ ‬اليوم‭ ‬قطبا‭ ‬حقيقيا‭ ‬تجاه‭ ‬العمق‭ ‬الإفريقي‭.‬

البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬العيون‭ ‬والداخلة‭ ‬والسمارة‭ ‬وبوجدور‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬عواصم‭ ‬إفريقيا‭ ‬لم‭ ‬تحظى‭ ‬بمثلها‭. ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬جادة‭ ‬في‭ ‬عملها،‭ ‬فهي‭ ‬ضخّت‭ ‬أموالا‭ ‬وميزانيات‭ ‬باهضة‭ ‬لجعل‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬تركب‭ ‬على‭ ‬السّكة،‭ ‬وما‭ ‬كنّا‭ ‬متأخرين‭ ‬فيه‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬الأقاليم‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬العيون‭ ‬والداخلة‭ ‬والسمارة‭ ‬‮ ‬وغيرها‭ ‬توازي‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية‭ ‬‮ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬أكادير‭ ‬ومراكش‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء‭ ‬ووجدة‭ ‬وطنجة‭ ‬وتافيلالت‭. ‬اليوم‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬ما‭ ‬حقّقته‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ ‬يحسب‭ ‬له‭ ‬ألف‭ ‬حساب،‭ ‬لأن‭ ‬جلّ‭ ‬الوفود‭ ‬التي‭ ‬زارت‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬بقع‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬سياسيين‭ ‬ورجال‭ ‬أعمال‭ ‬وناشطين‭ ‬سياسيين‭ ‬وفاعلين‭ ‬مدنيين‭ ‬أشادوا‭ ‬بالتّطوّر‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬هذه‭ ‬الربوع‭ ‬من‭ ‬الوطن،‭ ‬ينبهرون‭ ‬من‭ ‬التّطور‭ ‬العمراني‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية‭ ‬بها‭. ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬هناك‭ ‬مطار،‭ ‬و‭ ‬هناك‭ ‬موانئ،‭ ‬ومياه‭ ‬صالحة‭ ‬للشرب،‭ ‬وهناك‭ ‬مدارس،‭ ‬وهناك‭ ‬مستشفيات،‭ ‬وهناك‭ ‬معاهد‭... ‬في‭ ‬العيون‭ ‬موجودة‭ ‬كلية‭ ‬الطب،‭ ‬ومدينة‭ ‬المهن‭ ‬والكفاءات،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬كلّفت‭ ‬‮ ‬خزينة‭ ‬الدولة‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬300‮ ‬مليون‭ ‬درهم،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬‮ ‬المدرسة‭ ‬العليا‭ ‬للتكنولوجيا،‭ ‬والمستشفى‭ ‬الجامعي،‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فضلا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعاهد‭ ‬والمدارس‭ ‬الابتدائية‭ ‬والإعدادية‭ ‬والثانوية‭. ‬وبالتالي‭ ‬أنا‭ ‬أقول‭ ‬علينا‭ ‬مواصلة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التنمية،‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬التّحسيس‭ ‬والتوعية،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬كأساس‭ ‬للدّفاع‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬السّياسي‭ ‬والتّنموي‭ ‬الطّموح‭.‬

كيف؟
يجب‭ ‬التّركيز‭ ‬عليها‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬يدافع‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬الوحدة‭ ‬والمشروع‭ ‬الوحدوي‭ ‬هم‭ ‬أبناء‭ ‬الأقارب‭ ‬الجنوبية‭. ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬ومن‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬هم‭ ‬أبناء‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬ممثلين‭ ‬في‭ ‬ممثليهم‭ ‬الشرعيين‭ ‬والحقيقيين‭ ‬وهم‭ ‬المنتخبين‭. ‬من‭ ‬يمثل‭ ‬الصحراويين‭ ‬اليوم‭ ‬هم‭ ‬المنتخبين‭ ‬الخارجين‭ ‬في‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬نزيهة‭ ‬وشفّافة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يحقّ‭ ‬لهم‭ ‬الكلام‭ ‬باسم‭ ‬أبناء‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭. ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬نحن‭ ‬كمجتمع‭ ‬مدني‭ ‬وكفعاليات‭ ‬مدنية‭ ‬وكنشطاء‭ ‬حقوقيين،‭ ‬ندافع‭ ‬كذلك‭ ‬ونحن‭ ‬بالمرصاد‭ ‬نتصدّى‭ ‬لأعداء‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬جنيف‭. ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬لدينا‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬فاعلين‭ ‬وأحزاب‭ ‬سياسية‭ ‬وبرلمانيين‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لتوضيح‭ ‬وجهة‭ ‬الّنظر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مكّننا،‭ ‬والحمد‭ ‬لله،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نوضّح‭ ‬للمنتظم‭ ‬الدّولي‭ ‬وللرّأي‭ ‬العام‭ ‬الوضعية‭ ‬الكارثية‭ ‬التي‭ ‬تعاش‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬والوضع‭ ‬المتطوّر‭ ‬الذي‭ ‬يعاش‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭. ‬لأننا‭ ‬نحن‭ ‬فاعلين‭ ‬مدنيين،‭ ‬خاصة‭ ‬أننا‭ ‬أحد‭ ‬العائدين‭ ‬من‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬وأسّسنا‭ ‬رابطة‭ ‬الصّحراء‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لنكون‭ ‬صوتا‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬صوت‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬المحرومين‭ ‬والمقموعين،‭ ‬من‭ ‬النّساء‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المخيّمات‭.‬

أنا‭ ‬أظن‭ ‬أننا‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬السّكّة‭ ‬الصّحيحة‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬الطّريق‭ ‬الصّحيح‭. ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التّنمية‭. ‬فالمزيد‭ ‬من‭ ‬التوعية‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التحسيس‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬‮ ‬نشكر‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬بقيادة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به،خاصّة‭ ‬في‭ ‬السّنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وعلينا‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التّضحية،‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬العطاء،‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والتّحدي،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تراصّ‭ ‬الصّفوف‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬القائد‭ ‬العظيم‭ ‬محمّد‭ ‬السّادس‭ ‬الذي‭ ‬استطاع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يوضّح‭ ‬للعالم‭ ‬على‭ ‬أحقّية‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬صحرائها،‭ ‬وأحقّية‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬الدّفاع‭ ‬عن‭ ‬وحدتها‭ ‬وتماسكها،‭ ‬خاصة‭ ‬أنّ‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬جدّا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المنظار‭ ‬الذي‭ ‬ترى‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬علاقاتها‭ ‬الدولية‭ ‬هي‭ ‬ملف‭ ‬الصّحراء‭. ‬من‭ ‬يريد‭ ‬التّعامل‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يحترم‭ ‬وحدتها‭ ‬التّرابية‭ ‬وسيادتها‭. ‬أنا‭ ‬أظن‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬كما‭ ‬زكى‭ ‬ذلك‭ ‬الرّئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬فالمنظار‭ ‬الذي‭ ‬ترى‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬ماضيها‭ ‬وحاضرها‭ ‬ومستقبل‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬منفردا‭ ‬أو‭ ‬مرتبا‭ ‬خارج‭ ‬السّيادة‭ ‬المغربية‭.‬

نحن‭ ‬على‭ ‬الطّريق‭ ‬الصحيح‭. ‬فالاعتراف‭ ‬الأمريكي‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬وتأييد‭ ‬إسبانيا‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تأييد‭ ‬فرنسا‭ ‬لمغربية‭ ‬الصّحراء‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وهولندا‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬والعربية‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬وعبّرت‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فتح‭ ‬قنصليات‭ ‬لها‭ ‬بالأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬لم‭ ‬يأتي‭ ‬عبثا‭. ‬فنحن‭ ‬على‭ ‬الطّريق‭ ‬الصحيح،‭ ‬فالمزيد‭ ‬من‭ ‬التّحدّي‭ ‬ومواصلة‭ ‬التّحدي‭ ‬وأوراش‭ ‬التّنمية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬فنحن‭ ‬نعمل‭ ‬وهم‭ ‬يتكلّمون‭ ‬حتى‭ ‬يقيم‭ ‬لله‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬عليها‭.‬