انتقدت حنان رحاب، نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية زيارة بعض الصحافيين لإسرائيل.
وقالت حنان رحاب في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك، "من الناحية المبدئية فإن الصحافي له كامل الحرية في السفر لأي بلد لأسباب مهنية صرفة، بل له كامل الحرية في محاورة من يرى أن من شأن محاورته أن يفيد المتلقين، حتى ولو كانت الشخصية المحاورة تصنف "عدوة"، ف CNN الأمريكية حاورت مثلا أسامة بن لادن، كما حاورت bbc البريطانية الجنرال الأرجنتيني فيديلا في عز الصراع ضد الأرجنتين، بل إنه في بعض الأحيان يعتبر السفر إلى مناطق الحروب شجاعة مهنية، ولهذا تطالب المنظمات المهنية، والنقابية المحلية، والعالمية بحماية الصحافيين في مناطق التوتر، هذا بصفة عامة ومبدئية...".
وبخصوص ما نشر عن سفر ما قيل عنه"وفد مزعوم"لصحافيين مغاربة إلى إسرائيل"، أبرزت المتحدثة ذاتها مجموعة من الإلتباسات، وعلامات الاستفهام التي تجعل هذه الزيارة إن حدثت بالفعل تصنف في إطار الفعل "المشبوه".
- الشبهة الأولى : إذ لا أحد يعرف الأسماء المشكلة لهذا الوفد السري، فلو كانت الزيارة لأغراض مهنية في إطار وفد ، فلماذا التكتم والسرية؟، قد نقبل السرية في إطار عمل استقصائي، وليس في إطار وفد منظم،
- الشبهة الثانية: مرتبطة بالجهة الممولة للزيارة، إذ أشيع أنها ممولة من طرف الحكومة الإسرائيلية، وبشروطها، وبالتالي فنحن لسنا أمام عمل مهني، بل أمام التورط في فعل دعائي بمقابل، ولصالح حكومة مسؤولة حاليا عن ارتكاب جرائم، أثبتتها تقارير الأمم المتحدة، بل إن المنظمات المهنية للصحافيين ذات الطابع الدولي كالاتحاد الدولي للصحافيين نددت بقتل الصحافيين من طرف الحكومة الاسرائيلية خلال سنة كاملة من حربها على غزة، وجنوب لبنان، وبمنعها للطواقم الصحافية من العمل وبفرض قيود على الصحافيين، ومنعهم من العمل بحرية، حتى تغطي على جرائمها. من جهة أخرى، تساءلت حنان رحاب:" إذا كان الصحافي سيسافر على نفقة المؤسسة الصحافية التي يشتغل فيها، وسيعمل على مقابلة كل الأطراف، وسيحاول ما أمكنه نقل الوقائع، فلا مشكل مهنيا أن يزور إسرائيل، ولبنان، والأراضي المحتلة في مثل هذه الظروف…، مستدركة أن سفر الصحفي "في سرية، وبتمويل من الحكومة الإسرائيلية، ووفق شروطها وأهدافها في هذه الظروف، فلا يتعلق الأمر بممارسة مهنية، بل بعمل مشبوه، وبمقابل غير معلن.
وزادت قائلة في هذا الصدد:" لا يمكن أن نحمل الجسم الصحافي_المغربي مسؤولية أعمال فردية معزولة، ومرفوضة، ومدانة مهنيا وأخلاقيا، والمؤسف أن هذا السفر، وبهذه الطريقة، يسيئ لصورة بلادنا المغرب، إذ سيحسب عند الرأي العام خارج المغرب، وكأن المسؤولين متواطئين في هذه الزيارة، في حين أن كل القرائن تشير أن هذه الزيارة المرفوضة مهنيا، وأخلاقيا تم تدبيرها، وتنسيقها خارج الدوائر المؤسساتية المهنية وغيرها لبلادنا…
وشدد على أن المفارقة كذلك أن الصحافي المفترض أنه هو من يكشف الأخبار غير المعلنة، فأصبح في هذه الحالة هو من يمارس التعتيم الملغوم وقاتل للمهنية ولأخلاقياتها.