الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد عزيز الوكيلي: دولة ماذا هذه التي حشرنا الله معها في الجوار؟!!

محمد عزيز الوكيلي: دولة ماذا هذه التي حشرنا الله معها في الجوار؟!!  محمد عزيز الوكيلي
نحن هنا بإزاء دولة مرفوعٌ عنها القلم، لأن نظامها يتشكّل من عيّنات بشرية لا نظير لها في كل بقاع العالم، حتى أكثرها تخلفاً وهواناً، ولا مثيل لها في سجلات تاريخ الأمم... فكيف ذلك؟!!
- موارد مالية خيالية تحسب بمئات الملايير من الدولارات سنوياً، موازاةً مع تضخمٍ ماليٍّ هو الأعلى في العالم، وفقرٍ شعبيٍّ مُدقع، وبنياتٍ أساسية لا يفرقها إلا الشيء القليل عن بنيات غزة الجريحة، يشهد على ذلك شهودٌ من أهلها بواسطة فيديدهات يبثها الأبناء من الداخل!!
 - مشاريع بالجملة لا تخرج أبدا عن مساحات الورق المركون في درج مكتب رئيس مسطول لا يفيق إلا ليَنْسَطِلَ من جديد!!
- قائد أعلى للجيش الوطني بقضي سحبة وقته في تنظيم مناورات عسكرية صاخبة وبالدخائر الحية، لا لاستعراض عضلاتٍ لا يمتلكها جيشُه أساساً، وإنما ليتلهّى بأصوات لعلعة الرصاص، وجعجعات الدبابات والمجنزرات، ويسعد بأضواء القذائف والصواريخ كما يتلهى الأطفال بفرقعات الشهب والألعاب النارية.. وعندما يصيبه الضجر يشرع في اعتقال مساعديه لأتفه الأسباب!!
- عشرات الضباط السامين يدخلون السجون بين كل عشية وضحاها لسبب ولغيرما سبب، حتى صار أغلب الجنرالات والعقداء واللواءات في عداد المعتقلين أو المفقودين والآتي أفظع!!
- رئيس لا يستفيق من سكره الطافح إلاّ ليعقد ندوة صحافية جديدة يجمع لها أغبى صحافيي بلاده، ليرددوا على سمعه أسئلة صيغت بعناية حتى لا يُذكر فيها اسمُ المغرب، وكذلك حتى لا ينطق في إجاباته عليها بأي رقم أو إحصاء صحيح وسليم، لأن الأرقام الصحيحة والسليمة في ذلك البلد لا تنمّ إلا عن سقوط يتبعه خواء في كل شيء، ولذلك تنبني إجاباته كلها على الكذب، ولا شيء آخر غير الكذب، وقد اعترف بعظمة لسانه، في آخر خرجاته، باعتماده أرقاما وإحصاءات غير صحيحة!!
أليس هو الذي وعد بتحلية مليار وثلاثمائة مليون متر مكعب من مياه البحر بوتيرة يومية (!!!) وهي الوتيرة التي تستطيع، بالكاد، أن تحققها أكثر الدول تقدما في السنة وليس في اليوم الواحد؟!! 
أليس هو الذي وعد بأن يبزّ المغرب ويتفوّق عليه في إنتاج الفوسفات برغم علمه بالمرتبة العالمية التي يستأثر بها المغرب إحتياطاً وإنتاجاً وتسويقاً ليس في الفوسفات وحده، بل أيضا في استخراج اليورانيوم، الذي يسيل له لُعاب القوى العظمى ومعامل الصناعات النووية المدنية والعسكرية؟!
- مثقفون غائبون بسبق الإصرار والترصد، لأنهم منشغلون بتشييت معطف الحاكم الحقيقي، رئيس الأركان، مُطَلّقين بذلك، بالثلاث، كل علاقة لهم بشيء اسمه الثقاقة والوعي والمسؤولية... حتى صاروا بالجملة نكِرات منبطحة، همّها الأساس وشغلها الشاغل أن تتجنب امتعاض الرئيس الحقيقي للبلاد، لأنه كلما أغضبه نفر ألقى به في السجن أو طوّح به وراء الشمس، ونكّل بأسرته وأهله وحتى معارفه!!!
- قوات عسكرية مثقلة بخردة روسية ترجع لعهد السوفيات أثبتت الحرب الروسية الأوكرانية أنها لا تصلح سوى لتأثيث استعراضات جيوش هجينة كجبش هذه الدولة/المعضلة وليسر أكثر!!
- تهافُت لا مثيل له على كل ما له علاقة بالمغرب، تراثاً، وصناعاتٍ، وفنوناً، ومخططاتٍ وبرامجَ، مع إصرارٍ مَرَضي على خنشلة كل ذلك وإلباسه خِرقتهم التي يسمّونها راية!!
- معاداة كل مَن يصادق المغرب من الدول والأنظمة، وكل مَن يُسايِر منها طرحَه الواقعيَّ لتسوية نزاع لا أساس له لولا اللوثة العقلية التي أصابت بوخروبة قُبَيْلَ وفاته، بالرغم من تثمين أغلب دول العالم للمشروع المغربي، وقَبوله ودعمه مِن لدن قوى عظمى ليست آخرها روسيا، التي يتغنى نظام العجزة بصداقتها الحميمة، ولا فرنسا التي شكّلت، ولا تزال، الثدي الذي يرضع منه ذلك النظام حليب الدسيسة والمكر السِّيِّئ، الذي لا يَحيق إلاّ بأهله!!
- وأخيراً، إدمان النهب الممنهج لكل مداخيل النفط والغاز، وتحويل النصيب الأعظم منها لحسابات بنكية أجنبية، في فرنسا وإسبانيا والإمارات ودولة قطر... وإنفاق ما تبقى على شرذمة لصوص تيندوف، الذين يعيشون حياة الأمراء بمقدرات شعب صارت طوابيرُ المهانة خبزَه اليومي... شعبٌ لو كان فيه رجالٌ لأسقطوا نظام العَتَه بأي وسيلة من وسائل العصيان المدني التي لا يعتمدها أساساً إلا الرجال!!!
والأدهى من كل هذا والأمرّ، أن عجزة ذلك النظام المعتوه يتوعّدون المغرب بحرب لن يستطيعوا خوضها ولا في الأحلام، ليستمروا في إحكام طَوْق القمع والتنكيل حول عنق شعب الغلابَى والوَلايا، بحجة الحفاظ على وحدة الصف تجاه العدو الخارجي، الكلاسيكي... هذا العدو، الذي ينشغل عنهم تمام الانشغال بتنمية ذاته، وتطوير علاقاته وشراكاته، واستكشاف المزيد من خيراته الباطنية التي لن تلبث أن تجعل منه دولة يحسَب لها حسابُها بين كبريات الدول وعلى جميع الأصعدة... وقد بدأ فعلا يجني ثمار هذه المنزلة...
أي دولة تلك التي تَطِنُّ صباحَ مساءَ كذباب المزابل في شرق حدودنا البائس؟!! 
عجبي!!!

 
 محمد عزيز الوكيلي،إطار تربوي