الخميس 2 مايو 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: دور المدرسة في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان

خليل البخاري: دور المدرسة في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان خليل البخاري
يحتفل المنتظم الدولى باليوم العالمي لحقوق الانسان، وشعاره لهذه السنة 2023 هو: الكرامة، الحرية والعدل للجميع وبهذه المناسبة، نتناول أهمية تدريس حقوق الانسان بالمؤسسات التعليمية.
 
ان تدريس حقوق الإنسان تكتسي أهمية كبرى في الحياةالمدرسية. وللمدرس دور فعال في ذلك.فالثلاميذ عندما يدركون حقوقهم وواجباتهم ويلتزمون بها ويمارسون الحريو المسؤولية، آنذاك يمكننا ان نتفاءل بتعليمنا.

أن الحياة المدرسية والمدرسة تظل الفضاء الأمثل لدعم مشروع نشر المعارف الأساسية بقضايا حقوق الإنسان  وتعزيز اندماجهابالقيم العامة.. فالمدرسة مؤسسة اجتماعية لها وظائفها المحددة في التعليم والتأهيل، تخضع أنشطتها للتخطيط وفقاللاهذاف المرجوة منها.

أن إدماج أساسيات حقوق الإنسان في الحياة المدرسية ضروري من خلال:  المشاركة المدرسية /علاقات المجتمع المدني /المناهج/البيئة المدرسية.
 
أن المدرسة الصديقة والمعززة لحقوق الإنسان هي الثي تقبل بمبادئ وعمل وتنظيم قواعد هذه الحقوق. وهي المدرسة التي تنمي بيئة ومجتمعا يتم فيهما تعلم حقوق الانسان وتعليمها وممارستها واحترامهاوالدفاع عنها وحمايتها.

أن المدرسة الصديقة لحقوق الانسان ملتزمة بأن تنتج مناخا عاما من المساواة والكرامةوالاحترام وعدم المتميز والمساواة وتقدم منهجا تشاركيا كاملا للقيادة المدرسية حيث يشارك المجتمع المدني في القرارات وتمكين التلاميذ والمدرسين من المشاركة في وضع وتطبيق السياسات المدرسية بشكل حقيقي وعلى قدم المساواة.

أن دور المدرس أساسي في توصيل مبادئ وقيم ومفاهيم حقوق الإنسان. فلكي ينجح المدرس في مهامه يجب أن تتوفر فيه الخبرة الكافية في مجال تدريس حقوق الانسان لناخذ المثال التالي " لا للعنف في مدارسنا " فكرته تقوم على أن كل المجتمعات ومن ضمنها المجتمع المدني يحدث أن يختلف البعض فيما بينهم وربما يصل  الخلاف الى العنف والشجار وهنا يحاول الثلاميذ ايجاد  حلولا تمنع من الوصول إلى هذه المرحلة. ويكون المستهدف من هذا الدرس وما يصاحبه من نشاط، إدراك الثلاميذ أن الاختلاف مقبول بين الناس بل يتوقع التعرف على الجوانب المختلفة لأية مشكلة والحلول الممكنة للمشاكل دون اللجوء إلى العنف اضافة الىممارسة العمل التعاوني من خلال الاندماج في مجموعة والمشاركة في وضع قوانين وضوابط تلاميذية دون اللجوء الى العنف.

ولتنفيذ النشاط المصاحب يمكن اتخاد خطوات العمل التالية: تقسيم التلاميذ الى مجموعات: مجموعة التلاميذ/مجموعة الإدارة! مجموعة المدرسة ثم مجموعة برلمان التلاميذ.

ويطلب من كل مجموعة مناقشة موضوع ما والحلول الممكنة وتدوين الخلاصات المتوصل إليها في الواقع، تدريس مادة حقوق الانسان هي ثربة بتنوع موضوعا تها وتكاملها حيث تندرج. فيها المواطنة والديمقراطية والحرية المسؤولة والعدالة والحقوق والواجبات والتضامن والحوار البناء

أن المدرس الناجح هو الذي يستطيع دعم وإثراء المهارات والمعارف والمواقف المتعلقة بحقوق الإنسان في عقول التلاميذ ومن الأمثلة:!لاصغاء للآخرين.

أن المدخل الرئيس لغرس قيم ومهارات ومعارف حقوق الإنسان لدى التلاميذ، التطبيق الفعلي لمنظومة الانضباط المدرسي ومراعاة مايلي: مشاركة الثلاميذ في الأنشطة الموازية /!تعريف التلاميذ بتعليمات الأنظمة الداخلية للمدرسة والالتزام بها/!تعميق مفاهيم الانتماء للمدرسة في نفوس التلاميذ وغرس قيمة احترام المدرسة لديهم/ تنمية روح التسامح لدى التلاميذ مع زملائهم ثم المواءمة بين ما للتلاميذ من حقوق وما عليهم من واجباتهم في إطار الحرية المسؤولة.

وعلى ادارة المدرسة وهيئة التدريس الحرص على احترام شخصية التلميذ ومشاعره وعدم التحيز لفئة معينة وتطوير ودعم الأنشطة المدرسية

ولتحقيق الانضباط المدرسي داخل الحياة المدرسية!، بنبغي على الإدارة وهيئة التدريس مواجهة التلميذ المخالف على انفراد وحرمانه من بعض الامتيازات لمدة معينة مع الاستعانة بالأسرة في حل المشاكل الاجتماعية. 
 
وعلى العموم  فتدريس حقوق الإنسان بموضوعاتها المختلفة له أهمية كبرى في بناء شخصية قادرة على التعامل الإيجابي مع المجتمع.  وتظل المراحل الأولى من التعليم الأساسي هي البيئة الخصبة لنمو بذور ثقافة حقوق الانسان وتثبيتها في عقول التلاميذ، يجب مواصلة ارواءها بالمهارات والمواقف في المراحل التعليمية التالية لتكتمل الشخصية الإيجابية الفاعلة الثي تعرف حقوقها  وتسعى للحفاظ عليها وتعرف واجباتها وتبذل جهدا لتطبيقها على أرضية الواقع.
  
أتمنى أن تتحقق مبادئ وقيم حقوق الانسان على أرضية الواقع وأن تصبح مؤسساتنا التعليمية فضاءات لتبادل الٱراء والأفكار  تمارس فيها الديمقراطية الحقة وتعطى فيها الأهمية القصوى التلميذ بٱعتباره محور رئيس في منظومة التربية والتعليم  وذلك ما ننشده.

خليل البخاري/ باحث تربوي