كيف لا تكون قبيلةُ أحمرَ و قلبُها النَّابض الشماعية أرضاً لتربية الخيول و هما اللتان ذاع صيت فرسانهما لدي السلاطين العلويين الذين بُنِيَتْ في عهدهم مدرسة الأمراء التي استقبلت في الماضي أبناءَ هؤلاء السلاطين ليتعلَّموا فيها، إلى جانب القرآن و علوم الدين، فن الفروسية و الرماية؟
فلا غرابة إذن أن يقترن فن الفروسية بقبيلة أحمر بتربية الخيول. و أمهرُ الفرسان يركبون أمهرَ الخيول. و أمهر الخيول لا تأتي من فراغ. بل لا بد من المتمرسين و العارفين في مجال تربية الخيول لإنتاج أجودها. وهو ما كانت تمتاز به قبيلة أحمر و الشماعية. أُناس تدخل تربيةُ الخيول في ثقافتهم بل و في وجدانهم و دمائهم.
وما ساعد على إنتاج أجود الخيول، وجود مركز la remonte بالشماعية و بالضبط في حي الدرابلة و هو مركز يتمُّ فيه تخصيبُ الأفراس من طرف حصان فحل، أي حصان قوي البنية و مكتمل الصفات و المظهر.
و شهرة قبيلة أحمر و الشماعية بتربية الخيول كانت لها أهمية كبرى و خصوصا في الثلاثينيات حيث كان يُنَظَّمُ في هذه الأخيرة la journée du cheval، أي "يوم الحصان" الذي كان بمثابة احتفال تُعرض فيه أجود الخيول التي تتبارى فيما بينها للحصول على جوائز.
و قد سبق أن حدثكم في إحدى تدويناتي عن هذا اليوم الذي تزامن مع الاحتفال بتدشين مطار الشماعية سنة 1934.
و هذا هو ما أشار إليه مقال صغير صدر بجريدة Le Petit Marocain يوم 5 أكتوبر 1934 (انظر الصورتين رقم 1 و 2).
و ما يشهد كذلك لجودة خيول قبيلة أحمر و الشماعية خبرٌ تمَّ نشرُه بنفس الجريدة يوم 22 مايو 1938. يتعلق هذا الخبرُ بالجولة التي قام بها القبطان Passot، رئيس مؤسسة الفروسية بمراكش عبر الأسواق لشراء الخيول التي يستعملها جيش الخيَّالة. و كانت الشماعية من بين الأسواق التي حلَّ بها القبطان Passot (انظر الصورتين 3 و 4).
![](https://anfaspress.com/manager/photos/shares/0001/000000000004000500000000000000000000.jpg)